;
نبيل مصطفى الدفعي
نبيل مصطفى الدفعي

لصوص يسيؤون.. لرجال الأعمال الحقيقيون! 1494

2010-10-23 00:48:33

اعتقد بأن العديد من كبار السن في مجتمعنا اليمني لازالوا يتذكرون العديد من الأشياء الجميلة التي مروا بها بل وعاشوها في زمن ليس ببعيد.. كيف كان الناس منضبطون في حياتهم يحترمون القوانين ويخافون عقوبة مخالفتها وبالقدر نفسه كانوا يحترمون رجل الشرطة وكانوا يشعرون بالطمأنينة والأمان خلال تواجده للحراسة في الحارات والأحياء السكنية ويهرب اللصوص إذا ما شعروا بوجوده.

وكان العسكري أو الشرطي بسيطاً وصاحياً ومنتبهاً يعرف مبدأ واجبه وحجم المسؤولية والعقاب الذي سيواجه لو حدث أي شيء يخل بالأمن في المكان الذي يحرسه، وكان السرق أو اللصوص طيبين يخافون من العسكري بل ويخافون حتى من صوته إذا ما سمعوه قادماً ويخافون من عواقبه شركة ونيابة ومحاكم وسجن رحلة طويلة من العذاب والبهذلة هذه واحدة من الأشياء الجميلة الذي أعتقد بأن بعض من كبار السن من الناس لازالوا يتذكروها.

أما الآن وبتغير الزمن اختفى الخوف من العقاب واختفى معه اللصوص الطيبون.. وأصبحت هناك دوريات راكبة ودوريات ماشية.. وسيارات نجدة وأجهزة اتصال وأصبح هناك أيضاً سرق أو لصوص لديهم تلفونات سيار وهناك لصوص بالكمبيوتر والانترنت وبعضهم لصوص بسيارات فاخرة وعمارات وفلل ولديهم رصيد بنكي وكروت بعض المسؤولين تحمل عناوين وأرقام تلفونات للاتصال بمن سيقوم بإنقاذهم كما "الشعرة من العجين".. بوساطات ورشاوي بمئات الآلاف من الريالات طبعاً وبعض من هؤلاء السرق أو اللصوص لديهم طاقم من الحراسة الخاصة من أعوانهم مدججوون بالأسلحة.. وأيضاً معهم طاقم جاهز من بعض المحامين الأكفاء من خبراء الالتفاف حول نصوص القانون والنفاد إلى ثغراته والبحث عن كل الوسائل للحصول على البراءة وكلما كانت السرقة أكبر كانت أتعاب هؤلاء المحامين أكبر وجميعهم يعلمون أنهم ليس "بخسرانين" شيء من جيوبهم نعم هكذا أصبح الوضع وبتغير الزمن.. تعددت أجهزة الرقابة وتعددت أجهزة الزمن وازدحمت المحاكم بالقضايا وامتلأت الصحف بأخبار انتشار الفساد والحوادث، كما أن السرق أو اللصوص الكبار أصبحوا مدربين.. يعرفون المسالك والدوروب.. ويعرفون بعضهم البعض إلا أنهم يحافظون على الرباط الذي يجمعهم معاً لأنهم يدركون تماماً أنه إذا سقط أحدهم سينكشف الآخرون ولهذا يتكتلون معاً ويختارون بين وقت وآخر لافتة مباحة للجميع حيث يدعون بأنهم رجال أعمال وأصحاب الأعمال الحقيقيون أو المستثمرون الحقيقيون. أنفسهم تجار ورجال أعمال وإذا حدث وانزلقت أقدامهم في قضية ما قاموا يصرخون في الحكومة ويوهمون الصحافة والجماهير أنهم أي الحكومة ضد حرية التجارة والاستثمار وكأن المطلوب منا هو أن نرى جرائمهم والخسائر والانتكاسات ونصفق لهم ونرفعهم إلى السماء.

هكذا جرت الأمور مع السرق واللصوص ممن ادعوا بأنهم رجال أعمال، ولكن ذلك جرى حسب اعتقادي بسبب الموقف السلبي لرجال الأعمال الحقيقيين الذين شاركوا في بناء وتشيد الوطن وزيادة معدل النمو في الاقتصاد اليمني، هؤلاء الرجال لم يحاولوا أن يلعبو دوراً مؤثراً وحيوياً في الحفاظ على بوابة المهنة التي ينتمون إليها.. وتركوا الأبواب والنوافذ مفتوحة لكل من هب ودب لكي يدخل من يقول عن نفسه أنه رجل أعمال واختلط الحابل بالنابل وضاعت المقاييس وللأسف وأصبحت الكتلة كلها موصومة بالفساد والسرقة.

ترى هل يعلم ذلك رجال الأعمال الحقيقيين وماذا هم فاعلون؟ أعتقد بأن الواجب عليهم هو تفعيل دورهم بشكل أكبر داخل الاتحادات والغرف التجارية للتنقية من الدخلاء ووضع ضوابط لكل من يستحق فعلاً لقب رجل الأعمال والكشف عن السرق واللصوص المتسترون تحت هذا اللقب والمسيؤون إلى لقب رجال الأعمال الحقيقيون. والله من وراء القصد..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد