يزداد من
عام إلى عام احتمال أن يتسبب الفيضان المالي الهائج في اندلاع موجات من أزمات ذات
أبعاد عالمية لا يمكن السيطرة عليها من خلال قوى نظام السوق فقط ولكن ومن ناحية
أخرى من الممكن ألا يستمر الأمر طويلاً حتى لا نجد مناداة الدولة بالتدخل الأذن
الصاغية فأممية رأس المال الكبير تقوض بلا كلل ما هي بأمس الحاجة إليه عند اندلاع
الأزمات: أنها تقوض إمكانات وقدرات الدول الوطنية على التحرك وكذلك إمكانات وقدرات مؤسساتها الدولية وفي الواقع
ليس هذا من عمل قطاع المال فقط إذ يشاركه في تفويض هذه الإمكانات والقدرات المجموعة
الثانية من أولئك الذين نصبوا أنفسهم حديثاً موجهين للعالم في خضم العولمة: إنهم
قادة الشركات الأممية بمختلف أنواعها فهم حققوا إثر التحولات الكبيرة التي عصفت
بالعالم في عام 1989 انتصاراً غير العالم تغييراً لم تحققه أي إمبراطورية أو حركة
سياسية في السابق من حيث السرعة والجذرية ولكن ومع هذه ينطوي هذا الانتصار على مذاق
مر ولن تدوم مشاعر الانتصار طويلاً.
الأزمة اللامحدودة في سوق العمل في مدينة
دير بورن في ولاية ميتشجان الأمريكية يعمل من خلف عدد لا يحصى من شاشات الكمبيوتر
أثمن المهندسين لدى مؤسسة "فورد" هذه المؤسسة التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة
منتجي التعايش المنسجم بين الإنسان والآلة فها هو أحد مصممي هياكل السيارات يمر
بقلمه المربوط بالكمبيوتر على لوحة الرسم الإلكترومغناطيسية المنصوبة على مكتبه
وبخط سريع هنا وخط سريع هناك سرعان ما تظهر على شاشة ملامح تلك العربة التي ربما
ستكون في القريب موديل فورد الجديد الذي سيستقطب في صالات الغرض أنظار الزبائن
وعلى نحو مفاجئ يتعالى من مذياع لا يراه المرء إلا بصعوبة ينتصب إلى جانب الشاشة
صوت يقول: إن هذا نال إعجابي كثيراً".
ويمضي هذا الشخص المجهول يعلق على المخطط
قائلاً: ولكن أليس من الأفضل أن تغير المخطط على هذا النحو؟، وكما لو أن العمل يتم
من خلال يد شبح يتغير مخطط العربة على شاشة الكمبيوتر فتصبح العربة متكورة إلى حد
ما وتغدو في جوانبها أكثر حزوزاً ويقسم المشارك في الرسم في مدينة كولون مركز مؤسسة
فورد الرئيس في أوروبا وفي سياق جهودهم للمواءمة بين الأفكار والتصورات الأوروبية
والأمريكية واليابانية أيضاً يعمل المصممون في ألمانيا وفي Dearborn في بعض الأحيان
في آن واحد وفي أحيان أخرى بالتناوب أي حسب مقتضيات ورديات العمل ومن متناول أيديهم
هناك أجهزة كمبيوتر من صنع Graphics Silicon في كل مكان كما تشكل خمسة مراكز بحثية
منتشرة في قارات العالم أستوديو واحد شاملاً مختصاً بتصميم السيارات وبالقيام بفحوص
حاذقة ورائعة لما ستتركه الاصطدامات من آثار في العربة وباحتساب آثار الرياح في
توازيها وخلافاً لما كان سائداً لم تعد هذه الفحوص والأبحاث تميز بين الموديلات
المختلف حسب بلد الإنتاج بل صارت سارية المفعولة للموديل المصنع في كل مواقع
الإنتاج المختلفة.
