;

دردشة عابرة (5) 1468

2010-06-29 05:05:13

علي
الربيعي


بحثت اليوم عن صاحبي فلم أجده في
المكان الذي تعودت أن التقيته فيه كل يوم استغربت أنه لم يأت
بحثت اليوم عن صاحبي فلم أجده
في المكان الذي تعودت أن التقيته فيه كل يوم استغربت أنه لم يأت لأنها ليست عادته
التأخير وأنا بصراحة لم أعد استطيع الذهاب للعمل دون أن أتناول كرسي تعكير المزاج
الصباحي حيث أصبح حديثه جزءاً مهماً في متعة شرب الشاي ربما على رأي المثل الشعبي
"الهر
يفرح بخناقة" أبحث عن فيلسوف تعكير المزاح، وبدأت أقلق لتأخره مرت
دقائق، وانقضت نصف ساعة ولم يأتي أخرجت الموبايل أحاول أتصل به أجد هاتفهم مغلقاً
حاولت مرات ولا فائدة وعندما فكرت أن أذهب إليه في بيته كي أطمئن عليه وفجأة ألا
حظه قادماً من آخر الشارع ينهب الأرض نهباً لأنه مدرك أنني أنتظره وقد تأخر وصل
يلهث وكأنه يمارس رياضة الجري أو الفقز على الحواجز..
سأتله عن سبب التأخير فقال
دعني أجلس وأعيد أنفاسي وستعرف كل الحكاية، لاحظته مرهقاً عيناه غائرتان دليل على
أنه ما نام الليل كله، بدأ حديثه وكأنه يرد على تساؤلاتي: أنا لم أنم الليل بطوله
بسبب حلم جميل زارني فأرقني طوال الليل وأنا قليل الأحلام لأن أكثر ما يأتيني
الكوابيس وليست الأحلام تأخرت لأني كنت أبحث عن مفسر يفسر حلمي فلم أجده، قاطعته
مستغرباً الكوابيس تزعجك والأحلام تزعجك قص علي هذا الحلم.
فقال: حلمت أنه تم
اكتشاف كميات هائلة من النفط في بلادنا والخبراء يقولون إن لدينا أعظم مخزون منه
على مستوى العالم وسائل الإعلام تمدح كما هي عادتها وتبشر بجنة من الرفاة تعم الوطن
مستوى دخل الفرد يفوق دخل أي إنسان على وجه البسيطة أنا امتلكت "فيله" بمواصفات
راقية شبيه بفلل بعض المؤولين في بلادنا فيها كل وسائل الراحة والترفية كل شيئ فيها
يدار بالريموت كنترول الأبواب الشاشات البلازما الستائر، وأصبحت أمتلك مجموعة
سيارات آخر موديل سيارة للعائلة وسيارة للرحلات، وسيارة للأولاد، وسيارة لحاجيات
البيت، وكلها ماركات عالمية، أما سيارتي "الكورولا 79" فقد خصصت لها مكاناً على شكل
متحف صغير إليه مقتنياتي المعاوز التايلندية وفوط غسل والبس وصنادل البلاستيك التي
كنت أنتعلها في الأيام الخوالي فلا أدري أني انتعل صندلاً أو أمشي حافياً لكثرة ما
أحسها الحرارة تحت قدمي وطعنات الزجاج والحصى التي تدمي القدمين، امتدت سفره أمامي
فيها كلما لذ وطاب أصناف الطعام أشكالاً، وألواناً الفواكه بأنواعها والمشويات
بأنواعها وألوانها وبينما أنا أتهيا للجلوس على تلك المائدة استيقظت يا صاحبي
وليتني لم أستيقظ فقد كنت أتصبب عرقاً وفراشي غارق بالبلل كأنه في بركة مياه قطع
التيار الكهربائي فأفسد أجمل أحلام حياتي كما هي عادته يفسد واقعي، وإذا بالكهرباء
تحرمني حتى من لحظات الأحلام الجميلة تصور وأنا في روعة ذلك العالم الجميل أنتقل
فجأة وبدون مقدمات إلى كابوس الوضع الأليم، ورحت أتحسس في الظلام الحالك باحثاً عن
قارورة مياه اروي بها ضمئي فأنا في غاية العطش لكثرة السوائل التي صرفها جسمي وحتى
لا أصاب بالجفاف وبعدها فارق عيني النوم، ولم يعد حتى اللحظة أزعجني الحلم لأن
أحلامي نادراً ما تخيب ربما هي رؤيا المؤمن الصادقة التي بقيت بعد النبوة، رددت
عليه مستغرباً ما دامت أحلامك صادقة فما علينا إلا أن نستبشر فقد قرب الفرج الخير
قادم وأيام الشقاء آن لها أن ترحل من حياتنا إلى غير رجعة أنا اليوم ولأول مرة أسمع
منك شيئاً يفرحني ويبعث في نفسي الأمل بدل الإحباط الذي تتحفني به كل صباح، وتعكر
مزاجي وتثبط معنوياتي ولكنه لم يمهلني أكمل كلامي مستبشراً بجمال الحلم فهو له
تفسير آخر من الواقع كما يقول أردت أن استمع لمنغصاته ولكن وقتنا كان قد أنتهى على
أن يكمل لي تفسير حلمه بصور الواقع في اللقاء القادم..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد