لا يخفى على أحد حجم ومدى التحديات والأزمات الماثلة اليوم أمام الوطن وأبناء الوطن.. تحديات وأزمات تلقي بضلالها الكئيبة ومنعطفاتها الخطيرة على حاضر ومستقبل اليمن الذي يمر بمرحلة صعبة وحساسة وخطيرة في رأي هي واحدة من أصعب وأخطر المراحل لليمن وأهل اليمن؟!
وحديثنا هذا لا يعني بأي حال من الأحوال بأننا قد يئسنا بحتمية انزلاق وطننا إلى الهاوية .. بل أن ما نقصده هو إعطاء توصيف دقيق وواقعي لحال وأوضاع الوطن في ظل ضبابية الأفق السياسي وغياب الحوار الوطني الذي مازال وينتظره كل أبناء الوطن في شرقه وغربه وشماله وجنوبه إضافة إلى المشاكل الاقتصادية وتهديدات تنظيم القاعدة والأعمال الإجرامية والإرهابية في صعدة ومشاكل الفقر والبطالة والفساد المالي والإداري وتلك الأعمال الإجرامية والتخريبية في عدد من المديريات في المحافظات الجنوبية من الوطن وفوق كل هذا تربص عدد من الأطراف الخارجية باليمن ووحدة اليمن ومحاولة الأخذ من هذه الوحدة التي كانت وما زالت وستظل أعظم وأبهى الإنجازات والمكاسب التي تحققت لليمن وأبناء اليمن.
ورغم كل هذه المشاكل والتحديات والمنعطفات الخطيرة الماثلة يظل اليمنيون أهل عزم وبأس وإرادة قوية لا تقهر ، فهذا ما عرف عنهم وهذا ما تميزوا به منذ الأزل ومن يشكك بهذه الحقيقة فعليه أن يقرأ تاريخ اليمن واليمنيين قراءة فاحصة متسلسلة وسيتأكد من صحة ما قلناه .
وبكل تأكيد نحن نأسف ونتألم لحال الوطن اليوم وسوء أوضاعه وكثرة مشاكله وتحدياته .. إلا أننا مع الأسف والتألم نؤكد أن الوطن أقوى من كل التحديات والمنعطفات والأزمات .. هذه المنعطفات موجودة وماثلة إلا أنها لن تنال النيل من الوطن ووحدته ومنجزاته وإن كان مطلوب منا اليوم الجهد الوطني .. ومطلوب كذلك من الحكومة الموقرة أن تكون على قدر المسؤولية وأن تتوجه إلى حل المشاكل والقضايا الموجودة اليوم والتي تحتاج إلى سرعة معالجات دون تأخير .. كما أن الإرادة الشعبية لأبناء الوطن تتوق أيضاً إلى بدء وانطلاق حوار وطني جاد ومسؤول وحقيقي وليس حواراً سطحياً عادياً إن كانت من كلمة أخيرة نقولها فإننا نؤكد وندعو أبناء الوطن في شماله وجنوبه إلى مزيد من التآلف والتآخي ونبذ الفرقة المناطقية .. فهذا ما يدعونا إليه ديننا الإسلامي العظيم الذي أمر بالمحبة والإخاء والوحدة ونبذ الخلافات والفرقة.
آخر الكلام : أبيات شعرية كتبناها على عجل نقول فيها
عاشت بلاد السعيدة تفخر بوحدة وأمجاد
أهل اليمن أمة عتيدة في الحاضر ومن عهد الأجداد
اللــــي بقـلبه مكــيدة بالكيد مهزوم ما ساد
وإلى لقاءٍ آخر إن شاء الله.<