;

وقفات مع حسين الحوثي :في ملزمته "دروس من هدي القرآن , سورة المائدة - الدرس الثاني.. « الحلقة الخامسة» 1792

2009-11-21 05:01:13

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


لم أكن أعلم بأهمية ملازم حسين بدر الدين الحوثي
بالنسبة لأنصاره إلا بعد أن نشبت الحرب السادسة وتحدث الكثير من الأسرى الحوثيين في
وسائل الإعلام عن دورها في إقناعهم بالانضمام للتمرد الحوثي !! وكيف أصبحت منهجا
يدرس بدلا من كتب أعلام المذهب الزيدي !! وقبل الحرب السادسة كان في حوزتي القليل
من هذه الملازم وعندما نشبت الحرب السادسة ولجت إلى شبكة
المعلومات ( الإنترنت ) بحثاً عنها فوجدتها قد حجبت فواصلت
البحث حتى حصلت على 35 ملزمة !! فعكفت عليها ثلاثة أشهر كاملة ليلاً ونهاراً !! وها
أنا أشرع في استعراض بعض ما جاء فيها مع الرد المفصل - بقدر الإمكان لضيق الوقت -
وسأبدأ بملزمته "دروس من هدي القرآن، سورة المائدة، الدرس الثاني" وكل النقولات -
سأنقلها حرفياً مع الأخطاء التي فيها - ستكون من هذه الملزمة : آية الولاية الحوثية
من جديد !! من يقرأ ملازم حسين الحوثي يجد حرصه الشديد على التشبث بالموضوعات
وتكبير المكذوبات وتكرارها !! وبما أن الموضوع المكذوب يحتاج إلى لف ودوران وتنميق
وزخرفة بعكس الصحيح الواضح !! فقد عاد حسين الحوثي للعجين من جديد وبكلام طويل
أتركه وأكتفي بما يقوله في ص28 : ( في هذه الآية ألم يعرض لنا القرآن نفسية الإمام
علي عليه السلام في اهتمامه بالأمة في حرصه على الأمة فيهمه أمر فقير لا يراه
والفقير لا يعرف الإمام علي عليه السلام وإنما يسمع صوته فيتصدق بخاتمه وهو أثناء
الركوع ،أليس هذا إنسان رحيم بالأمة ؟.
حريص على الأمة ؟.
يهمه أمر الأمة
؟.
أليست هي مواصفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله عنه ( لقد
جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) وهو الذي
ربى علياً عليه السلام ليكون هكذا تتجسد فيه هذه الأخلاق ،هذه هي المعايير
الإلهية.
) ولما كان الاثنى عشرية والحوثيون قد أكثروا من الحديث حول ما يسمونها
"آية الولاية" وهي الآية 55 في سورة المائدة وهي أقوى أدلتهم على الولاية المزعومة
والتي تعني الإمارة والإمامة وليس الولاية التي هي ضد العداوة - فحب علي رضي الله
عنه لا يختلف فيه اثنان بل حبه إيمان وبغضه علامة النفاق - لذلك أطلنا ونوعنا الرد
عليهم حتى نقمع باطلهم ونكشف للعالم جهلهم وتهافتهم !! تهافت الحوثية والإمامية
سأبين للقارئ الكريم تهافت الحوثية والإمامية في الاستدلال بهذه الآية وأكمل الرد
على بعض ما قالوا - وقد سبق نقله بالحلقات السابقة - فأقول وبالله التوفيق : 1-
حسين الحوثي قلد الاثنى عشرية في الاستدلال بهذه الآية على ولاية علي رضي الله عنه
وهم أجهل الناس بالمنقول والمعقول ودليلنا على ما نقول هو الرجوع إلى القرآن الكريم
ما قبل وما بعد الآية 55 في سورة المائدة حيث نجد خلاف ذلك تماماً يقول تعالى : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) ) إلى قوله تعالى
: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن
يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ
الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ
اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن
قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
(57) ) لذلك أقول لكل مخدوع بالاثنى عشرية : أرأيت كيف خدعك الرافضة الاثنى عشرية
بالاستدلال بهذه الآية ؟ لماذا يقحم علي رضي الله عنه في خضم آيات تتحدث عن اليهود
والنصارى ؟! وهل يعقل أن الله عز وجل يأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيد
البشر بان يبلغ اليهود والنصارى بولاية وإمامة علي رضي الله عنه أم يأمره بأن
يبلغهم برسالة الإسلام ؟ وقراءة ما قبل الآية وما بعدها فيه كفاية لأهل الحق
والهداية ثم أنك لو جمعت الإنس والجن وقرأت عليهم هذه الآيات دون تفسير مختلق أو
تأويل مفترى لما قال عاقل منهم أنها تتحدث عن علي أو عمر أو عثمان أو أي شخص بذاته
من الأنام !! 2- عندما تقولون الأدلة من كتاب الله عز وجل يجب أن يكون الدليل واضحا
وصريحا مثل قوله عز وجل (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ
وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيماً ) الأحزاب40.
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ. . . ) الفتح29.
وقوله عز وجل :
( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ
النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ
إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا
نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ( ص26 ) 3- قولكم "وجميع مفسري السنة " كذب محض وإدعاء
باطل ينطلي على الجهلة والسذج من أتباعكم فقط !! فهذا ابن كثير رحمه الله تعالى
يورد القصة في تفسيره ليبين للجهلة والعوام كذبها وعدم صحتها وهذا الفضل بن الحسن
الطبرسي أحد أكبر المفسرين من الإمامية ينقل أقوالاً مختلفة في سبب نزولها- مما
سنذكره لاحقا - وهذا العلامة الزيدي الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى
يفسر هذه الآية ويذكر في أسباب النزول قصة الخاتم ومع ذلك يرد هذه القصة يقول في
"فتح القدير" 2/51 ( "إنما وليكم الله" لما فرغ سبحانه من بيان من لا تحل موالاته
بين من هو الولي الذي تجب موالاته ومحل ( الذين يقيمون الصلاة ) الرفع على أنه صفة
للذين أمنوا أو بدل منه أو النصب على المدح.
وقوله ( وهم راكعون ) جملة حالية
من فاعل الفعلين الذين قبله.
والمراد بالركوع : الخشوع والخضوع : أي يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم خاشعون خاضعون لا يتكبرون وقيل هو حال من فاعل الزكاة
والمراد بالركوع هو المعنى المذكور : أي يضعون الزكاة في مواضعها غير متكبرين على
الفقراء ولا مترفعين عليهم وقيل المراد بالركوع على المعنى الثاني : ركوع الصلاة
ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال ثم وعد سبحانه من يتولى الله ورسوله
والذين أمنوا بأنهم الغالبون لعدوهم وهو من وضع الظاهر موضع المضمر ووضع حزب الله
موضع ضمير الموالين لله ولرسوله وللمؤمنين ).
5- قبل أن نرجع إلى بعض كتب
التفسير سننقل رواية من الروايات التي أوردها الأنطاكي - لمزيد من التفاصيل راجع
الحلقات السابقة - في كتابه نقلا عن كتب التفسير حتى لا يقولوا نقلنا غير ما يريدون
أو سطرنا غير ما يهرفون فماذا نجد فيها ؟! هل قال أحد من المفسرين الذين ذكروا
القصة إنها دليل على الإمامة والخلافة ؟! وهل استدل بها ولو واحد منهم فقال ما
يقوله رافضة العصر وأسلافهم ؟! استمع معي إلى ما ساقه الأنطاكي في كتابه " لماذا
اخترت مذهب الشيعة " لترى أن القوم في واد الجهل والضلال يهيمون وأنهم في الكذب
والاحتيال منغمسون.
يقول الأنطاكي في ص46 : ( قال السيوطي في الدر المنثور أخرج
الخطيب في المتفق عليه عن ابن عباس قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى
الله عليه وسلم من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فأنزل الله ( إنما وليكم الله
ورسوله. .
الخ ) هذا كلام السيوطي فأين قال السيوطي أن هذه الآية دليل على أنه
الخليفة والإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟! 6- أنها لا توجد في كتب
الحديث عند أهل السنة مثل كتب السنن الأربعة ولا توجد كذلك في صحيح البخاري أو صحيح
مسلم.
7- حتى لو سلمنا أنها موجودة في غالبية كتب التفسير عند أهل السنة فإن
ذلك لا يعني شيء لأن كتب التفسير فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع بل على العكس
من ذلك تماما فالروايات التي توجد في كتب التفسير فقط ولا توجد في كتب الحديث هي
روايات موضوعة مكذوبة باطلة بلا مكابرة.
8- إذا رجعنا إلى كتب التفسير التي
يزعم الإمامية أنها ذكرت نزول هذه الآية في علي رضي الله عنه حين تصدق بخاتمه وهو
راكع لمسكين !! لا نجد أحدا من هؤلاء المفسرين يقول : أن هذه الآية نزلت في علي رضي
الله عنه وأنه بموجبها أصبح الخليفة والإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل
.
فهذا علامة اليمن وأحد أعلام الزيدية الكبار الإمام الشوكاني ينقل الأقوال
المختلفة في أسباب النزول - التفاصيل والتفسير لاحقا - فيقول في "فتح القدير" 2/53
: ( وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن عطية بن سعد.
قال في قوله ( إنما وليكم
الله ورسوله ) إنها نزلت في عبادة بن الصامت. وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن
أبن عباس قال : تصدق علي بخاتم وهو راكع ،فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
للسائل : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ،فأنزل الله فيه ( إنما وليكم
الله ورسوله ).
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وبن جرير وأبو الشيخ وابن مردوية
عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وابن
عساكر عن علي بن أبي طالب نحوه.
وأخرج ابن مردويه عن عمار نحوه أيضا.
وأخرج
الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عنه نحوه ) وهكذا بقية الروايات التي نقلها عن
المفسرين هو وغيره لم يقل أحد منهم أن هذه الآية دليل على الخلافة والإمامة بعد
الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرد على سند القصة إن سند هذه القصة إن وجد فهو
ضعيف وضعيف جداً ويكفي لبيان ضعفه عدم وجود هذه الرواية في كتب الحديث المعتمدة
المشهورة كالسنن الأربع والصحيحين بل ولا في كتاب نهج البلاغة !! وقد تتبع ابن كثير
الأسانيد المختلفة لهذه القصة وقال : ( وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها
وجهالة رجالها ) ( تفسير ابن كثير 2/68 ) وتتبع الدكتور علي السالوس الروايات التي
في تفسير الطبري فقال في كتابه "أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله" ص40-41 : (
وذكر الطبري الروايات التي تؤيد ما ذهب إليه القائلون بأن المعنى به جميع المؤمنين
وفي بعضها تعجب ممن سأل عن المراد بالذين أمنوا لأنه يسأل عن شيء لا يسأل عن مثله
ثم ذكر روايتين : الأولى : عن إسماعيل بن إسرائيل قال : حدثنا أيوب بن سويد قال
حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : "إنما وليكم الله ورسوله" قال : علي بن أبي
طالب.
الثانية : هي حدثني الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا غالب بن
عبيد الله قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله "إنما وليكم الله. . " قال : نزلت في علي
بن أبي طالب ،تصدق وهو راكع.
والرواية الأولى في سندها أيوب بن سويد ،وعتبة بن
أبي حكيم فأما أيوب فقد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما ،وقال البخاري في الكبير
"يتكلمون فيه" وأما عتبة فقد ضعفه ابن معين ،وكان أحمد يوهنه قليلا ،ولكن ذكره ابن
حيان في الثقاب.
فهذه الرواية إذن ضعيفة السند.
والرواية الثانية في سندها
غالب بن عبيد الله وهو منكر الحديث متروك فروايته لا يؤخذ بها ).
أما محدث
العصر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى فقد تناول هذه
الرواية وكشف بطلانها سندا ومتنا وفضح هذا المدعو عبد الحسين شرف الدين وبين تدليسه
وكذبه ومما قال رحمه الله تعالى معلقا على قول عبد الحسين !!! : ( أجمع المفسرون -
كما اعترف به القوشجي وهو من أئمة الأشاعرة - على أن هذه الآية إنما نزلت على علي
حين تصدق راكعاً في الصلاة ،وأخرج النسائي في صحيحه ! نزولها في علي : عن عبد الله
بن سلام ،وأخرج نزولها فيه أيضاً صاحب "الجمع بين الصحابة الستة" في تفسير سورة
المائدة ) فقال الألباني رحمه الله تعالى : ( في هذا الكلام - على صغره - أكاذيب :
أولاً : قوله " أجمع المفسرون. . .
" باطل ،سواء كان القائل من عزا إليه الاعتراف
به أو غيره ! كيف وقد سبق أن الأرجح - من حيث الرواية - نزولها في عبادة بن الصامت
؟! وهناك أقوال أخرى حكاها المحقق الآلوسي ( 2/330 ) راداً بها الإجماع المزعوم
،وكيف يصح ذلك وقد حكى الخلاف فيه إمام المفسرين ابن جرير الطبري ؟!. . . . . .
الخ
ما قال.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه "مقدمة في أصول
التفسير" ص44-45 : ( والموضوعات في كتب التفسير كثيرة : منها. . . . . .
وحديث علي
الطويل في تصدقه بخاتمه في الصلاة فإنه موضوع باتفاق أهل العلم ) التفسير الصحيح
للآيات هذه لمحة لما جاء في كتب التفسير والذي يتناسب مع سياق الآيات ولغة العرب
ومع كل عقل سليم فقد قال الإمام الزيدي محمد بن علي الشوكاني في كتابه "فتح القدير"
عند تفسير هذه الآيات في 2/49-50 : ( قوله "يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا" الظاهر
أنه خطاب للمؤمنين حقيقة ،وقيل المراد بهم المنافقون ،ووصفهم بالإيمان باعتبار ما
كانوا يظهرونه.
وقد يوالون اليهود والنصارى فنهوا عن ذلك.
والأولى أن يكون
خطابا لكل من يتصف بالإيمان أعم من أن يكون ظاهرا وباطناً أو ظاهرا فقط.
فيدخل
المسلم والمنافق ،ويؤيد هذا قوله "فترى الذين في قلوبهم مرض" والاعتبار بعموم اللفظ
،وسيأتي في بيان سبب نزول الآية ما يتضح به المراد.
والمراد من النهي عن اتخاذهم
أولياء أن يعاملوا معاملة الأولياء في المصادقة والمعاشرة والمناصرة.
وقوله
"بعضهم أولياء بعض" تعليل للنهي ،والمعنى : أن بعض اليهود أولياء بعض الآخر
منهم.
وبعض النصارى أولياء البعض الآخر منهم ) ويقول في 2/50 : ( "ومن يتولهم
منكم فإنه منهم" أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم وهو وعيد شديد فإن المعصية الموجبة
للكفر هي التي قد بلغت إلى غاية ليس وراءها غاية ) ويقول في 2/51 : ( "إنما وليكم
الله" لما فرغ سبحانه من بيان من لا تحل موالاته بين من هو الولي الذي تجب موالاته
ومحل "الذين يقيمون الصلاة" الرفع على أنه صفة للذين أمنوا أو بدل منه أو النصب على
المدح.
وقوله "وهم راكعون" جملة حالية من فاعل الفعلين الذين قبله.
والمراد
بالركوع : الخشوع والخضوع : أي يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم خاشعون خاضعون لا
يتكبرون وقيل هو حال من فاعل الزكاة والمراد بالركوع هو المعنى المذكور : أي يضعون
الزكاة في مواضعها غير متكبرين على الفقراء ولا مترفعين عليهم وقيل المراد بالركوع
على المعنى الثاني : ركوع الصلاة ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة في تلك الحال ثم وعد
سبحانه من يتولى الله ورسوله والذين أمنوا بأنهم الغالبون لعدوهم وهو من وضع الظاهر
موضع المضمر ووضع حزب الله موضع ضمير الموالين لله ولرسوله وللمؤمنين ).
سبب
النزول المفسرون يذكرون أسباب النزول المختلفة وفيها الصحيح والضعيف والموضوع
والقارئ يعرف من السياق السبب الحقيقي للنزول مع قاعدة هامة وهي أن العبرة بعموم
اللفظ لا بخصوص السبب وإليك ما قاله الشوكاني في "فتح القدير" 2/ 52 ( وقد أخرج ابن
إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في
الدلائل وابن عساكر عن عبادة بن الوليد بن عبادة الصامت قال : لما حاربت بني قينقاع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول وقام دونهم
،ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتبرأ إلى الله وإلى
رسوله من حلفهم ،وكان أحد بني عوف بن الخزرج ،وله من حلفهم مثل الذي كان لهم من عبد
الله بن أبي بن سلول ،فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : أتبرأ
إلى الله وإلى رسوله من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.
وفيه وفي عبد الله بن أبي
نزلت الآيات في المائدة ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء )
إلى قوله ( فإن حزب الله هم الغالبون ). وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس قال : أسلم
عبد الله بن أبي بن سلول ،ثم قال : إن بيني وبين قريظة والنظير حلفا وأني أخاف
الدوائر ،فارتد كافرا.
وقال عبادة بن الصامت : أتبرأ إلى الله من حلف قريظة
والنظير وأتولى الله ورسوله ،فنزلت. . . . .
الخ ) أقول : الراجح والصحيح الذي يتفق
مع سياق الآيات هي نزولها في عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي خلع حلف اليهود
ورأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول الذي أصر على محالفة وموالاة اليهود فنزلت
الآيات لتحذر من موالاة أهل الكتاب وتأمر بموالاة الله ورسوله والذين آمنوا وهذا ما
لا يحتاج إلى شرح طويل إلا للمغفلين !! في كتب التفسير الإمامية حتى تعرف مقدار
أكاذيب هؤلاء القوم واستحلالهم للكذب الصراح أعيد نقل بعض ما قالوه - راجع الحلقات
السابقة - فقد قال عبد الحسين !!!! شرف الدين في كتابه المكذوب "المراجعات" ص156: (
. . . . . . .
حيث لا ريب في نزولها في علي حين تصدق راكعاً في الصلاة بخاتمه )
!!.
ويقول في ص157 : ( على أن نزولها في علي مما أجمع المفسرون عليه وقد نقل
إجماعهم هذا غير واحد من أعلام أهل السنة كالإمام القوشجي في مبحث الإمامة من شرح
التجريد ) !! وأما من يسمونه بسلطان الواعظين !!! محمد الموسوي الشيرازي فيقول في
كتابه "ليالي بيشاور" ص471 تحت عنوان آية الولاية ونزولها في الإمام علي عليه
السلام : ( واتفق المفسرون والمحدثون من الفريقين - شيعة وسنة - أنها نزلت في حق
علي عليه السلام وحده ) !! أقول : قبح الله الكذب وأهله فها هو الشيخ / أبو علي
الفضل ابن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الإمامية في القرن السادس مؤلف كتاب "مجمع
البيان في تفسير القرآن" يقول في 3/258 ( "النزول" اِختلف في سبب نزوله وإن كان
حكمه عاماً لجميع المؤمنين فقال عطية بن سعد العوفي والزهري لما أنهزم أهل بدر قال
المسلمون لأوليائهم من اليهود آمنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر فقال مالك
بن ضيف أغركم أن أصبتم رهطاً من قريش لا علم لهم بالقتال أما لو أمرونا العزيمة أن
نستجمع عليكم لم يكن لكم يدان بقتالنا فجاء عبادة بن الصامت الخزرجي إلى الرسول (
صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله إن لي أولياء من اليهود كثيراً عددهم قوية
أنفسهم شديدة شوكتهم وأني أبرأ إلى الله ورسوله من ولياتهم ولا مولى لي إلا الله
ورسوله فقال عبد الله بن أبي لكني لا أبرأ من ولاية اليهود لأني أخاف الدوائر ولا
بد لي منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا الحباب ما نفست به من ولاية
اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه قال إذاً أقبل وأنزل الله الآية وقال السدي
لما كانت وقعت أحد أشتدت على طائفة من الناس فقال رجل من المسلمين أنا ألحق بفلان
اليهودي وآخذ منه أماناً وقال آخر أنا ألحق بفلان النصراني ببعض أرض الشام فآخذ منه
أمانا فنزلت الآية وقال عكرمة نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر حين قال لبني قريظة
إذا رضوا بحكم سعد أنه الذبح. ) حتى آية الولاية يقول فيها في 2/263 : ( أنها نزلت
في علي حين تصدق بخاتمه وهو راكع ) ويقول : ( نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه لما
أسلموا فقطعت اليهود موالاتهم فنزلت الآية ) فأين الإجماع المزعوم أيها الكذبة ؟!
والقصة باطلة والحديث موضوع لا وجود له في كتب السنن ولا في البخاري أو مسلم ولا في
مسند زيد أو في نهج البلاغة ولهفي على عقولكم التي أغرمت بالموضوعات وتشبثت
بالخرافات لتفريق صف الأمة وزرع الشقاق في كل مكان.
ملاحظة هامة المفسرون
الذين قالوا إنها نزلت في عبادة بن الصامت رضي الله عنه وهو الصحيح كما سبق لم
يقولوا إنه أصبح إماماً وخليفة على المسلمين بسبب نزول الآية فيه وكذلك الذين قالوا
إنها نزلت في عبد الله بن سلام رضي الله عنه لم يقولوا إنها آية الولاية أو أنه
أصبح إماماً وخليفة !! وحتى الذين قالوا إنها نزلت في علي رضي الله عنه لم يقولوا
إنها آية الولاية أو انه أصبح إماماً وخليفة بموجبها !! وارجع إلى كتب التفسير
لتتأكد من أكاذيب الرافضة الذين هم أكذب وأجهل البرية بلا مرية أو فرية !! فهم بعد
ذكر سبب النزول يضيفون من كيسهم وأكاذيبهم ( وهذا دليل على خلافة وإمامة علي رضي
الله عنه ) !!!!! لولا ولولا. . . .
!! لولا أني قرأت في ملازم حسين الحوثي ما
يشيب له الولدان لواصلت الرد على هذا البهتان !! ناسفاً كل ما قالوا بالحجة
والبرهان وليس بالأكاذيب التي لا تنطلي حتى على الصبيان !! لذلك سيكون موعدنا السبت
القادم إن شاء الله تعالى مع موضوع بل كارثة وطامة كبرى من طوام حسين بدر الدين
الحوثي والله الموفق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد