;
نايف زين اليافعي
نايف زين اليافعي

كاد المعلم أن يكون رسولا 3060

2010-10-23 00:54:55

المعلم هو "شمعة تحترق لتضيء طريق الآخرين" والمعلمون هم صناع ا لأجيال في أي مجتمع كان وبكل زمان ومكان.. وعن دور المعلم ومكانته وعظمة الرسالة التي يؤديها كتبت الأقلام وتعددت الأمثال والحكم قديماً وحديثاً فقد قيل:"من علمني حرفاً صرت له عبداً وفي إحدى القصائد الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي ظهرت المكانة والأهمية للمعلم في شعره: قم للمعلم وفهِ التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً وهناك الكثير والكثير من القصائد والأقوال المأثورة والحِكم التي ذكرت قدر وأهمية ومكانة المعلم ولعل ذكرنا للمقدمة السابقة يجعلنا نتطرق مباشرة إلى موضوع المعلم اليوم ومقدار الأهمية والمكانة التي يحظى بها وحقيقة موضوع مهم وحساس وقليلاً ما تم التطرق إليه ولعلنا سنختار في هذا الموضوع نوعية العلاقة بين المعلم والطالب اليوم" وقبل هذا أعود قليلاً إلى الوراء لإيضاح هذه العلاقة في الماضي ونوعية هذه العلاقة اليوم..زمان كان للمعلم هيبته عند الطالب الذي كان يضع للمعلم ألف حساب في المدرسة أثناء الدوام الرسمي وخارج الدوام الرسمي.. وأتذكر جيداً في ثمانينات القرن الماضي حينما كنت أدرس في المرحلة الابتدائية تلك الهيبة والمكانة التي كانت للمعلم.. هيبة ومكانة لا يمكن وصفها ومداها للدرجة التي كنا فيها نفر مذعورين حينما كنا نلعب كرة القدم ويصادف مشاهدة أحد المعلمين مقبلاً نحونا.. كنا صغاراً نعلب في الحارة.. وما أن نشاهد المعلم آتياً من بعيد حتى نعلن حالة الاستنفار ونبادر بالفرار... ليس خوفاً بمعنى الخوف.. بل احتراماً وتقديراً وتبجيلاً يصل إلى درجة عالية أو دعونا نقول يشابه الخوف... وهذا خارج المدرسة.. فكيف برأيكم ستكون نظرة الطالب للمعلم داخل المدرسة زمان وان جئنا للتطرق الآن لهذه العلاقة اليوم بين الطالب والمعلم فسنجد للأسف الشديد بأنها لم تكن كما كانت علية في الماضي.. أو دعونا نقولها بشكل آخر علاقة فقد فيها المعلم مكانته وأهميته بشكل شبه كامل إن لم نقل بشكل كامل فقد بلغ الأمر بأن يجلس المعلم والطالب اليوم في مقيل واحد.. وهذا موجود وأتحدى من ينكر هذا.

أصبح عدد من المعلمين منفتحين في علاقاتهم بطلابهم بشكل مؤسف ومخجل للدرجة التي لا تبقى لهؤلاء المعلمون أي مكانة أو احترام.. وهذا موجود وأتحدى من ينكر هذا بل وبلغت الوقاحة في إيجاد علاقات صداقة بين المعلمين وطلاب وبشكل يتجاوز المسافة والحد الفاصل بين المعلم والطالب وهذا موجود وأتحدى من ينكر هذا ونحن لا نقصد به قطع العلاقة بين المعلم والطالب بل ما نقصده هو أن أي علاقة بين الطالب والمعلم يجب أن لا تقلل من قدرة المعلم... فالعلم معلماً.. والطالب طالباً.

أحد المعلمين بادر في إحدى الأيام لفض عراك نشب بين ولدين كانا يدرسان عنده وعندما هم بإمساك أحدهما قال له "أيش دخلك بيننا.. مش كفاية علينا وجهك في المدرسة".. الحديث عن مكانة المعلم المفقودة لدى طلاب اليوم تجعلنا نشيد ونقدر بأولئك المعلمين الذين كانوا وما يزالون فارضون هيبتهم ومكانتهم واحترامهم لدى الطلاب.. وإن كان من شيء نطرحه هنا فنحن نطرح عدداً من التساؤلات أهمها: لماذا فقد المعلم اليوم مكانته وقدره؟ ومتى تستعاد تلك المكانة والقدر؟ وما هي السبل والمعالجات في وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب؟ هل يتفضل علينا وزير التربية والتعليم في الإجابة على ما طرح؟ وأين يكمن الخلل؟ أفيدونا أفادكم الله؟ وإلى لقاء آخر إن شاء الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد