;

هل يستعمل الفصل السابع ضد إسرائيل؟ 1600

2010-06-07 03:53:51

محمد
قبرطاي


لا نستغرب أبداً من أن ترتكب
العصابة الإجرامية سليلة عصابات شتيرن وأرغون أية جريمة جديدة.
إذ يأتي اعتداؤها
الوحشي علي سفينة الإغاثة الإنسانية "مرمرة" وخمس سفن أخري وهي متجهة إلي غزة عبر
المياه الدولية ولما تهدأ بعد الاحتجاجات الدولية علي تزوير جوازات سفر لعدة دول
أوروبية ليستعملها عملاؤها السفاحون في اغتيال المناضل محمود المبحوح والاعتداء علي
سيادة
إمارة
دبي.

عندما حجَّ الرئيس المتواطئ أنور السادات المتبجح بامتيازه بأخلاق
القرية وبطولة العبور? إلي الكنيست الصهيوني تلبية لأوامر وتهديدات الكاهن الصهيوني
هنريخ خسينغر عانق هو وزوجته المجرم الأشمط مناحيم بيغين وزوجته الشمطاء? ثم وقف
أمام الميكروفون وقال للمجرمين الذين يشكلون المجلس المسمي الكنيست: "إنكم تريدون
أن تعيشوا معنا في هذا الجزء من العالم.
إنني أرحب بوجودكم معنا متمتعين بتمام
الأمن والسلامة.
إن هذه نقطة تحول تاريخية عظيمة.
لقد كنا نرفضكم إذ كانت
لدينا مخاوف منكم? أما الآن فإنني أعلن للعالم كله أننا نقبل أن نعيش معكم في سلام
دائم وعدل مستتب".
ومضي الرئيس المصري يقول: "إننا لا نريد أن نطوقكم ولا أن
تطوقونا بصواريخ مدمرة جاهزة للإطلاق ولا أن نظل نتبادل الحزازات والأحقاد".
لم
يطل عمر السادات بعد هذه الخيانة العظمي التي ضربت بعرض الحائط اللاءات الثلاثة
التي اتخذها مؤتمر القمة العربية في الخرطوم إثر هزيمة مهزلة الأيام الستة التي قصف
الحزن عليها البقية الباقية من عمر الرئيس السابق جمال عبد الناصر الذي كان يعاني
من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
فقد عوقب الخائن علي يد حماة الديار أثناء عرض
عسكري كان يأمل أن يبهر به أعين ممثلي الدول الأجنبية الذين حضروا العرض? فأبهرهم
مشهد اغتياله? وعوقبت مصر بمقاطعة الدول العربية لها ونقل مقر الجامعة العربية منها
إلي تونس.
لماذا نعود إلي الماضي لنذكر بخيانة السادات? ونحن نعيش الآن في إجواء
الخيانة الجديدة التي اشتركت فيها مصر مع إسرائيل في فرض الحصار علي قطاع غزة حيث
أقامت أسرة أنور السادت "زوجته جيهان وأطفاله الأربعة الذين سمي أحدهم جمال" في
مدينة رفح وكانت مدام سادات تتبضع طوال إقامتها هناك من أسواق مدينة غزة.
مع
الأسف رفض السادات استرجاع غزة عندما عرضها عليه المجرم بيغين مع أنها كانت تابعة
لمصر ما بين 1948 و1967 قائلا إنه لا يريد استرجاعها لأنها "مزبلة".
هذا النكران
لروابط أخوة القومية والدين ووحدة المصير "سواء رضي أم لم يرض حكام مصر" دفع ملايين
الناس في كل أنحاء العالم حتي في أمريكا الغاشمة إلي الإشفاق علي شعب قطاع غزة الذي
دمرت إسرائيل كل ما يلزم لاستمراره على قيد الحياة.
وهذا الإشفاق علي المستوي
العالمي دفع تركيا إلي وضع عدد من سفنها تحت تصرف المدافعين عن حق شعب غزة في
الحياة فخرجت ومعها سفينة ايرلندية وإخري سويدية وكلها محملة بالمواد الغذائية
والطبية والمواد اللازمة لإعادة بناء المساكن التي هدمها العدوان الصهيوني وعددها
25 ألف منزل.
ورافق هذه المساعدات الإنسانية خمسمئة متطوع من أكثر من أربعين
دولة فطوقتهم سفن البحرية الإسرائيلية لإرغامهم علي عدم الذهاب إلي غزة بل الرسو في
ميناء أشدود الذي تحتله إسرائيل.
رفض القباطنة البواسل الرضوخ للتهديدات
الإسرائيلية فأرسلت القيادة الإسرائيلية قوة كوماندو لتهبط من طائرة هيلوكبتر علي
السفينة مرمرة التي كانت في مقدمة القافلة وحاولت أن تفرض سيطرتها علي
السفينة.
وعندما رفض القبطان التركي والمتطوعون لإغاثة غزة الخضوع أطلق عليهم
الجنود الإسرائيليون النيران فقتلوا تسعة عشر شخصا وجرحوا حوالي ثلاثين
آخرين.
فدافع المتطوعون عن أنفسهم بالعصي والسكاكين فقتلوا جنديين إسرائيليين
