حين تصبح الرسوم بالالوف إن لم تكن بالدولار بدلا من مئات الريالات ، وحين يصبح التسجيل يحتاج الى فوق الواسطة، وحين تصبح ملزما بان تظهر وجهك نظرك وميولك وانتمائك الحزبي والسياسي ، فحينها بالطبع ستعرف انك قصدت الجامعي من اجل التحصيل العلمي العالي والذي يؤهلك للعمل ، وبالطبع ليس العمل المأمول بوظيفة حكومية وانما أي عمل ، وعلى الاقل تكون معاك شهادة جامعية وان كان حتى في مطعم المهم عمل بدلا من انتظار الوظيفة ودرجات الخدمة المدنية الى ما لا نهاية .
في الجامعات الحكومية وليتها الاهلية فحسب ، تخيلوا ان تصل رسوم التسجيل بالنظام الموازي الى الف وثلاثمئة دولار امريكي ، وكتبتها حرفيا لانني سابقا تطرقت لها وكتبتها يومها بالرقم فلم يصدق البعض ولا ادري من هؤلاء الذين لا يصدقون ، فالتعليم الجامعي اصبح مستحيلا لشاب طموح ومستواه المعيشي يعتبر من ذوي الدخل المعدوم وليس المعلوم او المحدود لانه لا يملك أي دخل ثابت لا هو ولا اسرته طوال ايام العام وعلى باب الكريم ، وحين يجد ان احلامه وطموحاته تنصدم باول العقبات فمن اين سيكون له كل هذا وهو لا يملك شيئا؟؟
لا تتساءلوا لماذا يترك الكثير من الطلاب دراستهم ويتوجهون للعمل في أي شي وفي أي مجال وحتى لو كان قريب من اكمال دراسته ولم تتبقى سوى سنة دراسية او سنتان فقط لا غير.
وبالمقابل لا تتساءلوا لماذا يلجأ البعض الى التوجه الى الكليات الاهلية والجامعات الخاصة ، والسبب هنا ان الرسوم لا تفرق كثيرا وعلى الاقل يكون ابنه مميز وفي جامعة اهلية مثل المدرسة الاهلية والمستشفى الاهلي والنادي الاهلي والزمالك وريال مدريد وغيرهم،هناك في الجامعات الاهلية او الخاصة يكون قبول الطالب بأي معدل ويكفي ان نظام البزنس هو الرائد والطاغي على كل هذه الجامعات واعتقد على قدر فلوسك مدر رجليك ، وليس على قدر معدلك سجل بالتخصص الذي تريده ، والعديد من الطلاب الاجانب تجدهم غالبا ما يأتون للسياحة وليس الدراسة ويحملون ذويهم من اليمنيين المغتربين او من البلدات التي اتوا منها مبالغ طائلة وهم يصرفونها على الملاهي وشارع حدة وعلى الحلاقين واصحاب الملابس والعطور ، لتجدهم يبررون فشلهم وكثرة طلباتهم ان اليمن ليس فيها استقرار وان فيها غلاء وان فيها وان فيها وكأننا ناقصين خراطين مستوردين الى جانب من يعملون على نشر البلبلة والفوضى الكلامية في كل مكان في الداخل او الخارج.
في احدى حفلات التخرج لاحدى الجامعات الاهلية كنت حاضرا وقد حظيت بوافر من الموجودين عن يميني ويساري وكلهم لابسين عقالات وكأنني غريب ، ولانني اجيد نوعا ما قليل من التخاطب كان هناك حديث ودي مع احد اولياء امور الطلاب وجلسنا نتحدث فاراه يحدثني عن الغلاء ولم ادري وقتها ان المصدر في هذا الحديث او المعلومات هو ابنه ، وبسهولة قلت له ان الف ريال سعودي تخلي أي طالب يعيش بمستوى رائع اذا قام بالاستغناء عن واحد من الهواتف الثلاثة التي يحملها واذا وفر حق الاستشوار والفرد والعطورات وعادي لو يخرج بس على الاقل يهتم شوي فقط بدراسته ، واعطيته مثل بسيط هو انك تجد موظف راتبه لا يصل الى خمسين الف ريال وهو مايقابل الصرف للالف السعودي كما كان والا الان فهو ستين الف ريال ، واذا قال احدهم انه لا يوجد موظف يكتفي براتبه فساقول له ان هؤلاء هم من يشجعون مثل هؤلاء على السرقة فالطالب ابن المغترب في أي دولة خليجية تجده يعرف الفندم فلان وبابسط مشكلة يعطيه خمسين الف عشان يحلها بسهولة وفلان الفلاني يعرف ابن فلان وفلان من المسؤلين وهو يبيع حشيش وحبوب مخدرة يحضرها من هناك من بلاده بحجة انها علاج .
وكيف الدراسة يا عالم، قالوا دراسه اما بفلوس او دمار اخلاقي الى ما لا نهاية وبالفصل الاخير للسنة الدراسية الاخيرة كلهم ناجحين عشان عيب يرسبون وهم دافعين رسوم بالدولار ، وكأن الامر شبيه بما يحدث بالمدارس الاهلية حيث ان الرسوب ممنوع في المراحل الدراسية الاولى وبالذات اول وثاني وثالث عشان ما نجرحش شعور الطالب ، ونغنم جيل فاشل من فشلنا والا بصف سادس ما يعرفش يكتب اسمه ، وهذا هو الحاصل في مدرسة .... ومدرسة .... ومدارس .... الاهلية بامانة العاصمة وليس بمستغرب ، لانه بالفلوس تشتري النفوس وياقلب لاتحزن .
مرسى القلم /
لا والله اني أنسى نفسي ولا انساك *** يا كيف عنـّك يا غلا يشغلوني
منهو بقلبي يا هوى الروح يسواك *** هذا انشغالي فيك واسأل شجوني
_ _ _
القلب لك مملوك من دون مقياس *** يا زينة الدنيا غرامي وفتوني
لا غبت لحظه طاف بالشوق نسناس *** وعنـّك حواسي كلـّهم يسألوني
_ _ _
أشتاق وصلك يا متى الروح تلقاك***واسهر أهوجس بك واسامر ظنوني
لا صار مثلي بين الاحباب يهواك*** لا والله انـّي انتهي في جنوني.
علي محمد الحزمي