;
محمد أمين الداهية
محمد أمين الداهية

لنبني أطفال اليوم 1320

2010-10-03 13:13:41

لا يختلف اثنان على الظروف المعيشية الصعبة التي تولدت نتيجة السياسات الخاطئة المسيرة لشؤون الدولة اقتصاديا هذا بالإضافة إلى الضعف الواضح في النظام الإداري الذي مازال يركن إلى مشورات وخبرات تقليدية تفتقد الدراسة والاستبيان والتحليل وما يترتب على ذلك من نتائج تضمن نجاح الخطط والاستراتيجيات الاقتصادية التي تكون سندا نوعا ما للمواطن الغلبان الذي لا يملك سوى رحمة الله المعين ،ثمة فتن وحروب ومؤامرات تستهدف العملية التنموية للمجتمع لكن هذه الأشياء إذا ما قورنت بالفساد المالي والإداري فسنجد خطرها أقل بكثير على اليمن الأرض والإنسان، في ظل هذه الظروف المبهمة وصعوبة التصرف إزائها، ينبغي علينا أن نعقد الأمل على أطفال اليوم الذين يمكن أن يأتوا للوطن بالغد المشرق الصافي الخالي من هذه الشوائب التي نعيشها بسبب الصراع السياسي الذي شغل نفسه عن التحدي الاقتصادي والتنموي الذي يواجهه ، ولأن متصارعي السياسة يفتقدون تماما للحصافة السياسية، تتدهور الأوضاع المعيشية وتغيب المعالجات وينتشر الفساد والعبث بالمال العام وتنمية المال الشخصي الذي يتجلى في القطاع الخاص لأصحاب الشركات والمؤسسات الذين يزعمون أنها بريئة من دنس المال الحرام الخاص بخزينة الدولة ومواردها، ليقولوا ماشاءوا وليبارك الله لمن أيديهم نظيفة من المال العام، ولكي نتخلص من داء سوء الإدارة وداء الفساد ووجود الرقابة في ضل غياب القانون علينا أن نبني أجيال متربية ومتعلمة ، التعليم الإسلامي الشرعي الصحيح والمواكب بعيدا عن التشدد والغلو والتطرف والتعبئة الأسرية المذهبية والعنصرية والمناطقية ، جيل نقي ينبذ زمن الفرقة والصراع والوقوف الظالم في وجه التنمية المجتمعية، تبدأ المسؤولية من الأسرة ثم يأتي دور المدرسة والمناهج التربوية التي إن لم نجد فيها ما يؤمن لهذا الوطن هذا الجيل الذي ننشده حتما سنقاضي الحكومة وسنمثل سويا نحن ووزارة التربية والتعليم أمام القضاء، فاليمن لم يعد يحتمل المزيد من التهاون ودفن الرؤوس في الرمال الملطخة بوحل اللامبالاة وعدم الاكتراث، لابد لليمن أن تنعم بجيل أفضل منا لا يعترف بالفساد ولا يقره ، أقسم أن الفساد المالي والإداري هو الحائل بين إمدادات الدولة ومساعداتها للمواطنين ليس مجاملة للدولة أو الحكومة إنما كلمة حق وقلم يرفض غض الطرف عن الايجابيات ، ويكمن الخلل والعبث في من يستلمون ويديرون هذه الحقوق وبأساليب الفساد المتعددة الذي لا يصل إلى المواطن سوى الفتات، أما أولئك المفسدون فسرعان ما نرى قصورهم وتجاراتهم التي جاءت من مال ليس من عند الله يرزق به من يشاء إنما هو من حقوق المواطنين الذين لم يجدوا قانونا يردع الفساد والمفسدين ويخلق العبرة لمن تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن وحقوق المواطنين فلانعفي الدولة والحكومة عن مسالة المفسدين ومحاكمتهم والتشهير بهم، ومن اجل الجيل الذي ننتظره وبنفس طويل من الآباء الشباب أو الكبار يوفر جزء من وقته ليعلم أطفاله ويزرع فيهم المبادئ الإنسانية السامية التي تخلق لدى هؤلاء الصغار الطموح الذي يقود إلى رفعة اليمن ومجتمعه من الآباء أو الأمهات قد كرس جزء بسيطا من وقته ليعلم فيه صغيره آيات من كتاب الله عز وجل ودروس من السيرة النبوية التي تخلق لدى الطفل ثقافة الحب والتسامح وقول كلمة الحق والولاء للوطن وولي الأمر وبغض الفساد الذي يأتي على حساب العقيدة والوطن والمجتمع، المسؤولية كبيرة ونحن بأيدينا نبني مجتمعنا ونرقى به وفي الوقت نفسه نخذله ونطيح به وبأنفسنا وأجيالنا.أنا على ثقة كبيرة بأننا أصبحنا أكثر وعيا وإدراكا بما نحتاجه ويحتاجه وطننا فعلينا بأطفال اليوم فإن أخلصنا حتماً سنأتي بمستقبل جديد خال من شوائب اليوم ونتوئاته .


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد