;

قبل أن يتوحشوا 786

2009-11-21 05:01:11

كروان
الشرجبي


قرأت عن رجل إنجليزي لديه كلبين "فاتي ورامون"
وكان كل صباح يخرج هذا الرجل مع كلبيه وهو يرتدي الشورت والحذاء الرياضي ويلعب
معهما في حديقة المنزل، وأحياناً يذهب بهما بعيداً عن الشارع الرئيسي وكان هذا
الرجل فخوراً بكلبيه الصغيرين ويعاملهما كما يعامل الوالد أبنائه وقد صرح أنه يحب
الكلب "رامون" لأنه يقظ نشيط وهو أكثر حيوية من أخيه "فاتي" الذي يشفق عليه لأنه
خمول يحب النوم كثيراً إلا أنه عودهما على النشاط والحركة.

وأشار أيضاً إلى أن هذين الكلبين يحتاجان إلى
الترييض يومياً وإلا "إستشرسا" وأصبحا متوحشين وأضاف أن تربية الكلاب أشبه بتربية
طفل صغير فهذا الطفل دائم اللهو مع أبيه وهكذا هو الحال بالنسبة للكلاب.
ناقشت
هذا الموضوع مع بعض الصديقات فقالت إحداهن إنها لاحظت بأن ولدها دائماً ما يشكوا
منه المعلمون في المدرسة لأنه يضرب الأولاد، وأوضحت لها إدارة المدرسة بأن ولدها
أصبح عدوانياً فقررت أن تنقل خبر هذا الرجل الانجليزي إلى زوجها حتى يعطي لطفله
اهتماماً أكبر وقد شجعناها على ذلك.
ومرت عدة أيام واتصلت بها لا أعرف ما إذا
كانت قد نفذت ما قررته أم لا، فإذا بها تشكي وتبكي أخبرتني بأن ابنها أقدم على ضرب
فتاة صغيرة، حضرت مع والدتها لزيارتهم وعلى إثر هذه الحادثة تحدثت مع زوجها وأخبرته
بأن طفلهم الوحيد والصغير قد تحول إلى مشكله تربوية خطيرة يجب الوقوف أمامها بجدية
قبل أن تستفحل وأخبرته أن الأبوة لا تعني أن توفر له الطعام والشراب والتعليم ،
وأوضحت له بأن عليه أن يكون أباً ويخصص له وقتاً أكبر من يومه بحيث يتحدث إليه
ويلهو معه لأن ولدنا قد أصبح كائناً شرساً لديه طاقة داخلية هائلة لكنها حبيسة في
جسده وضمن غرف المنزل فهو لا يستطيع مغادرة المنزل لأنه لا يسمح له بذلك، فلذلك لا
يستطيع أن يفرغ هذه الطاقة من خلال اللهو الصحي واللعب والانطلاق خارج المنزل،
وذكرت له علاقة الرجل الانجليزي بكلبيه، وسألتها بعد ذلك كله "ماذا كان رد زوجك؟!"
أجابتني قائلة: بأنه سخر منها وقال لها ما ينقصنا إلا هذا الانجليزي المخرف عشان
يعلمنا كيف نربي أولادنا!!.
وأضاف قائلاً: لقد نشأت في أسرة عدد أفرادها كثير
ولا أذكر أني تحدث مرة مع والدي أو مازحته، فما بالك باللهو معه! لقد عاش ومات
"رحمه الله" دون أن يعرف في أي مدرسة درست وبأي جامعة ألتحقت وأي حياة عشت، ومثلما
عشت أنا سوف يعيش ولدنا الصغير، وأنهى المناقشة هنا، سألتها هل تعتقدي بأن هناك
آباء مثل هذه النوعية؟! قالت: إن زوجها صادق فيما قاله وعليها أن تتحمل وتحاول هي
قدر الإمكان أن تخرج ولدها للهو واللعب حتى لا يصبح عدوانياً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد