;

اليمن والسودان شعبان وقضية 965

2010-03-13 05:11:12

عبد
الجبار سعد


كنت في الخرطوم قبل أسابيع و قد
صادف وجودي بها افتتاح معرض الخرطوم الدولي الذي شاركت فيه الكثير من الدول العربية
وغير العربية وعرضت فيه الكثير من الصناعات السودانية والمشتركة بخبرات أجنبية
وإنتاج سوداني حضر حفل الافتتاح نائب الرئيس السوداني وعدد من الوزراء والمسئولين
وحضرته الكثير من الوفود التي كانت تشارك في فعاليات كثيرة أصبحت السودان مقرا لها
..

لفت نظري
في هذا البلد الغني بشعبه وبتاريخه وبثرواته الكثير من الأشياء ولكني أسجل أهمها
..

* أنها مثل شقيقتها اليمن يسمع الإنسان في الخارج عنها ومافيها فيظن
أنها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والهلاك وحين يصل إليها يجد الأشياء سائرة على
نحو آخر فالناس يعيشون حياتهم العادية والتنمية والبناء يسيران جنبا إلى جنب مع
مواجهة التآمرات الكثيرة * بعد حفل الافتتاح تحولت السماء إلى كتلة من لهب وأصوات
الألعاب النارية تنقلك إلى مشهد من مشاهد الحروب الكونية التي رأيناها في بغداد
عشية الحربين الكونيتين اللتين شنتا عليها في أوائل التسعينيات وأوائل الألفية
الثالثة وانتهت باحتلالها أو مثل تلك التي رأيناها في غزة العام الماضي مع فارق أن
هذه التي شهدتها الخرطوم كانت ابتهاجا بمناسبة وليست شيئا آخر تمنيت أن نستبدل
مظاهر الطلقات النارية بالألعاب النارية حتى لوكانت عنيفة وتكون مشروعة أمنيا
ومنظمة .
* المظاهر الأمنية التي تراها في العاصمة الخرطوم لا تكاد تذكر وهي
التي شهدت في السنين الأخيرة في جزء منها هجمة انتحارية عبرت من حدود تشاد حتى أم
درمان لتنتهي نهاية غير سعيدة على الغزاة مع ما عبرت عنه من حالة اليأس و المغامرة
التي تميزت به ..
حتى أنك لتمر على القصر الجمهوري وعشرات الوزارات والمؤسسات
الحكومية على شط النيل فلا تكاد ترى إلا بضعة أفراد في باب كل منها * رغم تلك
النزعات العنصرية والتمزيقية التي يكرس الأعداء جهودهم في خلقها و إظهارها وتتبدى
من الخارج كبيرة وذات شقوق وفجوات إلا أنك في السودان تجد حالة التآلف والالتئام
بين أطياف ومكونات هذا الشعب الذي امتزجت فيه الدماء العربية والأفريقية فهنا
العربي والأفريقي والشمالي والجنوبي كلهم يلهجون بلسان الولاء الواحد لبلدهم
السودان ..رغم كل الضجيج الذي تنقله وسائل الأعلام كما تنقل عن اليمن في الشاطئ
الآخر .
* في السودان نهضة عمرانية وتنموية وحركة استكمال للبنى التحتية ومناطق
حرة وموانئ جافة ونظم وتحسن ملحوظ في مستوى معيشة الناس فوق المستوى العلمي والتقني
التي تشهده في الناس والأشياء من حولك واستقطاب لرساميل عربية وأجنبية رغم كل
التآمرات والحروب والمعاناة التي تتواصل ويتواصل معها جهاد الشعب والحكومة للإفلات
منها .
* قريبة هناك الحكومة من الناس وقريبة القيادة السياسية تماما كماهي في
اليمن و ليست بعيدة المعارضة عنهم ولا رموزها عن الناس كماهي في اليمن خصوصا حركة
المهدي والمرغني اللتان ورثتا الحركة الصوفية فهناك يستطيعون أن يحشدوا عشرات بل
ومئات الآلاف في الموالد النبوية على الأقل .
* تختلف السودان عن اليمن أن هناك
سعة في أفق التعامل لدى الكثير من رموز المعارضة ورموز الحكم على السواء قال لي
اللواء سيف الدين عمر سليمان وهو مدير عام هيئة الجمارك السودانية أنه في نفس ليلة
الافتتاح لمعرض الخرطوم الدولي وبعد الافتتاح ذهب لحضور عقد قران نجل وزير الدفاع
على ابنة أخت الصادق المهدي وقال لي أنهم في السودان يعارضون ويوافقون لكنهم في
الحياة العامة كلهم سودانيون متآلفون وخلافهم لا يفسد للود قضية ..
وهذا موضع
تميز كان اليمن أولى به .
في الختام ..اليمن والسودان شعبا ن مستهدفان وتجمعهما
قضية واحدة هي الوحدة التي لا يريدها أعداء الأمة ويريدان لهما أن يكررا مأساة
فلسطين والعراق في العرب ويأبى الله إلا يصمدا في مواجهة الغزاة من الداخل والخارج
معا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد