السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون.. هذه الكلمات التي نقولها كلما زرنا المقابر كتحية نقليها على أمواتنا إيماناً منا بهذا المصير المحتوم علينا جميعاً كمرحلة إنتقال من الحياة الدنيا ومرحلة انتظار ليوم البعث والنشور..
ليبقى الموت مصير لكل حي ولا ينكره عاقل.. يقول الشاعر:
"فهل من خالدين إذا رحلنا.. وهل في الموت بين الناس عار
ولتبقى المقابر مصونة ومحمية إكراماً لسكانها وإيماناً بما هم فيه ولا يجب أن تصل إليها أيدي العبث والطمع تحت أي عذر أو مبرر.. بل يجب أن تظل محمية. ولعل وزارة الأوقاف والإرشاد قد أدركت أهمية المقابر فسعت إلى حمايتها وتشيد أسوارها وبواباتها بما يوحي باحترامها ومهابتها لتظل "وبالشكل والمطلوب.. لكن هذا المسعى أقتصر على المدن فقط وبقيت المقابر في الأرياف محط أنظار كل طامع يتوسع على حسابها أو حتى استغلال أراضيها للخدمة العامة كالطرق تحت مبرر أن الحي أبقى من الميت.. إذ لاحظت في هذه الأيام بالذات مرور طرق معبدة وسط مقابر خصوصاً في منطقة الحقيبة بني حماد خط سوق الأحد الحقيبة التي مرت إلى الآن وسط مقابر مثل مقبرة العدارسة ومقبرة الأديب ومقبرة المطهر وكأني أموات تلك المقابر وغيرها يستغيثون ويستنجدون بكل مؤمن حي أن دعونا نرقد في قبورنا بسلام.. وإذا كنا نحن معشر الأحياء نعيش في ضنك من العيش فما ذنب الأموات..وإذا نضم أصواتنا تضامناً مع الأموات لنناشد معالي وزير الأوقاف القاضي حمود الهتار ومدير أوقاف تعز أن أوقفوا الإعتداء على المقابر ودعوا الأموات يرقدون بسلام عسى الله أن يرحكم إن صرتم لما صاروا إليه. وكفى بالموت واعظاً.