كنت ولفترة قريبة اعتقد أن مقولة الصراحة راحة صحيحة ، ولكن بعد التريث والتأني لم أعد أدري عن أي صراحة يتحدث البعض ومن يقول أن الصراحة راحة وهل هو صريح لدرجة انه مرتاح بالفعل ؟
أم أن الصراحة تكون راحة لشخص وجهت له كلمات الصراحة ، فلا أعتقد أن النقد فيه أي معنى للراحة ، وأن مخالفة الرأي لا تخلق جوا من الراحة ، وكما كنت قبلها أؤمن بحقيقة اختلاف الرأي لا يفسد للود للقضية ، أيقنت مع مرور الأيام انه يفسد الود كله ولا يبقي منه شيئا ، وكما قيل حين يبدأ أحدهم كلامه بمفردة (بصراحة) فانه غالباً ما يكون كاذب ، وهذا هو الحاصل .
قد يعتبر البعض طرحي لمشكلة مدرسة ما في مكان ما انه تحامل شخصي من قبلي أو من قبل بعض الأشخاص عليهم لأنهم أناس صالحين ، وبالفعل كل شخص يجد نفسه على الطريق القويم ، وإلا لما كان فرعون تباهى في غروره حتى جعل من نفسه ربا للناس وطلب عبادته ، ولما كان قارون تباهى بماله وكنوزه وقال إنما اتيته على علم ، وما أكثر الذين يحاولون أن يصبحوا كقارون بماله وليس بالطبع كغروره ، وما جعلني أتناول موضوع الصراحة في مسالة الضمير الحي فانها الصراحة صدقوني لا تعجب أحداً حتى وان جاءني شخص وانتقدني بالتأكيد سأصاب بالإحباط واليأس ولن أجد الراحة بتاتا ، فكيف تكون الصراحة راحة.
اعتقد أنها تكون الراحة للضمير فقط حين تعرف عن مشكلة ما وتقوم بطرح للعامة وأمام الجميع ومن كان في قلبه ذرة من ضمير وولاء وحب لهذا الوطن أن يعمل جاهد على وضع حلول لظاهرة ما قبل أن تصبح مشكلة وتتطور لتغدو قضية لا يمكن حلها لسنين طوال ، ومن هنا جاء التطرق إلى هذه النقطة بعد أن تواصل معي بعض مدراء المدارس وكما هو الغالب في الحديث حول شكرا لطرح المشكلة وختاما بسؤال كالعادة من الذي أخبرك أو زودك بالمعلومات المذكورة ؟؟!!
وإذا كنت أحياناً لدي القليل من الجرأة والصراحة في طرحي فإنني عادة ما أكون كذالك في تعاملي مع الناس وفي الرد على بعض تساؤلات الإخوان وأحاول أن اسأل عن ماذا استجد وان كان هناك ما استجد من الإصلاح الإداري ومحاولة تداري المشكلة الحاصلة ومعالجتها فانا أشيد بهذه الإدارة أو تلك ، أما لو كان البعض يسعى من خلال تواصله معي بدعوتي إلى أحد مجالس القات فانا لا أحب حتى الجلوس في المقايل وانحرج في حين الحديث يكون موجها لي مدحا وشكرا ، ولأنني صريح قليل فتجد أن أصحابي قليل ومعارفي لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ، وهذه أعتقد من نتائج الصراحة ولكن لا ادري هل هي من أسباب الراحة أو من عدمها ، ولكن أحمد الله كثيرا على وجود كثير من الناس لا يزالون يملكون ضميراً حي يحاول أن يعمل بصمت ويحاول أن يعالج كل القضايا والإهمال الحاصل في إدارته وفي المدرسة التي يتولى إدارتها وليس المدرسة التي تحصل على إدارتها ليسن قوانين ليست موجودة حتى في دول العالم العاشر ، أو حتى في أساطير ألف ليلة وليلة ويريد تطبيقها على ارض الواقع وبالذات إن وجد بيئة خصبة تسهل له التصرف كيفما يحلوا له دون رقيب أو حسيب ، والفرصة بالعمر مرة، وخير البر عاجله ومن هذا الكلام الذي يبرر الغلط ويجعله عادة في المجتمع ، وبما أنني لازلت أواصل هذا الطرح فإنني أتمنى من الإخوة المعنيين في إدارة هذه المدارس عدم النظر إلى الموضوع من منظور شخصي ، فليس بيني وبين احد ما عداء ولست ممن يبحثون عن الشهر من باب ضيق ، فالحمد لله رب العالمين ما عندي يكفيني ، حتى وأن كنت أحاول جاهداً على توفير إيجار سكني بالعافية ولكن هذا حالي كما هو حال الكثير من أبناء هذا الوطن ، حيث لا يتضح لأحد في الدنيا أن الحياة كفاح إلا في وطننا فقط ، وهو كفاح يتطلب توفير كل مقومات الحياة من اجل العيش بسلام ، وبعيدا عن هموم العامة من الناس ، ولكن الهموم في كل مكان وفي كل منزل وكما هي المشاكل الأسرية توابل العلاقات الزوجية فان الهموم العامة هي فاكهة أصحاب الأقلام يستمتعون بتذوقها على طريقة الفراولة التي لم تنضج بعض ، ورغم حموضتها إلا أنها فاكهة ومن أجمل الفواكه .
إذا هل تعتقدون أن الصراحة راحة ، أم أنها وقاحة وقلة أدب ؟؟؟
a.mo.h@hotmail.com