;

دردشة عابرة "8" 1328

2010-07-04 04:29:25

علي
الربيعي


بصراحة راودتني فكرة مناقشة صديقي
حول حاجيات ومطالب شخصية يمكن تعود علي بالنفع وبما أنه يجيد الكلام حول كل شيئ
فسأتعامل معه اليوم كخبير في تحسين المزاج إن قبل بذلك وسؤاله حول تحسين المستوى
المعيشي إذا أمكن ذلك وإن كنت أشك في أنه يمكن أن يقدم لي هذه الخدمة فقد أصبحت
أراه وأحس بالضيق وكأني أعرابي في زمن الجاهلية يتشاءم عند رؤية الغراب..
رغم

أني لا أتشائم ولا أؤمن بالتطير ولكن
لكثرة ما ينثر أمامي من هموم ومثبطات كلها أو قل معظمها واقعي مع الأسف جعلني كلما
أراه أحس بنوع من الانقباض النفس خصوصاً إذا كنت سعيداً على قلة لحظات السعادة في
حياتنا بادرته قائلاً: اليوم أريدك أن تكون مستشاراً والمستشار أمين، قال: نعم قلت:
أنا فكرت البارحة أن أفاتحك اليوم في موضوع يخصني بدل الذي تدوش به رأسي في كلام
السياسية كونك تعرف ظروف موظف من ذوي الدخل المحدود، هذا ما يطلقونه على الموظف في
دول العالم، أما عندنا فالمفروض أن تكون التسمية مختلفة كأن تكون موظف من ذوي الدخل
المعدوم لأن الدخل المحدود يفترض به أن يكون راتب تستطيع ان تعتاش به طوال الشهر مع
من تعيلهم.
أتدري أن أسوأ يوم يمر عليك في الشهر هو يوم استلام الراتب لأنك لا
تدري أين توزعه او من تعطي أو من تمنع البقالة، الفواتير، الصيدلية، قائمة الطلبات
التي تجهزها وزارة الداخلية "الزوجة" فبدل أن تحس بالراحة وتتنفس الصعداء باستلام
الراتب تتأزم وتتضايق لأنه لا يستطيع أن يسدد نصف ما عليك من ديون والتزامات وأمامك
شهراً كاملاً لا تدري كيف سيمضى ولا من أين ستصرف خلاله.
قدرنا أننا في اليمن
على رأي المثل "لا مزوج سلي ولا عزب مستريح" لا موظف استراح البال ولا عاطل لقي
أشغال، هذا حال الموظف الذي ترمقه الكثير من العيون بالحسد والنظر إليه وكأنه فاز
وخرج من دوامة أزمات الحياة والتزاماتها على أقل موظيفية التي يتمنى الكثير الوصول
إليها ولسان الحال يقول: "إن يحسدوني يعلى موتي فوا أسفي حتى على الموت لا أخلوا من
الحسد" وتخيل الصنف الآخر الذي ليس له وظيفة ولم يوفق بعمل كيف سيكون حالة وظروفه
يتمنى أنه وصل حالنا على رأي أحدهم على الأقل من أصحاب الأعراف لا في الجنة ولا في
النار، وكأنها كتبت علينا المعاناة سواءً اشتغلنا أم لم نشتغل وأبت أن تفارق حياتنا
الهموم والأزمات والقلق التوتر.
صحيح الأزمات موجودة لدى العالم بشكل عام ولكن
الذي عندنا يختلف عن الآخرين بكثير حيث لا مقارنة ولا مجال لهذه
المقارنة..
سمعنا قبل سنوات عن إستراتجية المعانات والأجور ودارت حولها نقاشات
وحوارات وتغني وطبل لها الإعلام بمختلف وسائلة كما هي العادة وظهر الفلاسفة
والمنورون والمبشرون بمستقبل الموظف المزدهر المعذرة المستقبل المندثر، حيث غابت
إستراتيجية الأجور ولم تكن إلا طعماً ابتلعه الوطن والموظف ليتجرع بعده غصص غلاء
وجشع التجار الذين ظلوا يرفعون أسعار سلعهم على ذمة الاستراتيجية بصورة جنونية دون
توقف، مما ضاعف مشكلة الموظف وزاد من أزماته واستغنى عن كثير من الضروريات نتيجة
لتدني دخل أمام غول الغلاء وجور الجشع وأصبحت الدجاجة لا تشتري إلا في المناسبات
وانعدام السمك من الظهور على الوجبات وعلى هذا المنوال يبدو أنه في الطريق
للاستغناء عن ضروريات الضروريات في ظل غياب سياسة غير واضحة المعالم لا تهتم بالدخل
ولا تتدخل في تحديد الأسعار ولا محاسبة من يرفعونها، ضاعت إستراتيجية الأجور أو
بمعنى أصح لا يوجد شيئ اسمه إستراتجية الأجور أو أنها احترقت في معامل الياجو
وتحولت من إستراتجية الأجور إلى إستراتيجية تخدم أصحاب القصور وتعد الموظفين
أمثالنا لزيارة القبور، أو سمها إستراتيجية كشف المتسور وكسر المجبور وإحدى
المبشرات بالدبور..
أخذني الكلام ولم ألحظ أنني تحولت من دور المستمع إلى دور
الملقي إلا عندما رأيت صديقي يضحك سائلاً من هو المتشأم اليوم؟ أدركت عندها أنني
وقعت في فخ الاستراتيجية ونسيت ما كنت أريد أن استثيره فيه.
وإلى
الملتقى..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد