;

لماذا كـل هذه التناقضات ؟! 1829

2010-06-29 05:05:03

نبيل صالح
أحمد


في وطن ذكره الله تعالى في كتابه
فقال: ((بلدة طيبة وربٌٌ غفور)) ووصفه سيد البشر بقوله "أتاكم أهل اليمن هم ألين
قلوباً وأرق أفئدة".
ولهذا وذاك يحق لنا جميعاً أبناء اليمن السعيد أن نفخر
بانتمائنا لتربة هذا الوطن، مهما حصل فيه من منغصات ومشاكل تحيل بين المرء وتحقيق
مراده في أن يعيش حياة كريمة آمنة في وطن شاءت له الأقدار وربما الظروف في أن يعيش
هكذا كلما برئ
جرح نكئ له
آخر.
فالوطن عالٍ وتربته غالية ولا يمكن لعاقل أن يحمله أسباب ما نحن عليه من
شقاء وتعاسة، فوطننا فيه من الثروات والإمكانيات ما تجعله وطناً مزدهراً ذا اقتصاد
وطني مستقرا، يمنع عنا مذلة الركون على البنوك الدولية والمساعدات التي ما إن نسمع
بها حتى نظن أن الفقر سيشد الرحال من جنوب الجزيرة العربية "اليمن" إلى غير رجعة،
ثم ما تلبث أن تتبخر وكأنها حلم من الأحلام.
ومما يثير العجب ونحن في شهر رجب،
هو أن نسمع في كل وقت البعض مثقفين وطلاباً وعمالاً وحتى الأطفال من يسب اليمن
ويسخط بل وينكر يمنيته، معللين بالقول بأنه بلد لم يتحقق العيش الكريم
لهم. .
متناسين بأننا جميعاً نعيش على أرضه وبأن من يدير البلاد هم من أبناء
جلدتنا وهم بشر مثلنا. .
فكيف لنا أن نتنكر لبلدنا لمجرد أن من يديرون البلاد لم
يحسنوا الإدارة، وإذا نظرنا لإخواننا المصريين مثلاً لو جدناهم يذوبون حباً في مصر،
ويموتون عشقاً بها.
في حين أن أغلبهم ناقمون على الوضع هناك، مما يثير الرهبة في
النفوس والحرقة في القلوب حينما يسمع المرء من أناس لا يؤمنون بحديث رسولنا الكريم
"الإيمان يمان. .
والحكمة يمانية" ويتحججون بالقول بأن الأمر كان أم اليوم فلا،
متناسين بأن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كائن إلى قيام الساعة فهو "لا ينطق
عن الهوى"، فإن غابت الحكمة عن البعض فإنها موجودة عند آخرين، فوآسفاه ألهذا الحد
وصلنا!!.
من التناقضات المشاهدة في واقعنا اليمني. .
أن نلاحظ أن الأغلب من
المواطنين ناقمون على السلطة لكنهم لا يرغبون في أن تحكم المعارضة وهذا واقع ملموس
بعيداً عن صناديق الاقتراع، وهنا المشكلة حيث انعدمت الثقة بين الجميع، ومن
التناقضات من يدعي بأنه يحب الوحدة وينادي الآخر بالاحتلال، واضحك وابكي إن شئت على
تناقض آخر حينما تطلب السلطة من المعارضة القبض على المخربين.
ومن التناقضات أن
تسمح السلطة للقبائل بالقتال نيابة عنها وتدعو إلى ضرورة ترسيخ هيبة الدولة ف آن
واحد.
ومن التناقضات أيضاً أننا في وطن يدعي بأنه ديمقراطي واختار الديمقراطية
سبيلاً سلبياً للوصول إلى منصة الحكم، ومع ذلك هذه الديمقراطية أتت معها بمشاكل لا
حصر لها، فتمرد في الشمال وغليان في الوسط وحراك في الجنوب. .
فعجباً أن نتخذ
الديمقراطية شعاراً زائفاً ونذهب للعنف والبندقية بديلاً حقيقياً.
ومن التناقضات
في بلادنا تناقض حتى في الرياضة، ففي حين يدعي القائمون عليها حبهم وولائهم لفخامة
رئيس الجمهورية. .
إلا أنهم دوماً وفي كل موسم رياضي يجعلون من بطولة كأس الرئيس
لكرة القدم في آخر الموسم الرياضي حيث تلعب الفرق بالصف الثاني والبعض يعتذر عن
المشاركة وكأنها إسقاط واجب ليس إلا ومن يشاهد هذا الموسم فقد تزامنت هذه البطولة
مع نهائيات كأس العالم حيث الأنظار موجهة إليه، فلماذا لا يتم الإعداد الجيد لها
فهي تحمل اسم الرجل الأول في البلاد؟.
ومن الرياضة أختتم. .
على الرغم من أن
بلادنا ستستضيف كأس الخليج "خليجي 20"، إلا أن منتخبنا الوطني ينام في العسل ومازال
في إجازة دون إعداد أو استعداد في حين أن المنتخبات الخليجية تعسكر منذ وقت مبكر
استعداداً لهذه البطولة.
ألستم معي بأننا في بلد التناقضات؟، فيا إلهي جيب
العواقب سليمة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد