;

كيف نجحت الجوف في تلافي الحرب؟ 1526

2010-06-02 03:17:01

علي
محمد الحزمي


محافظة الجوف كانت الأقرب وعلى فوهة
المدفع في السادسة وسابقاتها ، وكان الكثير يتخوفون من
محافظة الجوف كانت الأقرب وعلى فوهة المدفع
في السادسة وسابقاتها ، وكان الكثير يتخوفون من أن تتحول مسار الحرب التي خاضتها
قواتنا ضد المتمرد الحوثي وأتباعه إليها، وهذا ما كان الجميع يتوقعه قبل أن يخاف
منه ، ولكن اتضح جلياً أن بعض الحكمة تخلق كثيراً من السكون والطمأنين
ة
للوطن والمواطن ، وتجعلنا نتحاشى الكثير من العواقب ، فقد كانت حكمة تعامل الدولة
مع القضية هناك رائدة بحيث جعلتنا نتيقن أنه لا زال هناك شيئ من الحكمة اليمانية ،
ومن تواصل الدولة مع أبناء محافظة الجوف الشرفاء والمعروفين بأصالتهم ، وقبائلها
التي تضرب جذورها في عمق تاريخ العروبة جمعاء ، فقد كان لهؤلاء مواقف مشرفة حين
استطاعوا دحر أي امتداد للحوثيين ، والقضاء على من استطاع أن يتسلل ولو على غفلة من
أجل إقلاق الأمن وإحداث المشاكل التي تضر بالوطن ، فكان لتوجهات قيادة المحافظة
هناك دور بارز بالالتقاء بمشائخ القبائل، والإشادة بأدوارهم البطولية المتكررة
والمتتالية والتي قدموا خلالها دماء أبنائهم فداءً لتراب الوطن ودرءاً لهذه الفتنة
، ولعل القليل فقط من تطرق إلى دور القيادة وتعامل الدولة في هذا الجانب من خلال
العمل على توطيد أواصر التواصل بينها وبين القبائل المحاذية والتي كان يعتقد بعض
اللا وطنيين أنها ستكون مسرحاً لعبث بعض العابثين بالوطن وأمنه ، وما اتضح جلياً
للجميع مدى فاعلية الحكمة في التعامل والتأني قبل التسرع والنظر إلى البعد الوطني
في نفوس المواطنين ، بدلاً من الانتظار والبكاء على الأطلال كما هو الحال في بعض
مديريات محافظة صعدة والتي كانت مسرحاً شهد الكثير من الأحداث والمآسي والتي سيدفع
تكاليفها الوطن لا محالة ، وسيتحمل فاتورة هذه الأعباء المواطن ولا سواه ، وإننا إذ
نبارك هذه الخطوة الحكيمة من دولتنا الرشيدة بزعامة القائد علي عبدالله صالح ، نطرح
بعض هموم هذه المحافظة والتي تعاني شحة بالغة في مشاريع الحياة الأساسية ولعل بداية
وصول الطريق الإسفلتي إلى بعض المناطق ووصول محركات الكهرباء وتدشينها في بعض
مديريات هذه المحافظة البعيدة تماماً عن شيء اسمه التمدن أو التطور ، ولا نفخر
بأصالتها ومواطنيها الأشراف وقبائلها التي ترفع رأس كل يمني فخراً واعتزازاً ، قد
تحس للوهلة الأولى حين تطأ قدماك هناك أنك ذهبت إلى زمن سحيق، فالبيوت الترابية
والمظاهر المدنية معدومة باستثناء المجمع الحكومي وبعض المرافق النادرة ، وكما هو
الحال في بعض المديريات الحدودية والتي كان لها نصيب أوفر من مقومات التنمية ، وإذا
كانت قيادة المحافظة تعمل بشكل يستحق التقدير من خلال نشر الوعي الوطني بين
المواطنين ودرء أي ظاهرة قد تبدو مسيئة للوطن ككل ، فإن هذه القيادة في بنفس الوقت
تسعى للعمل بكافة الاتجاهات والأطر من أجل الحصول على بعض المشاريع التي تخدم
المحافظة ، ولعل الباحثين والمؤرخين والمهتمين يعرفون أن أعرق الدول اليمنية
القديمة قامت على تراب هذه المحافظة ، فموروثها كبير وتاريخها أكبر ، ومعالمها لا
تزال حاضرة إلى اليوم ، ولكن تجد الآثار تتعرض للنهب ، ووصول السائحين إلى هناك
أشبه بالمغامرة ، فلا الطرقات معبدة ولا الخدمات متوفرة ، ولا الأمن حاضر بحيث
تستطيع أن تنعم بقراءة التاريخ العريق بمجرد المشاهدة ، ويعرف الجميع أن هذه
المحافظة تشكو حيناً بعد حين ، من قلة الموارد وشحة المشاريع ، ونحن نأمل تطوراً
فكرياً وحضارياً ومدنياً على كافة المستويات في هذه المحافظة ، فعلينا جميعا أن
نلتفت إلى هذه المحافظة ولو من باب واجبنا الوطني وأن تنعم كل محافظات يمننا الحبيب
الواحد بخير الثورة والجمهورية والوحدة ، وحري بكافة الوزارات أن تبدأ بالعمل الجاد
لتفعيل دور مكاتبها هناك ، وهذا يتطلب وقفة جادة من حكومتنا والتي هي المعني الأول
، ليس بمجرد تنظيم المناسبات المؤقتة فحسب ، بل باعتماد ميزانيات المشاريع التنموية
والخدمية ، والتي تجعل المواطن اليمني ينعم بحق المساواة مع غيره في كثير من مدننا
اليمنية ، ولا ندري عماذا نتكلم فالقصور في كل شيء ، وغالباً ما يكون عدم الشيء هو
البارز وليس مجرد القصور فقط ، فأبناء هذه المحافظة يستحقون كل الحب وكل التقدير
لأنهم أبطال مواقف يقدمون دماءهم وأرواحهم فداء للوطن ، ولا يريدون مقابلاً.
فهل
ننتظر من هذه المحافظة إيرادات تدعم الميزانية وهي لا تمتلك مقومات الخدمات
الأساسية والمشاريع الخدمية يا حكومتنا؟؟ وماذا لو تم اعتماد ميزانية تطوير لهذه
المحافظة وسنعتبر هذه الميزانية كانت مخصصة لأحد الأعياد أو المناسبات ، فلا أفضل
ولا أجمل من أن ينعم الوطن بخيراته ، وأن تكون أعيادنا ومناسباتنا في البناء
والتطوير وليس في العبث بالمال العام من قبل بعض عديمي الضمير والذين يستغلون كل
مناسبة لتظهر روائح أفعالهم بعد كل مناسبة وتتضح حجم هذه الأرقام التي نستطيع بها
أن نجسد مشاريع خدمية عملاقة تخدم المواطن في كل مكان.
ومن نجاح دولتنا المباركة
في التعامل مع الحرب السادسة والأخيرة بإذن الله ، سنقول كلمة حق ولعلها تصل
المعنيين ليلتفتوا إلى حال هذه المحافظة الشامخة ، ولينظروا في موروثاتنا وتاريخنا
العريق ، والذي يحتاج إلى الكثير من العمل ابتداء من المشاريع الأساسية المتمثلة في
الماء والكهرباء والطريق ، وأتمنى أن لا تكون فكرة حكومتنا في تطوير محافظة الجوف
بعد العام ثلاثة آلاف ميلادية ، فلا أعتقد أن أعمارنا ستطول إلى ذاك الوقت ، بل
نحتاج التنفيذ في العهد القريب وقريب جداً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد