فالمدارس الأهلية في بلادنا تعتبر استثماراً ناجحاً مائة في المائة ، فقط عبارة عن تصريح وليس بالضرورة أن يكون حتى المالك تربوياً بل ويكفي أن يكون أحد معارفه أو أحد المدرسين الذين يعملون في المدرسة يمتلك شهادة جامعية وخلاص ، وتبدأ حكاية ليست ببعيدة عن حياتنا وهي حلم تسجيل ابنك في مدرسة أهلية وكأنك سجلته في أكاديمية عالمية وليس هذا فحسب وإنما الكثير.
لماذا رسوم التسجيل في أغلب المدارس الأهلية بالدولار ، هل لنحقق أننا سائحون في أوطاننا ، ثم ليس في المدارس فقط وإنما الجامعات فالتعليم الموازي ، أصبح يحتاج إلى الكثير من النظر فيه من قبل من يتحدثون عن مجانية التعليم ، وكأننا أصبحنا في سويسرا ورواتب المواطن تتفاوت بين الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والفرنك الفرنسي وغيرها من العملات المحترمة التي تجوب شرق الأرض وغربها وليس في مجرد وطن أنت أحد أبنائه !!!
حكاية أخرى تنطوي ضمن الخلل التربوي الحاصل في بلادنا ، والذي يعتبر أساس الإصلاح في كل مناحي الحياة العلمية والعملية ،ولأننا نحب "الفشخرة" الكذابة وتقليد من يتقلدون المناصب في تسجيل أبنائهم في مدارس يتوضأ فيها الطلاب بمياه الكوثر بدلاً من مياه الحنفيات عشان ما "يمرضوش" ، وعشان التأمين الصحي ، وفي أصغر رحلة يكون مصروف الطالب فيها لا يقل عن خمسة ألف ريال ، ومصروف رحلتين من الصغار يساوي ما نجنيه خلال شهر ، ويا قلبي لا تحزن .
المدارس الأهلية يتحدث عنها بعض أولياء الأمور وكأنها حلم حياتهم في تسجيل أحد أبنائهم فيها ولا أدري ما تحقق هذه المدارس غير مزيد من الإهمال ومزيد من التحرر ومزيد من الديمقراطية في مصاحبة الطالب للمدرس والتخزين مع بعض وكذا المزح في الشارع وطبعاً على طريقة بيت من بتدوّر !!!
هل حققت المدارس الأهلية النقلة المأمولة في مسيرة تعليم الطالب؟ بالطبع لا وإنما لأنها تجارة والتجارة شطارة ، وإلا فأوائل الجمهورية كل عام تجدهم من المدارس الحكومية ، وإذا كان الاستثناء في أن قسم الانجليزي المستحدث أصبح حلم ، فإن أغلب المغتربين اليمنيين في أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الأجنبية يتحدث الانجليزية بطلاقة وأفضل من دكتور جامعة أو دكتور متخصص ، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب العربية ، فقط مجرد الاحتكاك والتعايش وخلال شهر أو شهرين وأخونا صاير بلبل بالانجليزي ويرطن رطين .
إذا كان بعض المسؤولين أو الشابعين أو المزلطين يسجلون أبناءهم في هذه المدارس المذكورة فهو بالطبع ليس له أي فائدة أو مردود على مدى تحصيلهم العلمي ، فقط أنهم يريدون أبناؤهم يعيشون بعيداً عن الطلاب الذين يفترشون الأرض وبعيداً عن الطلاب المساكين وبعيداً عن الطلاب الذين لا يملكون شيئاً اسمه مصروف ، والسبب أنه مش معقول ابن المسؤول فلان الفلاني يجلس على نفس الطاولة اللي فيها ابن صاحب العربية ، أو الفلاح ، ويا عيباه أين الاحترام؟
للمدارس الأهلية حكايا وأساطير خيالية وأشياء لا يصدقها عقل عاقل فلا أدري من أين ابتدء وهل أتحدث عن المدارس الأجنبية أو المدارس الحزبية أو المدارس التي تهدف إلى صناعة جيل ميوله الحزبية لحزب كذا قبل التفكير في تعليم جيل معنى الولاء الوطني ولو كان الأمر بيدهم لقاموا بإلغاء النشيد الوطني واستبدلوه بنشيد كوب اللبن ، أم أتحدث عن المدارس المؤقتة أم المدارس الوهمية أم المدارس التي كل همها حفلات الطلاب والبازارات واليوم المفتوح ، والتشرف باستقبال فلان أو مجموعة كذا أو الحصول على تمويل شركة كذا وهذا لأنهم من داعمي الانتفاضة ، والله اعلم أي انتفاضة المهم الانتفاضة وخلاص .
سأترككم قليلاً لتراجعوا حساباتكم في هذه المدارس التي تعمل على استنزاف كل الموارد التي يتحصل عليها ولي الأمر العادي ولا أتحدث عنها عن أصحاب الأرصدة وأصحاب رؤوس الأموال والله يزيدهم ويمدهم بالمال في الدنيا ، ولكن أوجه حديثي لموظف مسكين راتبه لا يصل الأربعين ألف ومستأجر بثلاثين ويشتي ابنه يدرس بمدرسة رسوم صف أول ابتدائي تصل إلى 1100دولار أمريكي أخضر ، وهي فقط رسوم تسجيل وعاد الباص عليك وإلا توصل إبنك أنت للمدرسة وترجعه يومياً، فكروا قليلاً ، وانتظروا عودتي ، مع حكايات في المدارس الأهلية ، واعذروني لأنني بصراحة ماعنديش غير سالفة التعليم والمدارس والبلاوي اللي حاصلة في التعليم ، وفقكم الله ورعاكم الله وحفظكم الله ، ودمتم سالمين.
مرسى القلم /
يا رب جيتك يا إلهي مستغيث
أشكي من اللي طاح بالعصر الحديث
يا وين ذاك اللي على عرضه يغار
ومنهو على الإسلام وأعراضه يغيث
} } }
روحي لأمّي عائشة دون الحياة
جاءت براءتها بصدق المعجزات
وبعد البراءة بين جنة وبين نار
يا ويل منهو صار بأقواله خبيث
} } }
عن ابنة الصدّيق للعالم أقول
تفداها روحي أغلا زوجات الرسول
من عافت الدنيا وفازت باختيار
خير البريّة وأوردت عنه الحديث
a.mo.h@hotmail.com