يعيش سكان محافظة إب أيام رعب وترقب لزلزال قادم شرع في إصدار هزات متتابعة بشكل يومي دون أدنى اهتمام من الجهات المعنية سواء مركز الأرصاد المختص أو وسائل الإعلام المختلفة التي بات بعضها اليوم لا يتقن سوى إثارة الفتن والأزمات.. سكان محافظة إب وعلى وجه التحديد مديرية المخادر القرى الجبلية منها بدأوا بالتضرر إثر الهزات الأرضية وبدأت الانشقاقات تتصدر قائمة كارثة أرضية ،تتجاهلها الجهات المعنية ووسائل الإعلام، من المؤسف جدا أننا في اليمن لانتصرف إزاء مثل هذه الكوارث إلا بعد فوات الأوان ،عندها لاتقدم لنا الجهات المسؤولة سوى إحصائيات وأرقام لضحايا ومتضررين ونازحين، مأساة بشعة لاندري في أي زمن يمكن أن نتجاوزها ونكون على اقتدار تام للتصرف ومواجهة تقلبات الطبيعة ، العلم اليوم قد أتاح لنا التصرف وحماية أنفسنا من الضرر وأصبح ذلك من أهم الأسباب التي ينبغي القيام بها، أين الجهات المعنية ودورها في حماية الناس الذين أصبحوا ينتظرون لحظات موعد نهايتهم بكارثة لن يحمد عقباها ، تعرضت لتجاهل المعنيين وتعتيم الإعلام الذي قد ربما يكون له الأثر الكبير في مساعدة الناس المترقبين الذين لا يملكون سوى رحمة الله ، من الصعب جدا القضاء على الجريمة قبل وقوعها بينما يمكن السيطرة عليها بعد حدوثها هذا من الناحية الأمنية وكلنا يؤمن بذلك ونلتمس العذر للجهات المسئولة، أما في حالة الكوارث الطبيعية كالزلازل وبالذات بعد أن أصبح رصدها ممكن فمن العيب أن تقع كارثة طبيعية يكون ضحيتها أسر بل قرى ومدن برمتها في ضل المراكز المتخصصة والإعلام والجهات المعنية من أعلى هرم في الحكومة إلى أدنى موصف مختص في هذا الجانب، ليس ببعيد أن يحل في اليمن ما حدث في اندونيسيا وباكستان وما يحدث في الصين واليابان من زلازل وفيضانات، فالتهاون مع الهزات التي أجبرت بعض القرى على النزوح إلى أماكن أخرى جريمة إنسانية ووطنية بل جريمة تاريخية إذا قصرت الجهات المسئولة وأساءت التصرف سواء نجم عن ذلك كارثة أم لم ينجم ، فلا يوجد أدنى عذر للمعنيين، لن نعاتب المعنيون على تقصيرهم ودراساتهم المحصورة التي لم تستطع أن تكون حاضرة على مساحة الجمهورية اليمنية ، فتفاجئ كالناس العاديين بكارثة معينة أو ما شابه ذلك ولكننا اليوم نحذرهم وننبههم ونحملهم مسؤولية حياة أسر وقرى تحتاج إلى من يطمئنهم أو ينقذهم ويخلصهم من الهلع وترقب الموت ، من هنا وعبر هذه الصحيفة التي تصل إلى كل المعنيين وذوي الاختصاص نناشدهم أرواح وحياة الناس في قرى ومديريات محافظة إب، ولا نطلب منهم الكثير ، ما عليهم إلا أن يقوموا بواجبهم الإنساني والوطني والقانوني قبل أن نرى تفلسفهم في الإحصائيات والأرقام والتحدث عن الأسباب والمسببات، فلن يكون ذلك سوى هراء وضحك على الذقون واستهانة بحياة الإنسان اليمني البسيط الذي لا يملك قدرات الهروب أو النزوح كأولئك الميسورين الذي يكون نزوحهم نزهة إلى حين انتهاء ما يتوقعون حدوثه.
ننتظر من حكومتنا والجهات المعنية سرعة مساعدة الناس في محافظة إب خصوصا مديرية المخادر القرى الجبلية التي اطلعت عليها بنفسي. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد.
محمد أمين الداهية
محافظة إب .. والكارثة المترقبة 2058