وهل تعلم يا سيادة الوزير أن التعليم في هذه المدرسة يعكس صورة سوداء عن مسيرة التعليم في بلادنا ؟
وهل تعلم يا وزير التعليم أننا مساءلون أمام الله تعالى عن كل ما يعيق مسيرة أبنائنا الطلاب ورسم مستقبل أجمل ؟
وبالتأكيد نحن فقدنا الأمل في حياتنا ومستقبلنا ، فلم يأت الغد المشرق، وحتماً لن يكون المستقبل أفضل ، وكما قيل الزمن لا يأتي بالأفضل بتاتاً ، ولكن بما أننا فقدنا الأمل في حياتنا ومستقبلنا وأحلامنا التي لم تعد تتعدى مصروف يومنا ولو حتى بزبادي وسحاوق وحبتين كدم من جارنا العسكري ، فنحن فقط ننتظر ابتسامة الغد في عيون أطفالنا الصغار ، والذين يحملون هموم أنفسهم وهموم من سبقوهم وهم نحن ولا سوانا لأننا لسنا عالة على وطننا فحسب وإنما أصبحنا حتى عالة على أبناءنا الصغار ، وبدلاً من أن يعتبرونا قدوة لهم ، فمن الأفضل أن نعتبرهم نحن قدوة لنا ولو حتى بالبراءة والطهر والنقاء .
مدرسة تقع في أمانة العاصمة ، ولم أعد أدري هل تبقى هناك أمانة وهل العاصمة من العاصم أم أنه لا عاصم اليوم من أمر الله ، مدرسة تسمى الخفجي ، تكرم أحدهم في نهاية العام الماضي برفع تقرير مصور كامل حول هذه المدرسة وبصراحة لو كانت المساحة تكفي لوضعت الصور أمامكم جميعاً، ولكن دعوني أتحدث عن هذه الصور والتي أرفقتها بالطبع لإدارة صحيفتنا الغراء "أخبار اليوم" .
أولاً والله ثم والله إنه لا يجوز أن أقول مدرسة وحتى سأحاسب أمام الله بأني كذبت عليكم في الطرح هذا وكذبت على وزير التربية والتعليم حين قلت مدرسة وهي مجرد بدروم وقالوا مدرسة ، نعم بدروم يتحول إلى مدرسة ، وبدون فصول ، مجرد طواريد وسلالم دراسية ، طلاب يفترشون أرضية البدروم المذكور يحملون حقائبهم بأحضانهم ويحملون همومهم بدواخلهم ، والطقس في صنعاء مميز من جميع النواحي ، فأنا اتحدى أي مدير مكتب من أصغر مكاتب الدولة أو حتى حارس يستطيع المشي أو الوقوف حافي القدمين على هذا البلاط ولو لخمس دقائق فقط ، فكيف بأطفال يفترشون الأرض ، وبين هذه البرودة القاتلة وانعدام التهوية ومنظر مخزي لا نستطيع حتى أن نقول هذه حظيرة حيوانات وليس مدرسة تحمل اسم التربية والتعليم وبأمانة العاصمة وعاصمة اليمن بالطبع وليس سواها.
كنت أعتقد للوهلة الأولى أنها مركز تحفيظ أو مركز صيفي لدروس التقوية ولكن هل يعقل أن يلبس الطلاب الزي المدرسي ، بالتأكيد معقول لأننا فقط تعودنا على المظاهر فقط ، أهم شيء الطالب يجي لابس الزي المدرسي وعادي ولو في البدروم ، كيف يقبل أولياء الأمور تعليم أبنائهم في ظروف وأماكن كهذه ، إذا فالجهل أولى بهم وماذا تفرق حين تجد دكتوراً جامعياً يتكلم بمنطق الشوارع وبأفكار هذه البنت حلوة وإلا تلك الطالبة ضحكت لي وإلا تخيلوا أني عزمت واحدة من الطالبات ، ولكن ليس المجال هنا لدكاترة الجامعات ومواضيعهم وقصصهم التي سأتفرغ لها يوماً من الأيام ، ولكن هنا في مدرسة الخفجي ، مأساة لا تنتهي ، ازدحام طلاب ، وبدروم واحد لا أدري كم يحوي من الفصول الدراسية وماهي المراحل التي فيه وكيف يستطيع الطلاب التعلم في جو كهذا ، ثم أين مكتب التربية بأمانة العاصمة ، أم أن زيارات رئيس الحكومة ووزير التربية والمختصين والمعنيين تقتصر فقط على مدرسة الكويت وعبدالناصر وتكريم أوائل الجمهورية ومدراء هذه المدارس فقط ، وهل هناك من يقول للغلط خلاص كفاية ، هل هناك من يحاول أن يعمل بدون صمت لأن الصمت لا يكون إلا في حرم الجمال بفتح الجيم وليس بكسرها لكي لا تصبح الحظائر مكاناً للتأمل والإشادة والشرح والتطبيل .
أيها المسؤولون أمام رب العالمين ، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، ألا تخافون من الفضيحة أمام الخلق ورب الخلق ، إلا تخافون من أن يكون هذا أحد أبنائكم أم أن لكل وجه مكانة ، ولكل جيب رتبته ، ولكل مفسد ولكل مسؤول ولكل من تولى أمر الحق في أن يؤمن حياته وحياة أطفاله وطز في الباقي ، يتعلمون وإلا عنهم ما تعلموا ، وإلا كما قال أحد وزرائنا الأكارم قبل فترة ليش تتعلم وأنت عالة على وطنك فأحسن تغترب وتكوّن مستقبلك ، والحجة على المسلسلات المصرية والتي عادة ما تكرر فيها كلمة تكوين المستقبل ، وتحسين مستوى الدخل والمعيشة ، ولو تجري جري الوحوش ، غير رزقك ما تحوش.
لكل المعنيين لكل المسؤولين ،اتقوا الله في أبنائنا ، ولا نريد أن تعود تلك الصور القاتمة التي كانت في نهاية العام الماضي أن تتكرر من جديد لتكون هذا العام أكثر وأكبر ، زيارة واحدة فقط لأصغر مسؤول في وزارة التربية والتعليم سيجد كل شيء ، لأنه لا توجد ساحات من أجل تزيينها ولا توجد كراسي من أجل ترتيبها ولا يوجد مسرح ، وتخيلوا مسرح في بدروم بس لا تضحكوش ، عادي هم متعودون لم يزوروا أي مدرسة لازم يعطوا للمسؤولين خبراً هناك عشان يفرقوا الطلاب من مائتين حق رنج ومن مائة حق نظافة وكل طالب يشتري جزمة جديدة ، عشان الضيف فلان الفلاني بيزور المدرسة وطبعاً لازم تحفظوا النشيد الوطني عشان نقوله غيب ولجل ما نطلعش عند الضيف إننا ما نقدرش نحفظ.
كفاية كلام وخبر فقط زيارة واحدة تكفي لأن تقول الجهل نور وأفضل نور مادام إبني لن يصاب بالربو والعقد النفسية ويطلع لي بعد سنتين أو ثلاث مريض نفسياً وأجلس طول عمري أعالجه وبالآخر أدور من يعالجني أنا وهو والدعاء بالرحمة للحي والميت رحمكم الله ، وشكراً "لقروب بنبسركم" على الفيس بوك لما يقدمه ومساعدته في الطرح هذا.
مرسى القلم/
أنا لربي دوم أسلمت وأيقنت
وجّهت وجهي صوب عرشه ودعيته
ومن رسول الله طبعي تعلّمت
من خير خلق الله طبعي خذيته.
a.mo.h@hotmail.com