محمد أمين الداهية 

 دراما خطيرة جدا تشهدها اليمن في ظل إرباك شديد نتيجة لتعدد المخرجين المنفذين لهذه الدراما المشؤومة ، لا يهم العدو الخارجي أو الداخلي طالما كشف عن نفسه وأظهر نواياه، المشكلة هي في الطابور الخامس المقصود والغير المقصود والذي ينهش بشراهة الحمقى في جسد وطن عظيم كاليمن الحبيب، أية وحشية هذه التي بلغت ذروتها في شعب أصبح فاقد الفكر مسلوب الإرادة يتعمد الانغلاق على نفسه ويبتعد أيضا قاصدا الهروب المقيت من قضايا وطنه وهموم شعبه، منتظرا حتفه في أية لحظة .

بالكاد تغلبنا على حماقة النيجيري عمر ومن حاولوا توظيف تلك الدراما لما يخدم أطماعهم أو لمن أبدوا سعادتهم للدوامة الجديدة التي بدأت تحوم حول اليمن الأرض والإنسان، اليوم تتكرر تلك الدراما الإرهابية البشعة والتي تحمل سيناريو مخيف جدا ينذر عن قادم سيء شرع الإعلام بالترويج له دون هوادة ودون أدنى وازع عربي أو قومي يردعه عن ثرثرته التي لا تجلب للأوطان العربية سوى المأساة الإنسانية التي لا يمكن أن تمحوا آثارها معطيات الزمن .

أصبحنا نرى في الكثير من الفضائيات العربية أسلحة نووية فتاكة تمهد لمشاريع العنف والاستعمار على ساحات الأوطان العربية ولا أدل من ذلك مصطلح (مصير جنوب السودان) مؤكدة بذلك احتلاله من قبل أهله، طالما والأمور تمشي على مجريات هكذا سيناريو، فلماذا لا نكون نحن الشعوب أقوى من إرادة العنف والاستعمار ومصدري هذه الثقافة الرخيصة من العرب؟.

 ما تواجهه اليمن اليوم من تحد سافر ما هو إلا جزء لا يتجزأ من مسلسل انهيار العراق وفتنة السودان ومأساة الصومال، يجب على الشعب اليمني أن يدرك جيدا أن تصديرا لأزمات المحبوكة ما هي إلا استهداف لليمن وللشعب اليمني تحمل في طياتها مجازر بشعة لا تقل عن تلك التي شاهدناها في العراق ولبنان وغزة، فالضحايا هم البسطاء ، الفقراء الذين لا يملكون حيلة الهرب أو اللجوء كما يفعل مشعلو الفتن والحروب الذين ينفرون بأسرهم إلى بر الأمان تاركين أوطانهم وأبناء شعوبهم لنيران الفتنة والدمار، علينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا.

 يجب ألا نسمح بأي تطفل من شأنه أن يمزقنا أو يجلب ويلات الفتن علينا،العملاء الذين يخدمون أعدائنا بطريقة أو أخري يجب أن ينتهوا عما تقترفه أياديهم الآثمة،عملية الطرود الجبانة التي تقف وراءها ما يسمى بتنظيم القاعدة ما هي إلا أنموذجا من نماذج تضييق الخناق على اليمن وجعله في موقف المدافع الذي يستجدي الإيمان ببراءته في ظل شغف عارم بالتدخل في شؤونه ومحاولة الحضور على جغرافيته الهامة التي من خلالها تتحقق الهيمنة على الشرق الأوسط.. الشعب اليمني المسالم الذي لا يؤمن بالإرهاب بل يبغضه ويمقته لا يمكن أن تصدر منه عمليات إرهابية تستهدف سيادة أية دولة كانت،ومن يقوم بذلك ما هم إلا عناصر من العملاء، يعملون جاهدين على إيذاء اليمن وشعبها بل وتدميرها وتمزيقها مقابل حفنات من الدولارات،فإذا كانت القاعدة هي فعلا من نفذ عملية الطرود المفخخة فعلى أبناء اليمن بل على الأمة العربية والإسلامية جمعا أن تحدد موقفها من هذا التنظيم الذي بات الطريق الأمثل لجلب التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية.

ولابد علينا في مثل هذه الظروف العاصفة بنا جميعا أن نكون على كلمة واحدة وموقف واحد لا يزيغ عن الموقف الرسمي لليمن، جاعلين نصب أعيننا مصلحة اليمن وشعبه وفوق كلل الاعتبارات، ويجب علينا أيضا أن ندرك ما تقتضيه مصلحة اليمن وأية مناكفات سياسية تستخدم هذه الكوارث والويلات الإرهابية العميلة وتوظفها في خطابات تظن أنها ستخدم مصالحها فهي مناكفات عقيمة، لا تقل عمالتها عن تلك التي تجسدت في الإرهابيين الذين يسفكون دماء الأبرياء في كل مكان في هذا العالم الصغير.

aldahiad@yahoo.com