نص قانون الجرائم والعقوبات اليمني في الفصل الثالث المادة "274" على أنه "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بالغرامة كل من أتى فعلاً فاضحاً علانية بحيث يراه أو يسمعه الآخرون".

ولا شك أن هذا القانون موافق لمقاصد الشريعة الإسلامية في منع أسباب الانحرافات الأخلاقية والمخالفة للآداب والأعراف العامة ومن أمثلتها ما قد نشاهده أحياناً في شواطئنا ومنتزهاتنا الجميلة من ظواهر المعاكسات والتحرشات الجنسية والأفعال المشبوهة كالمداعبة البدنية ونحوها بين الرجال والنساء ويتذرع بعضهم بأنها بريئة أو بالعلاقة الزوجية أو بالحرية ولا شك أن مثل هذه السلوكيات تثير الشكوك أو الشبهات والغرائز والشهوات كما قد تتضمن انكشاف العورات وإغراء أهل الفساد والفجور وفتح الباب للعلاقات المشبوهة غير الزوجية لاشتباها بها ولا يرضى عاقل ولا غيور أن يشارك زوجته السباحة أو القبلة ونحونها على مرأى ومسمع الناس ونظراتهم الجائعة ثم يدعي البراءة ويتمسك بالحرية وإن الحرية في الإسلام منضبطة بما لا يخالف نصوص وقواعد الشريعة وبما لا يزيد عليه فساداً أو ضرراً وبما لا يتجاوز على حقوق الآخرين وحرياتهم وهذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان معتكفاً في مسجده ثم دخلت عليه زوجته "صفية" ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ لحاجة ثم راح يودعها تلطفاً ورحمة فلما رآهما رجلان من الأنصار أسرعا المشي حياءً منه ودفعاً للحرج عن فقال لهما:"على رسلكما إنها صفية وقالاً سبحان الله يا رسول الله: قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً وفي رواية "شراً" وهو رسول الله وهي زوجة صفية وقد خشي أن يظن به سوءاً حين الخلوة فغيره أولى بالبعد عن مواطن الشبهات ودفع التهمة وسوء الظن ولا سيما في مثل زماننا هذا، وهو ما يعرف باب سد الذريعة "أي منع الوسائل المباحة في الأصل إذا أفضت غالباً إلى غايات محظورة، وفي الصحيحين: "من أتقى الشبهات فقد أستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام" ولا سيما في الأحكام المتعلقة بالنساء فقد أمر الله الستر والحشمة والحياء والعفة، قال تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)). وقال سبحانه وتعالى: ((فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض))، وقال جل شأنه: ((يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين))، وقال سبحانه وتعالى: ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم من يخفين من زينتهن)).

إن ما تتمتع به بلادنا اليمن عامة وشواطئ محافظة عدن ومتنزهاتها الجميلة خاصة مما تستوجبه الشكر وذلك بالمحافظة عليها وتجنبها المخالفات الشرعية والمخلة بالذوق والحياة والغيرة والمروءة والحرص على نظافتها وحفظ النظام والجمال فيها.

وإنها لمسؤولية الجميع ابتدأً من الجهات المسؤولة المخولة بحفظ الأمن والاستقرار وحماية الدين والقيم والأخذ على أيدي المفسدين وقطع الطريق عن ردود الأفعال غير المحمودة.

وإن واجب الدعاة والمسؤولين في ممارسة الحسبة والنصيحة وفق منهج الإعتدال حسب الاستطاعة وبما لا يؤدي إلى منكر أكبر ويثير الفتن والنزاعات لا سيما في مثل أوضاعنا المتردية والمعقدة ونحن على مشارف استقبال الوفود العربية والخليجية الرياضية.

وخير سبيل لدفع كل أسباب الفتن والشرور بطاعة الله ورسوله ونصرة الأديان والأوطان والحياء شبعة من شعب الإيمان ولا يأت الحياء إلا بخير وإن الله ليغير وغيرة الله أن تنتهك محارمه

ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما

اللهم أحفظ بلادنا من المتربصين بها من الفتن والسوء من الداخل والخارج.. آمين يا رب العالمين.