تعد الولايات المتحدة الأميركية من أكثر بلدان العالم مشاركة لتأسيس قيم حقوق الإنسان وداعية لها فقد أسهم مفكروها وساستها منذ وقت مبكر في ذلك إلا أنها اليوم أمست تتنكر لتلك المبادئ وتكون هي أول منتهك لحقوق الإنسان في العالم في ميادين مختلفة.
مما لا حديث عنه ولا غرابة فيه أن مفهوم الإيجار يشتمل على مستويات كثيرة ومجالات متعددة على سبيل المثال لا الحصر إن الإنسان يؤجر ويستأجر، أي أنها علاقة بين طرفين الأول هو صاحب العين المؤجرة والثاني هو المستأجر والمستفيد من العين المؤجرة وقد تكون هذه العين منزلاً أو حانوتاً أو سيارة أو طائرة أو سفينة أو أراضي أو جهاز أو أو أو.. إلخ.
وهذه أمور لا غبار ولا جدال حولها غير أنه في عصرنا الحالي تجاوز مفهوم الإيجار كل ما يذهب إليه عقل العقلاء وتأمل النبلاء في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة في الاكتشافات الطبية المتقدمة التي جعلت الإنسان يعيش على الأمل في أي مرض قد يتعرض له لأن الأبحاث الطبية العملية قد وفرت العلاج المناسب بتوفيق الله سبحانه وتعالى، لكن من مساوئ الابتكارات الطبية الحديثة الاستنساخ البشري الذي يعد تهديداً خطيراً للبشر، بالإضافة إلى أسلوب آخر من الاستنساخ إن جاز التعبير فقد أصبحت النساء اليوم يأجرن أرحامهن مقابل المال وهذا النوع من الإيجار بدأ في الهند حين أقدمت امرأة أميركية تدعى "كريستان ترافيس" باستئجار رحم امرأة هندية للمرتين الأولى حين منحتها مبلغ وقدره خمسة آلاف دولار "5000$" وهي اليوم تستأجر رحم نفس المرآة والتي هي حامل بتوأم في رحمها نظير المال وقد تستغربون لسماع مثل هذا الخبر! لكنه حقيقة لها مؤيدها من الساسة وملائكة الرحمة "الأطباء" بدرجة أساسية فعندما يتم استئجار رحم المرأة الهندية يتفق الطرفان على تلك العلمية ويكون الطبيب أو الطبيبة هما الشهود لأنهما من ننفذا ذلك الاتفاق باستخراج بويضة من الأمريكية "كريستان ترافيس" وحيوان منوي من زجها ووضعها في رحم المرأة الهندية وبهذا تتم عملية الحمل والولادة.
ولو وضعنا تساؤلاً حول ما هو السبب لإجراء مثل هكذا إيجار؟
لوجدنا أن هناك مبررات لكلا الطرفين فالأمريكية وزوجها قد حاولا الإنجاب بالطرق الشرعية بين الرجل وزوجته لكن دون فائدة، والإنسان مجبول على حب الأطفال وتريد المرأة أن تكون أماً والرجل أن يكون أباً ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) حيث قد وفرت علم الابتكارات العليمة فرصة لك، لكن المرارة هي عند المرأة الهندية لأنها وضُعت في خانة المستأجرة بل وضعها العوز والفقر والفاقة والحاجة في هذه المكانة والتي سوف يغادرها ابن بطنها إلى أمه الأمريكية صاحبة البويضة ـ المرأة الغنية بالمال ـ التي سمحت لها إمكانياتها التنقل ما بين بلدها والهند ودفع إيجار رحم.