علي
الربيعي
الربيعي
حالي كما هو حال الكثيرين الذين
يبحثون عن فرص لتحصين الظروف وقبلها تحسين الدخل بالبحث عن طرق وسبل جديدة ومشروعة
حتى يتجنب الإنسان الدخول في السحت وأكل الحرام وحتى لا ينمي لحمة أو لحم أبنائه من
حرام فتكون النار أولى به كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم " : "أيما لحم نبت من
سحت فالنار أولى به" وكما ذكرت ذلك سابقاً سأبدأ المحاولة للخروج من عنق
الزجاجة التي وضعتنا فيه إستراتيجية
المعاشات والأجور وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بحيث لم يعد من مجال للتعايش مع راتب
متدني وغلاء متزايد ومتصاعد ولا يكاد يتوقف ، سالت صديقي أو استشرته في المساعدة
على الخروج من هذا الوضع فكان رده بما أفرك وما هو المشروع الذي خططت الدخول فيه أو
وضعته نصب عيني؟ حتى نتكلم عنه ؟ فقلت له :بما أن المعاناة طويلة مع الراتب فإني
أفكر في دخول مشروع يدر علي الربح السريع بحيث يعوض ما فات من معانات المسنين أنا
أفكر أن أدخل عالم المقاولات لأني أراه الأنسب الذي يمكن أن يلبي طموحي ويمسح من
ذاكرتي عناء السنوات فما هو رأيك؟ فكر صديقي وأطال التفكير وأنا منتظر رده وبدأ
وكأنه يحاول الخروج من الموضوع بالكلام عن مواضيع جانبية أحياناً وبالتسويف
والتجاهل أحياناً أخرى وأنا ألح على رده وأصر، وعندما وجد ألا مهرب من الجواب قال:
حاولت أن أتجنب الرد حتى لا تقول أني إنسان متشائم ولكن بما أنك مصر وملح ..أنت لا
تنفع تشتغل في المقاولات ، جاءني ردة كالصاعقة فقلت له لماذا يا أبا حاتم؟.
فقال
: من أبا حاتم ؟ هذه ليست كنيتي فقلت له : حاتم الطائي لحسن الحظ أنه لم تمر عليه
الكلمة فقد كنت أقصد الغراب وهذه كنية الغراب، ورددت في نفسي: إذا نطق الغراب وقال
خيراً فأين الخير من وجه الغرب؟ على الأقل لدي شهادة جامعية ويمكن أقترض مبلغ أبدأ
به واشتغل بأمانة ونزاهة وصدق وإخلاص لماذا لا أنفع؟ فرد ضاحكاً :لهذه الأسباب التي
ذكرتها لا تنفع وهذه ليست المؤهلات المطلوبة لممارسة المقاولات اسمع الشرط: 1- يجب
أن تكون متخلفاً أمياً أو شبه أمي وإذا لديك شهادة جامعية عليك أن تنساها وتنسى
كلما درست خلال حياتك.
2- أن يكون مظهرك رثاً متسخاً ترتدي الملابس البالية
وعطرك الزيوت وكأنك أحد عمال البنشر أو السيرويس حتى تبين لهم أنك ساذج وسهل
الاصطياد والانقياد فالذبابة لا تقع إلا على الأماكن القذرة والناموس والطفيليات لا
تعيش إلا في المستنقعات والأماكن الموحلة وهؤلاء هم الذين يمثلون هذه النوعية في
الحياة.
3- أن تجيد المساومة وفن التقاسم وتحدد نصيب فلان وفلان من الإنشاءات
إلى الجهة صاحبة المشروع إلى المهندس المشرف إلى المجلس المحلي إلى المالية لأن
هؤلاء كلهم لهم علاقة بالمشروع.
4- ألا تفي بوعد ولا تلتزم بصدق ولا تتكلم عن
الوطنية والأمانة والنزاهة لأنك لو ذكرت هذه الأشياء لا يمكن أن تستلم مشروعاً فقد
فقدت الأهلية كمقاول برأيهم وسيبحثون عن الفهلوي الذي تنطبق عليه الشروط الملائمة
لهم والتي تتماشى معهم.
5- أصرف الكذب والخيال وابني قصوراً في الرمال وزور
الأوراق لو احتاجوا للشيكات فهم لا يبحثون عن الحقيقة بقدر ما يبحثون عن
المخارجة.
هذه بعض الشروط فهمت لماذا أقول إنك لا تنفع لهذا المجال ابحث لك عن
مجال آخر واترك الخبز لخبازه ولو أكل نصفه ..
لم أتوقع هذه الشروط ولكن يبدو أن
صديقي يفهم في هذا المجال أكثر مني ولكنه خيب أملي في انفراج الأمور وضيق عنق
الزجاج الذي فكرت أن أخرج منه وأدخلي في بحر من الهرج والمرج وابتعاد الفرج، فودعته
معتذراً بالنيابة عنه لو وجد مقاول خارج هذه الشروط فإلى
الملتقى..
يبحثون عن فرص لتحصين الظروف وقبلها تحسين الدخل بالبحث عن طرق وسبل جديدة ومشروعة
حتى يتجنب الإنسان الدخول في السحت وأكل الحرام وحتى لا ينمي لحمة أو لحم أبنائه من
حرام فتكون النار أولى به كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم " : "أيما لحم نبت من
سحت فالنار أولى به" وكما ذكرت ذلك سابقاً سأبدأ المحاولة للخروج من عنق
الزجاجة التي وضعتنا فيه إستراتيجية
المعاشات والأجور وارتفاع الأسعار بشكل جنوني بحيث لم يعد من مجال للتعايش مع راتب
متدني وغلاء متزايد ومتصاعد ولا يكاد يتوقف ، سالت صديقي أو استشرته في المساعدة
على الخروج من هذا الوضع فكان رده بما أفرك وما هو المشروع الذي خططت الدخول فيه أو
وضعته نصب عيني؟ حتى نتكلم عنه ؟ فقلت له :بما أن المعاناة طويلة مع الراتب فإني
أفكر في دخول مشروع يدر علي الربح السريع بحيث يعوض ما فات من معانات المسنين أنا
أفكر أن أدخل عالم المقاولات لأني أراه الأنسب الذي يمكن أن يلبي طموحي ويمسح من
ذاكرتي عناء السنوات فما هو رأيك؟ فكر صديقي وأطال التفكير وأنا منتظر رده وبدأ
وكأنه يحاول الخروج من الموضوع بالكلام عن مواضيع جانبية أحياناً وبالتسويف
والتجاهل أحياناً أخرى وأنا ألح على رده وأصر، وعندما وجد ألا مهرب من الجواب قال:
حاولت أن أتجنب الرد حتى لا تقول أني إنسان متشائم ولكن بما أنك مصر وملح ..أنت لا
تنفع تشتغل في المقاولات ، جاءني ردة كالصاعقة فقلت له لماذا يا أبا حاتم؟.
فقال
: من أبا حاتم ؟ هذه ليست كنيتي فقلت له : حاتم الطائي لحسن الحظ أنه لم تمر عليه
الكلمة فقد كنت أقصد الغراب وهذه كنية الغراب، ورددت في نفسي: إذا نطق الغراب وقال
خيراً فأين الخير من وجه الغرب؟ على الأقل لدي شهادة جامعية ويمكن أقترض مبلغ أبدأ
به واشتغل بأمانة ونزاهة وصدق وإخلاص لماذا لا أنفع؟ فرد ضاحكاً :لهذه الأسباب التي
ذكرتها لا تنفع وهذه ليست المؤهلات المطلوبة لممارسة المقاولات اسمع الشرط: 1- يجب
أن تكون متخلفاً أمياً أو شبه أمي وإذا لديك شهادة جامعية عليك أن تنساها وتنسى
كلما درست خلال حياتك.
2- أن يكون مظهرك رثاً متسخاً ترتدي الملابس البالية
وعطرك الزيوت وكأنك أحد عمال البنشر أو السيرويس حتى تبين لهم أنك ساذج وسهل
الاصطياد والانقياد فالذبابة لا تقع إلا على الأماكن القذرة والناموس والطفيليات لا
تعيش إلا في المستنقعات والأماكن الموحلة وهؤلاء هم الذين يمثلون هذه النوعية في
الحياة.
3- أن تجيد المساومة وفن التقاسم وتحدد نصيب فلان وفلان من الإنشاءات
إلى الجهة صاحبة المشروع إلى المهندس المشرف إلى المجلس المحلي إلى المالية لأن
هؤلاء كلهم لهم علاقة بالمشروع.
4- ألا تفي بوعد ولا تلتزم بصدق ولا تتكلم عن
الوطنية والأمانة والنزاهة لأنك لو ذكرت هذه الأشياء لا يمكن أن تستلم مشروعاً فقد
فقدت الأهلية كمقاول برأيهم وسيبحثون عن الفهلوي الذي تنطبق عليه الشروط الملائمة
لهم والتي تتماشى معهم.
5- أصرف الكذب والخيال وابني قصوراً في الرمال وزور
الأوراق لو احتاجوا للشيكات فهم لا يبحثون عن الحقيقة بقدر ما يبحثون عن
المخارجة.
هذه بعض الشروط فهمت لماذا أقول إنك لا تنفع لهذا المجال ابحث لك عن
مجال آخر واترك الخبز لخبازه ولو أكل نصفه ..
لم أتوقع هذه الشروط ولكن يبدو أن
صديقي يفهم في هذا المجال أكثر مني ولكنه خيب أملي في انفراج الأمور وضيق عنق
الزجاج الذي فكرت أن أخرج منه وأدخلي في بحر من الهرج والمرج وابتعاد الفرج، فودعته
معتذراً بالنيابة عنه لو وجد مقاول خارج هذه الشروط فإلى
الملتقى..