وجرحوا ثلاثة آخرين ورموا جنديا في البحر.
وأخيرا اقتادت القوة الغاشمة التي
حاصرت بها البحرية الإسرائيلية سفن قافلة الإغاثة غصبا إلي ميناء أشدود الإسرائيلي،
وأنزلوا ركابها ليعتقلوهم جزاء علي خدمتهم الإنسانية للحق وإعلان رفضهم
للباطل.
هذه الأحداث كلها موثقة إعلاميا ولا داعي لتكرارها؛ ولكن الذي يتطلب
التكرار هو وجوب فرض عقوبات رادعة تضع حداً نهائياً للعربدة الإجرامية
الإسرائيلية.
إن العالم كله يطالب "بدليل المظاهرات الحاشدة التي خرجت للاحتجاج
علي القرصنة الصهيونية" بفرض العقوبات علي إسرائيل؛ فماذا سيكون نوع تلك العقوبات؟
لقد هدد أحمد الشقيري عندما أسس منظمة التحرير الفلسطينية بأن لا يهدأ حتي يرمي
بإسرائيل في البحر.
أما السيدة بثينة شعبان، مستشارة الرئيس بشار الأسد، فقد
اقترحت أن هذه الجريمة تستحق فرض عقوبات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة علي
إسرائيل? أي ذات الفصل الذي فرض علي عدة دول أخري بينها العراق المنكوب.
فهل
سيستجيب مجلس الأمن الدولي لهذا الاقتراح؟ لا نتوقع أن يتم ذلك طالما ظلت أمريكا
تحمي إسرائيل من كل أذي ومكروه? بالرغم من أن هذه الحماية أفقدتها السمعة الطيبة
التي خرجت بها من الحرب العالمية الثانية.
فقد نصبت أمريكا نفسها شرطيا علي
العالم كله وأرادت أن تنصب إسرائيل شرطيا علي العالم العربي.
ولكن العالم يرفض
هذه الهيمنة البليدة ويتمرد علي أمريكا وإسرائيل بمقاومة كلفت مئات الآلاف من
الأرواح في الشرق الأقصي والأوسط وفي ما يسمي استخفافا دويلات الموز في أمريكا
اللاتينية التي جاء منها السنيور "لولا داسيلفا" رئيس جمهورية البرازيل إلي طهران
متحدياً إرادة الولايات المتحدة أو بالأحري "البلاوي" المتحدة.
تبريرات إسرائيل
لعدوانها علي قافلة المساعدات الإنسانية سخيفة وبليدة للغاية.
فمثلا قال النائب
الإسرائيلي بنجامين بيغين نجل الإرهابي مناحيم بيغين الذي تقاسم جائزة نوبل
ل"السلام الفاسد" مع أنور السادات "إن الجنود الإسرائيليين الذين هبطوا علي
السفينة التركية كانوا غير مسلحين".
وقال رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو إن "أولئك
الجنود جاؤوا في زيارة سلمية فوجب علي ركاب السفينة وبحارتها أن يستقبلوهم بباقات
الزهور والورود.
ولكنهم لدهشتهم ضُربوا بهراوات "يا حرام" وطُعنوا بالسكاكين "يا
سلام"!! فاضطر المهاجمون المعتدي عليهم للدفاع عن أنفسهم بإطلاق النيران.
والآن
اقتيدت قافلة المساعدات الإنسانية إلي ميناء أشدود الإسرائيلي، حيث ستفرض علي الذين
"اعتدوا" علي المهاجمين الإسرائيليين عقوبة السجن لمدد قد لا تقل عما فرض علي
مردخاي فعنونو الذي أعيد مرة أخري إلي السجن حيث قضي 18 سنة، منها جزء كبير في
الحبس الانفرادي.
لقد عاب فعنونو المغربي الأصل الذي كشف سنة 1988 أسرار صناعة
الأسلحة النووية علي إسرائيل أنها أعادته إلي السجن مع أنها تزعم أنها دولة
ديمقراطية "وقال طز في هكذا ديمقراطية".
وعاب أيضا علي الدول العربية أنها لم
تفعل شيئا من أجله طوال المدة السابقة واللاحقة لسجنه.
ولكن لقد أسمعت- يا
فعنونو- لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي.
فهل من عودة للوعي أيتها الجامعة
العربية التي لم تزد العرب وحدة بل تفرقة؟ وهل من يقظة يا أوغلو ابن أوغلو رئيس
منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة الذي يمثل جميع الدول الإسلامية الاثنين والخمسين
بعد أن طرق العدو باب بلدك تركيا نفسها؟ كفاك نوما يا أوغلو واقتد بالشهم الطيب رجب
أردوغان رئيس وزراء بلادك حماه الله من دسائس أمريكا التي قد تدفع العسكرتاريا
التركية إلى ارتكاب جريمة أخري كالتي ارتكبتها في الخمسينات بإعدام رئيس الوزراء
الأسبق عدنان مندريس.
والله خير الحافظين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد