;

الذكاء.. هبة مباركة من الله 1528

2010-06-23 04:42:53

نبيل
مصطفى الدفعي


قبل عشرين سنة أجرت إحدى المجلات
الأوروبية مسابقة كان موضوعها: لنفترض أن ثلاثة من أكثر الناس نفعاً للبشرية ركبوا
منطاداً، وصعدوا إلى الفضاء، ولنفرض أن أحدهم هو الفيلسوف "برتراند راسل" داعية
السلام المعروف آنذاك والثاني "فليمنج" مكتشف البنسلين والثالث الناقد والشاعر
"البرت"، وفجأة اجتاحت المنطاد عاصفة هوجاء فأخذ يتهاوى في الفضاء وكان لابد من

التضحية بأحد هؤلاء الثلاثة كي يعود
المنطاد إلى حالة الاستقرار فبأيهم نضحي؟ وبدأت آلاف الجوابات تصل إلى المجلة وكل
منها يفاضل بين النوابغ الثلاثة على ضوء المصلحة الخاصة أو وفقاً للتقديرات الشخصية
وفي النهاية كان عنصر الذكاء هو الذي رجح كفة الميزان، فنال الجائزة شاب في الثامنة
عشر من عمره، قال في إجباته: يجب إلقاء أثقل الثلاثة وزناً، فهذا يضمن السلامة
للمنطاد..
هكذا نرى أن الذكاء قد ورث صاحبه الفوز والنجاح.
* الذكاء وسرعة
البديهة: إن الإنسان حين يهتدي بنور عقله يساعده ذكاؤه على تخطي العقبات، والتخلص
من الصعوبات التي تعترض طريقه، وعلى اكتشاف الدواء المناسب لكل داء وفي هذه الحالة
يسمى الذكاء البديهة وعلى القيام بأعمال تلفت الأنظار وتشير إلى رأي صائب وبصيرة
وقادة.
* سرعة البديهة تعين صاحبها على الخروج من المأزق الحرج: طلب من أحد
الفنانين أن يرسم صورة دقيقة للاسكندر الكبير فارتبك ارتباكاً شديداً لأن الاسكندر
كان يحمل في جبينه أثر ضربه جراء إصابته في إحدى المعارك الحربية، فقال المصور في
نفسه أن أبقيت الأثر لا آمن غيظ المعجبين بالاسكندر،وأن أغفلته زالت المشابهة،
فماذا أفعل..
و هنا خطرت له فكرة ثاقبة، فعمد إلى تمثيل الاسكندر متكئاً على
مرفقه، ويده على جبهته بحيث لا يظهر الأثر فأحرز الفنان رضا الجميع.
* الشاعر
والأمير: كان الشاعر الفرنسي "لافونتين" كثير النسيان، وحدث أنه نسي مرة دعوة كان
الأمير "كونديه" قد وجهها إليه لتناول العشاء معه.
فغضب الأمير غضباً شديداً
ولما ذهب الشاعر إلى قصره كي يعتذر إليه رفض الأمير مصافحته، وأدار له ظهره، وهنا
ضحك "لافونتين" وقال له: شكراً لك يا مولاي لقد تأكدت أنك راض عني، ومازلت تعاملني
معاملة الأصدقاء، إذ لم يعرف عنك أنك تدير ظهرك للأعداء.
وهكذا بفضل دهائه تمكن
لافوتنين من أن يطفئ نيران غضب الأمير.
* طفيلي من الغاوين: نظر "طفيلي" يوماً
إلى قوم ذاهبين إلى وليمة فقام وتبعهم فإذا هم شعراء قد قصدوا الأمير بمدائح لهم
فلما أنشد كل واحد منهم شعراً أخذ جائزته، فلم يبقى إلا الطفيلي وكان جالساً
ساكتاً، فقال له الأمير أنشد شعرك، فأجاب: لست بشاعر قال: فمن أنت؟ قال الطفيلي من
الغاوين الذين قال الله عنهم "والشعراء يتبعهم الغاوون فضحك الأمير وأمر له بجائزة
كالشعراء".
وبهذه الفكرة النابعة من ذكائه الفطري نال الرجل ما يصبو إليه من
مكافأة مالية قيمة.
هذا الاقصوصات التاريخية تظهر بجلاء هي جميلة تلك العطية
المباركة التي اسبغها الخالق على الإنسان، فكانت له خير عون في مختلف ظروف
حياته..
والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد