أتساءل وغيري كذلك ما هو الدور التنويري والتوعوي والتثقيفي الذي تقوم به ما تسمى بمكاتب الثقافة بالمحافظات اليمنية في سبيل الإسهام في تحصين وحماية شبابنا من خروقات الجهل والضلال وأفكار وأباطيل التمرد والتخريب ونزعات التطرف والإرهاب، حيث والحاصل أن جميع مكاتب الثقافة وكذلك المراكز الثقافية المنتشرة في كل المحافظات عبارة عن مكاتب اسمية خاملة لا وجود لأي نشاطات فيها وتحولت مسارحها وقاعاتها إلى مساكن وعشش لأنسجة العناكب ومأوى لكل هامة طامة، حيث والعمل الوحيد الذي أصبحت هذه المكاتب تقوم به ينحصر كما قلنا في المقال السابق في إحياء حفلين فنيين اثنين في العام هما الحفل الفني الساهر بمناسبة العيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة والحفل الفني الساهر بمناسبة احتفالات أعياد الثورة المباركة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وذلك كتقليد سنوي تعنى به ما تسمى باللجان الفرعية للاحتفالات ومكاتب الثقافة بالمحافظات بموجب ميزانية مالية باهظة الكلفة ترصدها اللجنة العليا للاحتفالات لهذا الغرض لكل محافظة ثم يسدل الستار على هذه المكاتب الضائعة عاماً كاملاً فلا يتبرج لها وجه أو يظهر لها نشاط يذكر تحت أي مسمى أو في أي مناسبة بعد ذلك، رغم أن هذه المكاتب وأقصد (مكاتب الثقافة) يتوفر لها من الاعتمادات المالية والنفقات التشغيلية التي ترصد لها في الميزانية السنوية للمحافظات ما يمكنها من تحقيق وإنجاز الكثير والكثير من الأنشطة والأعمال والفعاليات المختلفة وفوق ذلك فإن كل مكتب ثقافة في كل محافظة وكل مركز ثقافي في أي محافظة أو مديرية تتسلم دعماً مالياً شهرياً ضعف أضعاف الاعتمادات السالف ذكرها وذلك عبر ما يسمى بصندوق دعم الثقافة والتراث والذي يوزعها وزير الثقافة" رئيس مجلس إدارة الصندوق" يمين وشمال ويتناهبا مدراء ومسؤولو وزارة الثقافة ومكاتبها ومراكزها بالمحافظات.
وقبل هذا وذاك فإن هذه المكاتب يتوفر فيها كل وسائل ومستلزمات العمل الثقافي والمسرحي والفكري والإبداعي.. الخ .. من تجهيزات ومهارات وموظفين وفرق فنية ومسرحية وموسيقية وغيره وغيره.. بحيث لو أن هذه المكاتب لو استحت من الله ومن خلقه وقامت بأقل القليل من واجباتها ومسؤولياتها الكثيرة والكبيرة لتمكنت من تحقيق ما لا يخطر على بال أي أحد ورقت بواقع النشاط الثقافي بكل أنواعه ومجالاته إلى أبلغ وأرقى المستويات وجعلت كل المراكز الثقافية ودور الثقافة والفن والمسارح شعلة من الحراك والنشاط الفاعل والكبير على مدار العام.
ولكن مبدعو الثقافة كما يبدو تحولوا وللأسف الشديد من مفكرين ومبدعين وفنانين ورواد تطوير وتغيير وتحديث وإصلاح إلى رواد فساد ومحترفي للنهب والعبث والتضيع والفوضى فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!.
سعد علي الحفاشي
كفاية برع يامكاتب الثقافة 1845