;

هل يموت المواطن جوعاً .. لصالح من يرفع الأسعار؟ 1573

2010-07-22 03:00:24

نبيل
مصطفى الدفعي


تشير معظم التقارير والوثائق
الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو" وأيضاًَ وثائق وأدبيات عدد من
المؤتمرات التي تم عقدها حول الغذاء العالمي ونظمتها أيضاَ منظمة الأغذية والزراعة
العالمية "الفاو" تشير إلى أنه ما تنتجه الأرض فعلاً يكفي لغذاء كل شعوبها ويتبقى
مخزون استراتيجي، ولكن من المفارقات العجيبة أن هناك ما يقارب 20 مليون شخص يموتون
سنوياً بسبب المجاعات منهم ما يقرب من 14 مليون شخص يموتون بسبب سوء التغذية وهو ما
يعني أن الجوع يقتل سنوياً ما يزيد على 121 ضعف من قتلتهم قنبلة هيروشيما
الذرية.

يموت الناس جوعاً رغم
توفر الغذاء ورغم أن العالم يصرف سنوياًَ على سباقات التسلح ما يقرب من 850 بليون
دولار ولو خصصت نسبة 10% فقط من هذا المبلغ لتسهيل نقل الغذاء إلى الشعوب الجائعة
في شتى أنحاء الأرض لتم إنقاذ ما يقرب من 8 مليون شخص سنوياً.
ورغم أن أغلب
وثائق وتقارير منظمة الأغذية والزارعة العالمية والمؤتمرات التي عقدت وكرست حول
الغذاء العالمي جميعها تحتوي على العديد من التوصيات نلخص أهمها في الحفاظ وتنمية
الثروات السمكية نظراً لرخص ثمنها وقلة تكلفها، كما أنها توفر نسبة عالية جداً من
البروتين.
أيضاً الحفاظ على الغابات الطبيعية وعدم استنزافها حيث توفر نسبه
عالية جداً من الغذاء لمجموعات كبير من شعوب العالم، كما أن القضاء عليها يؤدي إلى
الإخلال بالتوازن البيئي..
وغير ذلك من التوصيات، لعل أهمها الاهتمام وإعادة
النظر في مسألة إعادة توزيع الثروات بشكل عادل ومتوازن.
رغم أن كل ذلك ورغم كل
تلك التأكيدات والإشارات حول الغذاء العالمي فلا زالت في مختلف بقاع الأرض وفي
بلادنا على الأخص تدور في الحياة معركة لا رحمة فيها تدور فيها مواجهات يومية
متواصلة بين تجار السلع الغذائية المختلفة والأسعار المبالغة فيها والفاحشة التي
يفرضونها وبين المواطن البسيط المحدود الدخل والفقير المعدم الباحث عن غذائه وقوته
اليومي ورغم أن هذه المواجهة تختلف من يوم لآخر، ما يجعل المواطن البسيط لا يجد في
الأغلب الطعام الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وهذا ينعكس على صحته وصحة أسرته فتتزايد
لديهم الأمراض، هؤلاء وغيرهم من المعدمين ممن يقعون في دائرة الفقر يصابون بحالات
من اليأس والإحباط والشعور بالظلم مما يدفع بالإنسان إلى السلبية إزاء القضايا
الاجتماعية والتي ينتح عنها فقدان الترابط بين أفراد المجتمع وانتشار المشاكل
الاجتماعية والانحرافية كالعنف والجريمة والضغوط النفسية وما إلى ذلك وفي المحصلة
النهائية يكون المجتمع بأسره هو الخاسر الأول والأخير.
من المؤكد كل ذلك يحدث
أمام مرأى ومسمع جميع الأخوة تجار السلع الغذائية وغيرها المختلفة والذين هم
مسؤولون عن الأسعار وتحديدها ولا يراعون وضع المواطن البسيط والفقير من حيث دخله
المادي وحاجته الضرورية للغذاء، هذا بالإضافة إلى علم الدولة والجهات الرقابية على
التجار والأسعار الحكومية والغير حكومية والتي نعتقد أن البعض منها تغض النظر عن
ذلك بل وربما تباعد على المتاجرة بحياة المواطن الفقير مقابل تحقيق مكاسب ربما
شخصية مادية وإلا لماذا هذا السكوت بالرغم من ملئ الدنيا بتصريحات وأخبار عن نشاطها
التي ربما تكون نشاطات دعائية لا غير أو وهمية.
وأمام كل ذلك وفي ظل صمت الدولة
التي دائماً تتعهد بمعالجات لهذه الإشكالية ضمن استراتيجيات وخطط مستقبلية لم
يلاحظها أو يلمسها المواطن البسيط الفقير بشكل جدي ومما يؤدي إلى الاعتقاد بأن ذلك
ربما عبارة عن حقن تخدير ولتشتيت انتباههم عن المساعدات الغذائية المرسلة من
المنظمات والدول العالمية والتي لا يتلقونها إذا ما تم توزيع بعض منها إلا فيما ندر
ولعدد محدود منهم.
هكذا تستمر المعاناة اليومية للمواطن البسيط والفقير وتستمر
المواجهة اليومية لارتفاع الأسعار والتلاعب بها بين فترات زمنية دون رادع أو ضمير
أو خوف من الله .
سؤال يدور في خلد المواطن البسيط والفقير إلى متى يستمر الحال
وما سبب صمت الجهات المعنية في الدولة؟ ونحن يتم طحننا يومياً تحت عجلة التجار
الجشعين وهل هذا جزء من الرخاء والديمقراطية، أو على المواطن البسيط والفقير الصبر
حتى يموت جوعاً أو الاستغناء عن الغذاء من أجل راحة من يرفع الأسعار والله من وراء
القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد