;

أزمـــــــات أم برمـــات؟ 1190

2010-03-11 04:55:11

يحيى
يحيى السريحي


ما إن نخرج من أزمة حتى ندخل في
أخرى وهكذا دواليك على مدار العام - أزمة غاز، أزمة كهرباء ،
ما إن نخرج من أزمة حتى ندخل
في أخرى وهكذا دواليك على مدار العام - أزمة غاز، أزمة كهرباء ، أزمة مياه أزمة
بترول، أزمة دواء أزمة غذاء، غلاء مستمر- المهم أن أزماتنا تلك أصبحت معروفة اسماًَ
وتوقيتاً لغالبية المجتمع ولم يعد لدينا شك في أن معظمها إن لم يكن كلها
أزمات
مفتعلة ومُدبرة ممن يجدون في معاناة الناس وعذابهم السعادة ورخاء
العيش فمنها يأكلون ومنها يبنون القصور والدور الفاخرة وبسببها سيحرقون لأنهم
يتمتعون بملذات الدنيا على حساب أكثر من عشرين مليون نسمة، يتجرعون في المقابل
بسببهم كل أنواع المصائب والمحن نتيجة أفعالهم التي أضرت بالوطن والمجتمع والتي هي
أقرب للصفقات والبرمات المعقودة سلفاً عن كونها أزمات حقيقية وما ذاك إلا من أجل
استيلائهم على المال العام بطريقهم الملتوية، وما سببوه للناس من ضيق في المعيشة
وتعطيل عجلة التنمية وتأخير استكمال بناء البنية التحتية في مختلف مجالاتها
التعليمية والصحية والخدمية والإنسانية، جعل أغلب شريحة المجتمع يعيش في فقر مدقع
ومرض مفجع وتخلف مفزع ويكفيني استشهاداً على ذلك بالتقرير الصادر مؤخراً عن منظمة
الغذاء العالمية والذي أوردت خبره قناة العربية يوم الجمعة الموافق 5/3/2010م والذي
يفيد بأن ثلثي الشعب اليمني يعاني من نقص حاد في الغذاء وتعتبر اليمن واحدة من بين
أفقر ثلاث دول في العالم تعاني من نقص في الغذاء - ويظهر أنه لولا مكرمة الشيخ
خليفة بن زايد حفظه الله ومساعدته لنا بالقمح لكنا أول دولة عالمياً تفنى جوعاً-
فأين عائدات النفط ومشتقاته؟ وأين الغاز وملياراته؟ وأين الثروة السمكية ومبيعاتها
وأين إيرادات الضرائب والجمارك؟ وأين المساعدات والمنح وشيكاتها والقروض بمختلف
مسمياتها؟، إلخ، لقد أصبح اليمن وشعبه عالة على الأشقاء والأصدقاء الذين لا شك أنهم
قد قرف منا من كثرة مديد العون وطلب المساعدات التي يظهر أنها لن تنتهي وما النتائج
المخيبة التي خرج بها مؤتمرا لندن والرياض 2010م إلا أكبر دليل على أن الآخرين قد
ملوا منا لعلمهم علم اليقين أن معظم تلك الهبات والإعانات والقروض التي تقدم لنا لا
تنفق في مصلحة الشعب اليمني حيث اقتصر الدعم على الجانب المعنوي أكثر من المادي ولم
تحصل اليمن في مؤتمري كلا البلدين إلا على الفتات مادياً، وهذا ليس بغريب بل هو أمر
متوقع حدوثه وكان يكفي الحليم الإشارة لما تمخض عنه مؤتمر لندن عام 2006م والذي لم
تحصل اليمن من مانحيه ومتعهديه غير 10% من إجمالي أربعة مليارات ونصف المليار دولار
رغم مضي قرابة أربع سنوات لأنه إن لم يتولى المانحون تنفيذ المشاريع التنموية التي
تطلبها الحكومة اليمنية بأنفسهم أو تحت إشرافهم فلن تحصل اليمن على أي مساعدات أو
قروض كما تمني الحكومة نفسها وهي من ضمن الشروط الدولية التي يشترطها المجتمع
الدولي حالياً ومستقبلاً لأن تجاربهم السابقة مع اليمن هي التي أوصلتهم إلى هذه
القناعة وهذا الأسلوب في التعامل مع اليمن وتلك الاشتراطات الدولية ليس فيها ضير أو
مضرة وإنما حرص يشكرون عليه طالما وهو من أجل المصلحة العامة وكان حقهم علينا
الثناء والامتنان لأن كل ما نحتاجه من مشاريع سيرى النور فهم يقدمون لنا المال
والآن يبذلون الجهد والحرص على أموالهم ومصلحتنا فهذا من حقهم علينا وحقنا على
أنفسنا الاقتداء بهم والعمل مثلهم في الحرص على تنفيذ كل ما نحتاج إليه من منجزات
ومشاريع وأن نبدأ أولاً بالكف عن ممارسة ألاعيب الحيلة والاحتيال على المال العام
وثانياً بأن نقوم بتوظيف كل مقدرات وإمكانيات البلاد من أجل خدمة ومصلحة المجتمع كل
المجتمع لا عصبة منه وثالثاً نجتهد في إحلال الكفاءات القيادية ذات الأيادي البيضاء
المشهود لها بالنزاهة والأمانة والكفاءة بدلاً من العناصر الفاسدة والمفسدة التي لا
هم لها سوى افتعال الأزمات وإبرام الصفقات على حساب مصلحة الوطن والمجتمع الذي ذاق
منهم المر وتجرع العلقم وشارف على الهلاك جوعاً وعطشاً.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد