;

بايدن دخل العراق على طريقة اللصوص!! 1490

2010-07-15 05:30:14

كاظم
الربيعي


اعتاد كبار المسؤولين الأمريكيين في
البيت الأبيض، بمن فيهم الرئيس أوباما ونائبه بايدن، على أن يزوروا العراق على
طريقة "اللصوص" الذين يتسللون إلى الدار وكأنهم قدموا من أجل السرقة، وذلك رغم مضي
أكثر من سبع سنوات على غزو العراق واحتلاله، بل وتدميره.

وكان آخر لص أمريكي زار البلاد برفقة زوجته هذه
المرة خروجا على كل البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية السائدة في العالم والتي
تؤكد على أن يستقبله مسؤول بمستواه ترافقه أيضا زوجته، لكن نائب الرئيس الأمريكي
بايدن قدم إلى العراق بطريقة لصوصية، ولم يشعر بذلك أي مسؤول عراقي، ولا يعلم بذلك
حتى نواب طالباني!!.
لا أجد تفسيرا لمثل تلك السرية في الزيارات التي لم يعلن
عنها إلا بعد وصول المسؤول الأمريكي سوى الخوف أو الاستخفاف بالسلطة وبالبلاد
وأهلها أو الاثنين معا.
جاء بايدن إلى العراق بزعم أنه يزور القوات الأمريكية
التي ستغادر العراق، غير مأسوف عليها، وقد اجتمع فعلا بشلة من العسكريين، لكنه
اجتمع أيضا بالمسؤولين العراقيين، بالرغم من الادعاءات التي يروج لها البعض من أن
"واشنطن" لن تتدخل في مسألة تشكيل الحكومة؛ وقد رافقت ذلك تناقضات في التصريحات
المتضاربة التي وردت على أكثر من لسان باعتبار أن بايدن لم يتدخل، لكن آخرين أكدوا
أنه يفضل ائتلافا بين المالكي وعلاوي.
أما بايدن فقال في تصريح له: إن الولايات
المتحدة عملت على استتباب الوضع في العراق ووضع حد للاحتراب الطائفي..
معتبرا
ذلك منجزا أمريكيا..
يا للصفاقة المتناهية! الولايات المتحدة ومنذ اليوم الأول
للاحتلال وضعت دستورا تشير معظم بنوده إلى إثارة النعرات الطائفية في البلاد التي
لم تشهد في حياتها ذلك على مدى العصور، وتقسيمها إلى طوائف وملل، بل إن واشنطن هي
التي كانت وراء تشجيع المحاصصة الطائفية لكنها ما أن شعرت بأن الأمور اتخذت منحى
آخر وأن النيران إن اشتعلت- لا سمح الله في العراق- فسوف لن يسلم منها أولئك
الموالون لها في المنطقة، بل إنها أدركت تماما أن هذا المنحى الطائفي سيجعل
الحكومات التي تتولى السلطة في العراق تدين بالولاء لهذا البلد المجاور أو ذاك،
خاصة وأن هناك بين السياسيين العراقيين الذين يتقاتلون على المناصب والامتيازات من
هو أكثر ولاء لدولة مجاورة ما حتى أكثر من ولائه للعراق.
وحتى الأزمة السياسية
الحالية التي يشهدها العراق والصراع الذي نراه على الحكومة هو من صنع" المحتل
الأمريكي" طالما أن الجميع يتحدث عن العودة إلى بنود الدستور المفخخ، الذي وضع
بطريقة هي أشبه بطريقة "سلق البيض".
نسأل بايدن كم استغرق من الوقت وضع دستور
الولايات المتحدة بعد الثورة والاستقلال؟؟ هل سلق سلقا على طريقة وضع "دستور
العراق" بعد الاحتلال الذي يعد بمثابة لغم قد يفجر الأوضاع في البلاد في أية لحظة
إذا لم يلتفت إلى ذلك الوطنيون والأشراف من الذين يهمم العراق وأهله..
بايدن لم
يتسلل خلسة إلى العراق في زيارته الأخيرة، شأنه في ذلك شأن جميع المسؤولين
الأمريكيين، من أجل سواد عيون العراقيين بل جاء لإصدار الأوامر إلى الموجودين في
السلطة وترتيب الأمور في البلاد على المزاج الأمريكي.
إنه لم يأت متوسلا زيدا أو
عمرا أبدا، أو أنه لم يتدخل كما زعم البعض بل إنه جاء ليوضح للجميع ما يريده البيت
الأبيض، راسما الخطوط التي على الموجودين في السلطة أن يسيروا عليها.
هذا هو شأن
أي محتل حتى لو كان قادما من جزر"الواق واق".
ولنا تجارب تاريخية مرت بها البلاد
في حقبات زمنية مختلفة علينا أن لا نتجاهلها، قبل غزو لصوص البيت الأبيض الذي كان
بمثابة فاجعة حلت بالبلاد وأهلها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد