شدني موضوع وانا اتصفح بعض المنتديات اليمنية وبالتحديد في موقع صوت اليمن والذي حمل عنوان (عظماء بلا مدارس ) وكان من بينهم الداعية العالمي عبدالحميد كشك رحمه الله وكذا الراحل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق ورموز عالمية امثال ادولف هتلر وغيره.
العجيب من في الامر انهم لم يتلقوا تعليما ولم يلتحقوا بأي مدرسة وهذا ما سبب لي الغرابة والدهشة في آن واحد ، وجعل الكثير ممن قرأوا الموضوع يبدون استغرابهم الشديد لغرابة المعلومة الجديدة التي تلقوها كأمثالي بالطبع.
واذا كان العلم يبني بيوتا لا عماد لها ، فاننا في وقتنا الحاضر وما نجده من كل مظاهر التخلف والفساد الاخلاقي وقلة الضمير والوازع الديني ، انما هو نتاج طبيعي لتلقي التعليم السيء والتربية الاخلاقية الغير حسنة والتي تعود وتربي عليها الكثير ، وجاء يوم الحصاد من منظورهم ، وهو ليس حصاد ما زرعوه وانما حصاد ما يفرضه عليهم انعدام الضمير واللامسؤلية .
لن يصالح حال الامة الا بصلاح التعليم ، وعلى الاسس الصحيحة المنبثقة من تشريعات ديننا الحنيف وليس سواه ، فقد تعلم الكثير ممن اصحبوا الان اعلاما في الفقه والسنة والحديث على ايدي شخوص ودرسوا القران وتتلمذوا على اساس ان العلم يبدا بتعليم الطفل للقران لتبدأ رحلة التهذيب الروحي والاخلاقي للفرد .
نتحدث كثيرا عن مدارس تعاني الكثير من الخلل بما يعود بالضرر علينا جميعا ، ونجد المخرجات التعليمية عبارة عن اجيال تنتظر اقرب فرصة لانتهازها وعلى هذا هم عاشوا ووجدوا من سبقوهم ينتهج نفس الطريق الغير قويم في التعامل والمعيشة والاستغلال ، فابن التجار يجد والده يتحدث عن مخازنه وكيفية انه استطاع بذكائه تخزين سلعة معينة حتى ارتفع سعرها ومن ثم اخرجها وباعها باضعاف ربحها ، ولايجد من يعلمه ان الاحتكار حرام ، وابن المسؤل يجد اباه يتصرف ويعبث بالمال العام كيفما يشاء وكأنه ملك يديه ، ولا يجد من يعلمه ان الحق العام ملك للجميع وليس لافراد بعينهم ، وكثير من هذه المواقف لاتجد من يقول للغلط قف مكانك .
في المدارس تجد اغلب الاداراة ومديري المدارس يتصرفون على هواهم في ابتداع قوانينهم الخاصة والتي يختلقونها في لحظة تخزين ولاسباب متعددة مابين مصلحة شخصية وانتماء حزبي وقبلية مطلقة ولاتجد من يقول للغلط كفى .
في كثير من المديريات في وطننا الحبيب تصبح المدارس اما حزب حاكم واما معارضة وما كان دون ذلك فتعتبر مدارس لا وجود لها في الخطط الانتخابية ولاالخطط التنموية ، ويصبح العلم وسيلة لتحقيق غاية اشخاص بحد ذاتهم ، ولا عجب حين تسال احدهم عن مشاكل مدرسة منطقته فتجدها بدرجة اساسية حزبية مطلقة وتصبح الغاية التربوية والتعليمية في خبر كان ، ولكن من جديد من يقول للغلط كفى .
إن الحديث عن اصلاح الوضع العام في الوطن ليس حديث الغرض منه الاعجاب والتصفيق بحرارة والاشادة وكلمات الشكر من هنا وهناك بقدر ما هو واجب اخلاقي وديني ووطني يتطلب من الجميع محاسبة انفسهم والنظر في مايدور على الساحة من مخرجات تعليمية لاتجيد سوى شيئين اما مدح كل شيء والدفاع عن كل شيء واما ذم كل شيء وانتقاد كل شيء ،ولا يوجد كل وسط الا من رحم ربك ، ولا تستغرب مطلقا فالحديث هنا تمحور حول المدارس ولم اتطرق الى الجامعات وتصرفات عمداء بعض الكليات ورؤساء هذه الجامعة ومحاربة كل من يخالف هدذا الاتجاه سواء كان على حق ام على باطل ، وكأن المصلحة العامة لاتفرض الا على بعض الاشخاص وللاسف هم من افقر شرائح المجتمع .
في الاخير لا اعتقد اننا سننام ونصحوا والامور اصبحت كلها على مايرام وانما المسالة تبدا من النفس فلو فكر كل شخص فينا باصلاح نفسه وحاول ان يجعل هذا الاصلاح تجسيدا على ارض الواقع فان الحال كله سيصلح باذن الله تعالى ، ولا يعتقد احد بمعجزة تاتي لتصلح الحال كله في غمضة عين ، وانما من كل شخص في هذا الوطن ، هو مطالب باصلاح الذات ، ومن توكل على الله فهو حسبه.
مرسى القلم :
عقب ماجاني وجرحني *** قال لي يازين آسف
مادرى انه جرحني *** وماتت بقلبي العواطف
هو صحيح انه منحني *** في الغلا اغلا الوظايف
لكن بلحظه طرحني **** فاقد الاحساس خايف.
علي محمد الحزمي