;

مؤتمر ديربان وتجدد الأمل بالحفاظ على الحق والعدالة 1331

2010-07-08 06:17:06

نبيل
مصطفى الدفعي


خلال هذه الفترة مرت عليّ أيام وأنا
أسأل هل سيتجدد في نفسي الأمل ثانية وبأن الحق لن يضيع وأن العدالة لن تهدر وأن
الهيمنة أو التسلط ليست هي السبيل للسيطرة على الشعوب، هل سيتجدد ذلك الأمل ثانية
في وقتنا الحالي مثلما حصل لي قبل أعوام عندما تابعت التقارير والأخبار الصحفية
الانعقاد المؤتمر الثالث لمناهضة العنصرية في ديربان خلال النصف الثاني من العام
2001م وذلك عندما استطاع المؤتمر الثالث لمناهضة العنصرية أن يجذب الأنظار ويثير
الاهتمام.
ودفع إلى تسليط
الأضواء
لأن المنظمات غير الحكومية فيه قد استطاعت أن تحقق انجازات غير مسبوق في تاريخ
الأمم المتحدة عندما أجبرت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل على الانسحاب من
أحد مؤتمراتها.
وقضية التفرقة العنصرية ليست جديدة على الأمم المتحدة..
فهي
مدرجة على جدول أعمالها من حوالي أكثر من ربع قرن..
ولكنها لم تتحرك بمثل هذه
القوة كما تحركت في هذا المؤتمر.
لأنها اقترنت بالأعمال العدوانية التي ترتكبها
حكومة إسرائيل ضد شعب فلسطين وتساندها الإدارة الأميركية بلا خجل ولا حدود ولا
ضمير.
ترى هل سيتكرر هذا الحدث وهل سيتجدد الأمل وهل ستجتمع مثلما حدث ثلاثة ألف
منظمة غير حكومية من مختلف دول العالم المتقدمة والنامية بما فيها منظمات أميركية
أجتمعت في ديربان لمناقشة هذه القضية المهمة التي جمعت بين الماضي والحاضر..عندما
قامت الدول الاستعمارية بتجارة العبيد وصدرتهم إلى أميركا خاصة، مما أدى إلى قيام
حرب أهلية قادها "إبراهام لينكولن" لتحرير العبيد.
وهو أمر أجمعت المنظمات غير
الحكومية على أنه يحتاج إلى اعتذار من هذه الدول الاستعمارية تمهيداًً لدفع تعويضات
عما سلبته من خيرات وثروات الشعوب الأفريقية ولأسيوية..
والحاضر الذي ترتكب فيه
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أعمالاً عدوانية لمحاولة تثبيت استعمار استيطاني في
أرض فلسطين يحقق أطماع الصهيونية التوسعية.
ترى هل ستكرر المواجهة مرة أخرى بين
المنظمات غير الحكومية وبين أميركا في أي مؤتمر قادم لمناهضة العنصرية وهل ستكون
كتلك المواجهة الواضحة منذ البداية للمؤتمر الثالث لمناهضة العنصرية بين المنظمات
غير الحكومية وبين أميركا التي خفضت مستوى تمثيلها في المؤتمر.
ثم انسحبت منه
ومعها إسرائيل عندما عجزت عن فرض سيطرتها على دول الأمم المتحدة.
كما يمكن القول
بأن سابقة الانسحاب الأمريكي الإسرائيلي تعتبر بكل المقاييس انتصاراً للمنظمات غير
الحكومية..
وأنها نكسة حقيقة للسياسة الأميركية..
وبادرة تشجيع أغلبية دول
العالم الثالث على اتخاذ الموقف الصحيح دون خشية أو هبة..
وتأكيد بأن دور الأمم
المتحدة لا يمكن أن يتقلص في حدود إرادة دولة واحدة منحها الميثاق حق استخدام النقض
أو الفيتو.
لقد تمني أن يتجدد في نفسي الأمل مرة أخرى لبيان الحق وأن لا يضيع
وأن العدالة لن تهدر ويتكرر ما حدث في مؤتمر ديربان حيث كان موقف المنظمات غير
الحكومة نقطة تحول في دورها داخل إطار الأمم المتحدة التي نص ميثاقها على مبدأ
تشاور المنظمة الدولية مع الهيئات والمنظمات المعبرة عن إرادة الشعوب..
لأنه سجل
لها انتصاراً على أمريكا التي تحاول الهيمنة وحدها على العالم بما توافر لها من
أسلحة ذرية وقوة اقتصادية..
ووضعها في ورطة لم تتعرض لها من قبل، حيث تعمل راعية
للسلام في الشرق الأوسط ولا تتورع من ذلك عن مساندة إسرائيل بتحيز واضح جعلها تمنح
اسرائيل أسلحة دمار مختلفة وكأنها منح تشجيع للحكومات الإسرائيلية.
أخيراً يمكن
القول أن الورطة التي دخلت فيها أميركا مع مؤتمر ديربان فضحت سياستها..
وأضعفت
أملها في أن تكون الدولة المهيمنة وحدها على جميع دول العالم، وبسبب هذا تجدد في
نفسي الأمل بأن الحق لن يضيع وأن العدالة لن تهدر.
والله من وراء
القصد..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد