;
عبد الله الفضلي
عبد الله الفضلي

ثورة الرابع عشر من أكتوبر ثورة يمنية خالدة 2396

2010-10-20 01:07:50


جاءت ثورة الـ14 من أكتوبر عام 1963م كثورة يمنية ثانية وهي تتويج لنضال الشعب اليمني شمالاً وجنوباً فقد جاءت لتساند وتنصر الثورة الأم الـ26 من سبتمبر 1962م، فالثورتان قد انطلقتا في عامين متتاليين لتحقيق هدف مشترك واحد هو القضاء على الحكم الإمامي البائد الكهنوتي المتخلف وهذا يدل على واحدية الثورة اليمنية التي اتفقت أهدافها في الشمال والجنوب على إزالة الظلم والاستعمار، فقد كانت عدن هي قاعدة الانطلاق الأولي لقادة الثورة السبتمبرية وكانت مدينة تعز هي نقطة الانطلاق الأولي لقادة ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وقد تزامن تحرير اليمن من الحكم الإمامي المستبد في الشمال وطرد الاستعمار الانجليزي ومخلفاته من الجنوب في وقت واحد ولذلك فإن قادة الثورتين سبتمبر وأكتوبر كانوا ينظرون إلى الثورتين على أنهما ثورة واحدة داخل شعب واحد ولم تكن هناك أية أفكار أو نيات مبيتة أو خطط مسبقة لانفصال الثورتين عن بعضهما البعض أو تجزيء الثورتين ثورة شمالية وثورة جنوبية لأن الشعب هو صانع الثورتين وليس مجموعة من الأشخاص المحدودين.
وكان من الممكن جداً انضمام ثورة 14 أكتوبر وقادتها إلى الثورة الأم 26 سبتمبر لولا بعض الظروف الموضوعية التي حالت دون الانضمام أو الإعلان عن قيام الجمهورية الموحدة حيث استغلت بريطانيا انشغال الشطر الشمالي من الوطن بالدفاع عن الثورة والجمهورية والتي كان أهمها وآخرها حصار صنعاء الشهير عام 1967م فقامت بريطانيا في شهر نوفمبر في نفس العام بالتفاوض المباشر مع الجبهة القومية المضادة لجبهة التحرير صاحبة النضال المسلح ضد الاستعمار، وكان الاتفاق السري البريطاني مع الجبهة القومية هو عدم الاندماج مع دولة الشمال واستبعاد جبهة التحرير من العمل السياسي حتى لا تقوم قائمة ليمن واحد موحد وكانت الفاجعة التي قصمت ظهر اليمن وخيبت آمال الجماهير العريضة هو الإعلان رسمياً من قبل الجبهة عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية، بالإضافة إلى تدخل بعض الدول المعادية للثورة اليمنية والوقوف مع قادة الجبهة القومية وتشجيعهم على عدم الاندماج في يمن واحد وبصورة أخص موقف الاتحاد السوفييتي سابقاً الذي دعم قادة الجبهة وتقارب معهم أيديولوجياً وانفرد الاتحاد السوفييتي بالشطر الجنوبي وحال دون اندماجه مع الشمال وذلك من أجل إقامة كيان ماركسي شيوعي متطرف في قلب الجزيرة العربية لزعزعة الأمن والاستقرار والأنظمة الملكية وهيأ الاتحاد السوفييتي لهم قيام دولة مستقلة وأمدهم بكل الوسائل الممكنة لقيام تلك الدولة، الأمر الذي شجعهم على الابتعاد عن الدخول في وحدة مع الشطر الشمالي تحت مغريات السلطة والتفرد والزعامة والقيادة والانفراد بحكم جنوب اليمن هذا فضلاً عن دخول قادة الثورة السبتمبرية في شمال الوطن في خلافات سياسية وشخصية أدت في نهاية المطاف إلى إبعاد المشير/ السلال وإزاحته عن سدة الحكم ومجيء القاضي/ عبدالرحمن الإرياني ليحل محله في الرئاسة وذلك في حركة الخامس من نوفمبر عام 1967م، وكل هذا وقد حدث بالتزامن من خلال المفاوضات مع بريطانيا والجبهة القومية لنيل الجنوب اليمني المحتل استقلاله في يوم الثلاثين من نوفمبر وهكذا انشغل القادة في الشطرين بأمورهم الشخصية وتسوية أوضاعهم السياسية ولم يلتفتوا إلى مسألة الوحدة اليمنية وأصبحت اليمن يمنين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد