;

إمـــــــــــــــا.. أو.. 857

2010-03-10 04:42:43

د/عبدالعزيز المقالح


إما أن
نعود جميعاً في هذا الوطن الكبير بأبنائه ووحدته إلى الصواب، ونشعر أننا على سفينة
واحدة تبحر بنا نحو شاطئ الأمان، أو نواصل العناد والتمادي في توسيع رقعة الخلاف
إلى درجة اللاعوده، وما ينتج عن المماحكات من استمرار الأزمات ومن خراب لا يُبقي
ولا يذر، ولا تكون عواقبه الوخيمة وقفاً على طرف دون آخر، وإنما على
الجميع.

وإما أن يتبدل الشعار المرفوع من قبل جميع
هذه الأطراف المعنية في الشأن الوطني، وهو شعار "عليّ وعلى أعدائي يا
رب" إلى شعار آخر أكثر وطنية وحرصاً على سلامة الجميع،
أو فلنقرأ الفاتحة
على وطن كان اسمه "اليمن"، ونعترف بأننا عجزنا عن استيعاب متطلبات المرحلة، وما
تقتضيه من تعاون بين كل الفرقاء، وعن مواجهة الفوضى وشعارات العودة إلى أزمنة
التمزق والانقسامات والحروب.
إما أن يصغي الجميع بقلوبهم وضمائرهم إلى صوت العقل
والحكمة والعدل والسلام، ويتم طرح أسباب الاختلاف على الشعب، وعلى طاولة الحوار
الجاد وغير المشروط من أجل يمن حديث ومتقدم ومستقر، أو يواصل الفرقاء المعنيون شحن
الأجواء والتمترس وراء الشعارات، وتوسيع دائرة الرفض والرفض المضاد، ونعلن للشعب
الذي يجترّ مخاوفه وأحزانه في صمت، أننا نسوقه ونسوق أنفسنا معه إلى الهاوية، وهي
هاوية مالها من قرار، ولا حصر لما سوف يترتب على الوقوع فيها من دمار هائل ومهول،
ولن يدخلها الذين ظلموا وحدهم، وإنما سيكون وقودها الأبرياء والظالمين على حدٍ
سواء، والوطن الذي لا عاصم له من التمزق والتردي، وذلك هو الجزاء العادل لمن
يستمرئون تعميق الخلافات، ولا يعملون على تطويقها ومحاصرتها في أضيق الحدود، ووضع
الحلول الإيجابية السريعة التي لا تقبل التسويف والإبطاء.
إما أن نثبت لأبناء
هذا الوطن أننا منهم؛ يؤرقنا ما يؤرقهم ويحزننا ما يحزنهم، أو أن نستمر في مواصلة
الفرجة على معاناة الشعب ومخاوفه المتزايدة من المجهول، وفي إشعال مزيد من الأرق
والقلق للمواطن، الذي أعطانا في يوم من الأيام ثقته ومنحنا إخلاصه.
وإما أن
نتذكر الانتصارات الوطنية وشهداءها الذين يعدون بمئات الآلاف.
ونتذكر معهم
الثورة والجمهورية، والوحدة، وكيف خرج الشعب إلى الشوارع والطرقات والميادين
ليعبِّر عن فرحته وابتهاجه بالنصر على التخلف والتجزئة، والاحتلال، وبقطع دابر
المنازعات الشطرية التي كلفت الكثير من الدم والكثير من الأموال، التي كان الواجب
يقضي بأن تذهب للتنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية، وفي بناء الإنسان وإعداده
للزمن الجديد، أو أن نتذكر المآسي والمذابح التي صنعها الإصرار على فرض وجهة النظر
الواحدة والرأي الواحد، ونخرج إلى الميادين لنلطم الوجوه ونندب حالة الضياع.
إما
أن تصفو النفوس، ويشعر الأخوة "الأعداء" أنهم كانوا أخوة، وأنهم سيظلون بحكم
التاريخ والدين والجغرافيا واللغة أخوة بلا عداوة، أو فعلى البلد الواحد والتاريخ
الواحد والشعب الواحد، والدين الواحد والجغرافيا الواحدة واللغة الواحدة عليها
جميعاً السلام، ولترتفع الرايات الملطخة بالدم، إعلاناً بأن الشر العالق في بعض
النفوس، هو الغالب والمنتصر، وأن الخير لم يعد له مكان في اليمن، هذا البلد الذي
اشتقت الأقدار اسمه من اليُمن والسعادة، وواجب أبنائه أن يعتزوا بهذه التسمية، وأن
يحافظوا عليها ويحاولوا أن يجعلوا منها حقيقة كما كانت في الماضي البعيد، وهذا في
إمكانهم لو تخلصت النخبة السياسية المتصارعة من الأنانية المفرطة ، واكتسبت القدر
الكافي من الولاء للوطن، الذي لا تعني محبته والإخلاص له البحث عن قبض الثمن العاجل
أو الآجل.
أخيراً، إما أن يكون التسامح شعارنا ومبدأنا ومنطلقنا إلى تعامل بعضنا
مع البعض الآخر والحوار المسؤول هدفنا، أو أن نترك الحقد يأخذ مجراه اللعين في
النفوس، وتكون الكارثة التي تجعل الأشقاء يهربون من التعاون معنا قبل الأعداء، وهم
يرددون الآية الكريمة "وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له" صدق الله
العظيم.
راشد محمد ثابت وديوانان من الشعر: تأملات شعرية: أيها القائمون على
الأمر والقاعدون عن الأمر طال زمان الشقاق وسالت دماء الأُخوّة في غير ما هدفٍ أو
مرامْ هل سألتم ضمائركم كيف يختلف الناس في حب أوطانهم كيف أن الإساءة للوطن الأم
أو خدش وحدته وكرامته من حرام الحرامْ؟؟ نقلا عن "الثورة"

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد