;

براءة إسرائيل.. وإدانة العالم! 1396

2010-06-21 05:33:43

يوسف
الكويليت


اختلفت تركيا مع إسرائيل لأسباب
إنسانية في محاولة رفع الحصار عن غزة، ولم يكن المضمون يتعلق بنواحٍ سياسية، لكن
كعادة إسرائيل وضعت متاريسها، وفتحت الملفات على مذابح الأرمن، وتقسيم قبرص، واتجاه
الحكومة التركية الراهنة للذهاب لأفكار القاعدة والإرهاب، لكنها تخفي الأسباب ولا
تجرؤ على مواجهتها على مبدأ الخلاف وأساسه. .
مع أي فيلسوف أو منظمة أو حزب يدين أفعال إسرائيل
ويصدر من فرنسا يعاد فتح سجلها في الجزائر ودول أفريقيا وفيتنام بالعزل العنصري
والمذابح، والتبشير وإلغاء قواميس لغاتهم
الوطنية. . أما إذا خرج عن الخط أي
شخصية أمريكية، وتحدث ولو بالهمس عن إسرائيل فإن إحضار ملفات ذبح الهنود الحمر،
واسترقاق الأفارقة، والهيمنة على أراض تتبع الجنوب الأمريكي وجلب الأوروبيين
للاستيطان، تصبح العصا التي تضرب بها هامات أبناء العم سام. .
أما الألمان فهم
يلاحَقون بسجلهم مع المحرقة ، واستمرار التعويضات عن تلك المذابح ، وأي فرد أو
جماعة تشير لإسرائيل، ولو بفصل من مسرحية هزلية عن المذبحة فإن الفصل والملاحقات
القانونية، يطالان أي إنسان حتى لو كان القانون في صفه، لأن إسرائيل فوق التشريعات
وكل ما ينظم حياة الشعوب التي لا تحمل سجلاتها تبرئتهم من اليهود. .
لم يعد موضوع
الأرمن مع تركيا يقل بشاعة عما فعلته إسرائيل في صبرا وشاتيلا وجنوب لبنان ، وضرب
غزة بالأسلحة المحرمة ثم حصارها وتجويعها وحرمانها من الأدوية وأبسط ضرورات الحياة،
ولا تستطيع إسرائيل أن تبرئ نفسها، وسجلات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والمحاكم
الدولية التي تحتفظ لها بجرائم لا تقل عن أي جرائم تاريخية، ولاتزال تمارسها حتى
الآن. .
فبريطانيا أسست الدولة العبرية، ولكن إسرائيل تعتبر ذلك فرضية تاريخية
ولا تصفها في حسناتها، لأن ما فعلته فرضته مقاومة المهاجرين الأوائل، وتنسى كيف تمت
الصفقات وأعدت مراسم إعلان الدولة الإسرائيلية على حساب شعب شُرّد من أرضه لكل بقاع
الأرض. .
المشكل في إسرائيل أنها لا تدرك أن سماع صوتها الأحادي والتأثر به
ومقاومة من يعاديه، لم تعد تغري الشعوب حتى لو جاءت الحكومات مؤيدة لكل خطواتها،
ولم تعد شعارات معاداة السامية تكفي لتبرئتها من جرائم تتناقلها وسائل الإعلام من
ميادين المعارك، ولعل سفينة الحرية فجرت ما كانت إسرائيل تحاول أن تخفيه، وعملية
خسارة تركيا بدأت مع إهانة سفيرها وختمت بقتل المواطنين الأتراك، وهي إذا كانت
تعتقد أن صوتها لايعلو عليه صوت آخر، فإن ذلك يعتبر وهماً لأن مِن داخلها من جاء
يسفه بتلك العملية ، وتغطيتها بإنذارات وفتح ملفات مذابح تاريخية وإلا لكان لكل دول
العالم جرائم ثابتة بالقرائن، وبذلك من يحاكم من إذا كانت في ظل امبراطوريات
وحكومات جرت تعديات على الحقوق والأعراف ومُسخت شعوب لصالح أخرى؟ إسرائيل تعرف أن
التحولات العالمية حدثت بعد إلغاء المسافة بين الحادثة ونشرها، ولم تعد أساليب
الخداع والتضليل سلاحاً تقويه سلطة الإعلام طالما سقطت الحواجز بين سكان الأرض ،
وما تقوم به إسرائيل ليس أمراً يمكن تغطيته بالاحتكام إلى تزييف الحقائق إذا كانت
آلة التصوير وجهاز التسجيل، ووسائل البث تغطي أي حالة تصير، وفي أي مكان، وبإدراكها
أن وجهها الحقيقي انكشف ، وتحولت المغالطات إلى عناد ولكنه لن يصمد أمام التحولات
الإنسانية. .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد