أن يحاصر منزل عضو مجلس نواب في قلب عاصمة اليمن الموحد ومن قبل مجموعة من المسلحين، ويعجز مع هذا الحصار هذا البرلماني وأبناؤه وأهله من أخذ والدته التي توفيت داخل البيت ونقلها إلى مقابر المسلمين ودفتها، فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يستمر حصار برلماني كمحمد صالح الناحية الذي حصر منزله ومازال إلى اليوم في حي القادسية بصنعاء العاصمة دون أن تحرك أجهزة الدولة المعنية ساكناً أو رمش عين أو طرف أو حتى بعوضاً، مع أن الشخص المحاصر يمتلك حصانة دبلوماسية وينتمي لأقوى واهم مؤسسة دستورية، ولكن في الأوراق ووسائل الإعلام فقط.. فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يحصل تهديد حقيقي لقدسية الدولة وهيبتها وممثليها كالذي حصل لأخواننا كأخونا البرلماني "الناحية" في بيته وأمام مرأي ومسمع الجميع من أجهزة أمنية وسلطة محلية ومؤسسات دستورية ومجتمع محلي وغيره في وقت بلادنا ووضعنا بأمس الحاجة فيه لفرض قليل من هيبة الدولة وإشعار مواطنيها والعالم بأنها قادرة على فرض سيطرتها وقوانينها وحماية كرامتها وإعادة الثقة بها.. فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يحصل من الضريبة العامة التي يفترض أن تذهب لخزينة الدولة 400 مليار ريال ويحصل منها فقط "36" مليار ريال والبلد تعيش هذه الأزمة الاقتصادية والجوع والفاقة والتسول وباعتراف من رئيس مصلحة الضرائب مؤخراً، ... فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يصل وضع التعليم في بلادنا إلى هذه الحالة المزرية من التجهيل والأمية والفوضى في زمن لا مكان فيه لأي شعب من الشعوب إلا إذا أحسن فيه تعليم أبنائه وتمكينه من إخراج مواهبهم وصقلها ومنافسة العالم المتحضر في زيادة الإنتاج والاعتماد على الذات وتنمية الموارد واستثمار الإنسان وإشاعة الأمن ومحاسبة الفاسدين.. فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يصل أعداد المتسولين والعاملين في العمل والبؤساء والباحثين أكثر من قيمة جرعة الأنسولين لمرضى السكر وجرعة الملاريا لمرض الملاريا وشريط السلبادين للمحمومين والمصدعين وما أكثرهم وغيرهم من المرضى النفسانين فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يصير إحساس المواطنين والموظفين والمعنيين منهم تحديداً بتمثيل الدولة وصيانة قوانينها، بهذه الطريقة من عدم الجدوى واللامبالاة واليأس والتندر بالقوانين والدستور والأمن وبصورة مؤلمة تجعل الناشئين والطامحين إذا كان هناك من طامح ـ يغرقون في الإحباط والملل.. فهذا الأمر لا يصدق..!
أن يغترب المرء خارج اليمن ـ كما حصل للأخ شكري ـ ثلاث سنوات متواصلة ويعود لأرض الوطن ويبقى فيه أقل من شهر ويعلن العودة والهجرة والفرار مجدداً لشدة ما هله من وضع عام يعيشه اليمنيون ويعانونه، وكذا ما آلت إليه أوضاع عامة ومعاني وقيم كثيرة كان يعرفها ويعيشها ويدركها في المجتمع إلى حد ما مثل الصدق والأمانة والمواطنة والأمل واليقين والصبر والإيمان.. فهذا الأمر لا يصدق..!