كلما لاحت في الأفق بوادر وتباشير الانفراج السياسي والتوجه نحو الحوار المنتظر .. عادت إلى الأفق قتامة الخلافات وتحجر المواقف والتشبث بالشروط دون أدنى مراعاة لوطن يئن من كثرة الأزمات ويتطلع بلهفة إلى حوار وطني جاد ومسؤول يطرح قضاياه وتطلعاته بعيداً عن أية ولاءات حزبية كانت أو غير حزبية ومثل ما يحصل لهذا الحوار - الذي لا نعلم متى سينطلق- كمثل المقطع الغنائي للفنان الشعبي المرحوم /فيصل علوي الذي يقول فيه "كلما تقدمت خطوة رجعوني خطوتين".
كثرت الأحاديث وتعددت التناولات الإعلامية حول الحوار الوطني وأهميته وضرورته والحاجة الوطنية الماسة لانطلاقه ورغم كل هذا يظل هذا الحوار إلى اليوم غائباً ولا نعرف متى ينطلق.
إن كان من شيء يجب أن تعرفه وتدركه الأحزاب والتنظيمات السياسية في الوطن وخصوصاً" الحاكم والمشترك" فعليهم أن يدركوا بأن الوطن يعيش مرحلة صعبة وحساسة ومؤلمة في ظل كثرة التحديات وخطورة المنعطفات وتزايد الأزمات .. وعلى هذه الأحزاب أن تترفع عن الصغائر وأن تضع مصلحة الوطن وأبنائه فوق كل المصالح .. على هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تدرك بأن الوطن سفينة تضم الجميع أفراداً وأحزاباً وتنظيمات سياسية ومنجزات ومكاسب ماثلة هي ملك لكل أبناء الوطن.
فلماذا لا تتداعى هذه الأحزاب إلى طاولة الحوار الوطني ؟ لماذا كل هذا التماطل ووضع العراقيل أمام حوار وطني شامل ننتظره وينتظره كل أبناء الوطن بلهفة وبفارق الصبر مع سوء الأوضاع وزيادة الأزمات وضبابية الواقع؟! هل تدري هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية أن الوطن يواجه خطر الانزلاق إلى الهاوية وهذا لا يخدم إلا المتربصون باليمن ووحدته وأمنه واستقراره؟ أين الوعي الوطني المسؤول؟ وأين العقلاء والحكماء والمحبين لليمن ؟!
وهل السلطة وكراسي المسؤولية هي كل ما يهم هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية ؟!
الحوار الوطني .. ضرورة وحاجة ومطلب شعبي عارم فنتطلع من أحزابنا وتنظيماتنا السياسية التوجه إليه فوراً دون تأخير أو مماطلة لما تستعديه الأوضاع الراهنة في الوطن ولما يعاني منه اليمن من تحديات ومنعطفات لا تخفى على أحد اللهم سترك ولطفك باليمن وأهله ..اللهم جنب الوطن الويلات والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن .. وإلى لقاء آخر إن شاء الله .
نايف زين اليافعي
كلما تقدمت خطوة رجعوني خطوتين 2117