كثر الحديث عن الإرهاب وخطره والأفكار الإرهابية المتطرفة وقدرتها على السيطرة على عقول النشء والشباب وإقناعها بمشروع القاعدة الذي يستهدف الكفر وأعوانه على مستوى العالم حسب زعم هذا التيار الذي يعصف بالعالم دون هوادة .
لقد جاء الفكر الإرهابي متبنيا منهج القتل وسفك الدماء التي حرمها الله، مدعياً بذلك الجهاد في سبيل الله ونصره الإسلام والمسلمين ومصوراً الإسلام بأبشع الصور الإنسانية التي يتبرأ منها مسيئا بذلك للرسالة المحمدية التي بعثه الله بها لإخراج هذه الأمة من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإسلام الساطع الذي يحرم سفك الدماء ونقض العهود والمواثيق وإيقاظ الفتن .
القاعدة لها منهجها وإستراتيجيتها ولا يمكن أن تنصرف إلى ما نطرحه ونتناوله فهي تعتبر ذلك دفاعا عن الكفر، حتى أنها باتت تتجاهل حقيقة نشأتها وكيف كانت بدايتها الأولى وتشجيع الولايات المتحدة لحركتها الجهادية انتقاماً من الاتحاد السوفيتي، المعضلة أننا نتحدث عن القاعدة والإرهاب ونحذر من أن نكون لقمة سائغة لأفكاره ومعتقداته وتكاد الحكومة أن تبكي وهي تتوسل الحذر من الإرهاب أو الانجرار إلى حباله نقدر هذا الحرص من حكومتنا، لكن ثمة تساؤلات تفرض نفسها: ما هي الإستراتيجية التي تتخذها الحكومة لمواجهة إعصار القاعدة وحماية الناس والمستهدفين من هذا الخطر الذي لايرحم؟ هل توقف الفساد المالي والإداري عند حد معين يمكن أن ندركه ونلمسه؟ هل نجحت استراتيجيات الحد من البطالة والتخفيف من الفقر وتنفس البسطاء الصعداء جراء الأزمات الكالحة التي جعلتنا نرى البؤس والحرمان على السواد الأعظم من الناس؟ ماهي المعالجات التي خرجت إلى حيز الوجود وكانت كفيلة بتنفيذ وتحقيق إحدى الدراسات أو البحوث التي تتناول الإرهاب وأسبابه والطرق المتعددة التي ينجم عنها، والتوعية في ظل غياب المعالجات لعوامل أساسية تنتج الإرهاب لايمكن أن تقدم شيء، أيضا سوء الإدارة وسوء التصرف في المناصب الحكومية المختلفة والتي بقرارات حمقاء تخلق المزيد من التوتر والاحتقان في ظل الفاقة والحاجة الماسة إلى حياة مغطاة بثوب الستر؟
هذه المعضلات وغيرها من البؤر الأساسية للإرهاب والطرق السهلة للوقوع في شراكه، فعلى سبيل المثال ما يحدث من خلل إداري كبير في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والتلاعب المتكرر برواتب الضمان الاجتماعي من قبل القائمين على هذا البرنامج يخلق ازدراء كبيراً واحتقاناً شديداً لدى الأسر الفقيرة أو المعدمة الذي تم توقيف راتبها الزهيد الذي يصل إليها بعد شق الأنفس كل ثلاثة أشهر، تطفل وغوغائية وتلاعب بالبسطاء وتحايل ومجاملات ومداهنات وانحناء لمتنفذين ومسئولين ، تجعلنا نفضل الموت على حياة كهذه التي يعبث بها وبنا مجموعة ممن لا يعرفون سوى اضطهاد الفقراء والمعدمين والانحناء لمن يدركون أنهم أصحاب نعمة عليهم من المسؤولين الذين يملكون قرارات الإيقاف والنقل والفصل، أين كانت حكومتنا نائمة عندما تم اعتماد رواتب فصلية باسم الضمان الاجتماعي وبإجراءات قانونية شملت الباحثين وعقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية وغير ذلك واليوم تبتكر معالجات سلبية بغرض التصحيح هذه الأفكار والقرارات المغلوطة تقضي على الرمق الأخير الذي مازال يعيش عليه الفقراء، جريمة فادحة بحق الإنسانية ما يحدث اليوم من هستيريا للقائمين على برنامج الضمان الاجتماعي، إنهم يخلقون إرهاباً اخطر من إرهاب القاعدة المنظم ، إنهم يرفدون القاعدة بقوة بشرية ستحقق لها أخطر العمليات الإرهابية التي يمكن أن تنفذها، البطالة والفقر لايمكن أبدا أن ترحم مجتمعا من المجتمعات فكل شيء له حد ينتهي عنده فإما أن يموت أو ينفجر، اليمن اليوم لم تعد تحتمل هذه المهزلة اللا مسؤولة يا حكومتنا، بهذه الإستراتيجية تمهدون لانفجار خطير لا قبل لنا جميعا عن مواجهته أو السيطرة عليه.