الذي يحدث في محافظة أبين من أعمال إرهابية وتدميرية أفقد الدولة هويتها ورمزيتها صار الذي تشهده هذه المحافظة المنكوبة اليوم "لغز" محير لدى العقلاء والمراقبين لتراجيديا المشهد القاتم.. واللافت للنظر أن هناك أعمال فوضى وعنف وتخريب في بعض المحافظات الجنوبية التي سيطرت على معظم مديرياتها قوى الحراك مثل لحج والضالع وشبوة وحتى حضرموت.. لكن على الأرجح أن ليس هناك أعمال قتل بالعشرات وتدمير المنشآت الحكومية في هذه المحافظات كالذي يجري في مديريات أبين التي صارت بعضها تسير على وكل الله وبالمفتوح لم يعد هنا من يحكم فيها كمدير المديرية ومدير الأمن والناس في دهشة من أمرهم ويتساءلون كيف سقطت هذه المربعات الجغرافية الهامة من يد الدولة التي تمتلك أجهزة أمنية متعددة التسميات وجيش فيه أقول الأسلحة الفتاكة وسمحت لجماعات مسلحة تعوث فيها وتتحكم بمصائر المواطنين على حد تعبير شيخ مشائخ يافع فضل بن عيدروس العفيفي..

منذ أكثر من عام ونيف بدأ سيناريوا المخطط التدميري في مديرية جعار التي تمثل قبلة أبين وحاضرتها والمركز التجاري والحيوي والنشاط الاستثماري الذي توغل إليها بقوة بتدشين الإنتاج في مصنع أسمنت الوحدة باتيس والمصنع الآخر على وشك الإنتاج قريباً جندت عناصر طائشة لقتل الأبرياء وتفجير المقرات الحكومية وقضت على كل شيء اسمه دولة جعار.. نحن لا تهمنا هذه العناصر المنفذة بل الأهم من دفع بها ومولها.. ومن جعار إلى زنجبار عاصمة المحافظة التي نفذت فيها الاغتيالات أيضاً بدقة لضباط الأمن وبحكم تواجد الدولة لم تتضرر المباني الحكومية كثيرا وإلى لودر ملتقى النشاط التجاري الحيوي استطاع الهمجين أن يسفكوا الدماء ويزهقوا الأرواح ويشردوا السكان في الأيام المباركة لشهر رمضان.

والأسبوع الماضي كانت مودية مسرح المواجهات في الكمين الدامي التي دشنه المخطط الإرهابي الوحشي باغتيال مدير أمنها الشهيد البطل المقدم/ عبدالله البهام ونصب 3 كمائن للمحافظ/ أحمد الميسري واستشهد شقيقه علي وعدد من الجنود والضباط.. الحاصل أن المديريات الأربع جعار وزنجبار ولودر ومودية هن أهم مدن أبين ونحن نرى الحراك أكثر نشاطاً في الضالع والحبيلين وكرش ويافع وشبوة.. لكن ليس هناك مسلسل اغتيالات وتدمير المنشآت العامة وأن كانت الدولة غائبة إلا أن هناك وعي لدى الكثير بان الذي يحصل عمل كارثي سيطال الكبير والصغير.. نتساءل من المستفيد من تدمير المدارس وقتل الجنود وهل يعتقد هذا المتآمر أنه سينتصر على كل هذا النسيج الاجتماعي الكبير.. لا وألف لا فالخونة والقتلة مصيرهم مزبلة التاريخ وأبواب جهنم مفتوحة لهم بإذن الله والناس وان صمتت فإنها ستثور بقوة وفي معركة كهذه ليس هناك من ينتصر بل جميعنا خاسرون... لكن القضايا المصيرية ستنتصر مهما طال الزمن أو قصر ومن يعتقدون أن أبين ستذعن لكل هذا الخراب فإنهم واهمون فحقائق التاريخ ناصعة فأبين رقماً مهماً ومنها خرج القادة والزعماء والمناضلون.

إن أبين الثورة والوحدة مصنع الرجال لن تكون لقمة سائغة أمام جماعات طائشة جندها وبعض المرتزقة والعملاء لتدنيس الأرض الطيبة وقتال الناس في الشوارع وتدمر الممتلكات العامة ومدارس الأطفال والمنشات الصحية والخدمية إلى هنا وكفاية أن يكسر أبناء أبين حاجز الخوف والصمت ويستيقظوا لذود عن حقوقهم الإنسانية والأخلاقية ويحاكموا كل من تورط في الدفع بهذه الأعمال إلى ما وصلنا إليه.. ويسألوا لماذا أبين بالذات، يقتل فيها الناس في الشوارع بينما لا يحدث في باقي المحافظات كهذه الجرائم.. إلى هنا وللحديث بقية إن طال بناء العمر.. والله على ما نقوله شهيد..