ويشكل التصميم بواسطة الفيديو واستخدام الربط الالكتروني
المتخطي للمحيطات الأخرى التي كانت مؤسسة فورد قد طبقتها في السابق في سياق جهودها
لإعادة هيكلة المؤسسة فمنذ مطلع 1995 لم تعد كل شركة إقليمية تابعة تطور بنفسها
الموديلات التي تنتجها كما لم تعد هناك حاجة إلى أن يكون ثمة فريق عمل يصنع التصميم
وفريق عمل ثان يطوره وفريق عمل ثالث يقوم بالمواءمة بدلاً من هذا أتخذ رئيس مؤسسة
فورد ألكس تروتمان قراراً بدمج الشركات القديمة التابعة للمؤسسة إلى وحدتين كبيرتين
تشيعان حاجة الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وفي آسيا وأمريكا
اللاتينية أيضاً وبالتالي فما كان يبدو حتى زمن قريب بطيئاً معقداً أعني استخدام
التقنية الحديثة للمعلومات قد فتح البال على مصراعيه لأن تتحد وتتكامل أجزاء
المؤسسة عالمية الطابع وسواء تعلق الأمر بالتطور أو بالمشتريات أو بالتسويق استطاعت
مؤسسة فورد أن تحقق عبر وسائل الربط الإلكتروني الحديثة المثال على المستوى
العالمي وصار بوسعها تفادي الازدواجية في العمل حتى في أبعد فروعها وتتمثل حصيلة كل
هذه الجهود ب" السيارات المعولمة" التي وضعت مؤسسة فورد من خلالها معياراً عالمياً
يؤشر إلى الطريقة التي يروض بها إنتاج السيارات ليصل إلى أعلى جدارة ممكنة التحقيق
فالتغييرات تقصد تكاليف تصل إلى المليارات وتؤدي إلى احتمال أن تفقد آلاف كثيرة من
الإداريين والمهندسين والباعة ذوي الكفاءة والرواتب العالية فرص عملهم عمل إذا كان
المصممون لدى فورد قد احتاجوا إلى شهرين وإلى عشرين حلقة عمل دولية حتى ينتهوا من
تصميم الموديل المسمى مونديو هذا الموديل الذي كان قد بيع في كل أرجاء المعمورة فإن
خمسة عشر يوم عمل وثلاثة اجتماعات تداول كانت كافية لكي يعطي مجلس الإدارة الضوء
الأخضر للبدء بإنتاج الموديل الجديد المسمى تورو الأمر الذي يعني ارتفاعاً في
الجدارة قد زاد على المائة بالمائة.
إن ما وصفته المجلة الاقتصادية The
Economict ب"الثورة لدى فورد"، لم يتحقق بسبب ضغوط أفرزتها مشكلة مالية معينة
فالمؤسسة كانت قد جنت في عام 1994 أرباحاً تجاوزت ستة مليارات دولار، إن Trottman
وفريقه الإداري من قيادة المؤسسة حققوا فقط ما أتاحه لهم استخدام أحداث تكنولوجيا
في شبكة الربط الشمولية ولاشك في أن الجميع سيقتفون خطى هذا التطور وليس قطاع
السيارات فقط.
فبالنسبة لكل قطاع وكل مهنة هناك ثورة جذرية في عالم العمل ثورة
لن يسلم منها أحد إلا بصعوبة ولقد ضاعت سدى كل الجهود التي بذلها السياسيون
والاقتصاديون للعثور على بدائل لفرص العمل الضائعة في مؤسسة بناء السفن "فولكان"
ومصانع إنتاج الطائرات "آسا" أو في مصانع فولكس فاجن لإنتاج السيارات كما أنتشر
الخوف من ضياع فرصة العمل بين العاملين في المكاتب أيضاً وراح يلقي بظلاله حتى على
تلك القطاعات الاقتصادية التي كانت إلى حين من الزمن في منأى من مغبته، وأضحت
الأعمال التي كان المرء يرى فيها مهنة سيستمر العمر كله في تأديتها فرصاً
مؤقتة.
عام إلى عام احتمال أن يتسبب الفيضان المالي الهائج في اندلاع موجات من أزمات ذات
أبعاد عالمية لا يمكن السيطرة عليها من خلال قوى نظام السوق فقط ولكن ومن ناحية
أخرى من الممكن ألا يستمر الأمر طويلاً حتى لا نجد مناداة الدولة بالتدخل الأذن
الصاغية فأممية رأس المال الكبير تقوض بلا كلل ما هي بأمس الحاجة إليه عند اندلاع
الأزمات: أنها تقوض إمكانات وقدرات الدول الوطنية على التحرك وكذلك إمكانات وقدرات مؤسساتها الدولية وفي الواقع
ليس هذا من عمل قطاع المال فقط إذ يشاركه في تفويض هذه الإمكانات والقدرات المجموعة
الثانية من أولئك الذين نصبوا أنفسهم حديثاً موجهين للعالم في خضم العولمة: إنهم
قادة الشركات الأممية بمختلف أنواعها فهم حققوا إثر التحولات الكبيرة التي عصفت
بالعالم في عام 1989 انتصاراً غير العالم تغييراً لم تحققه أي إمبراطورية أو حركة
سياسية في السابق من حيث السرعة والجذرية ولكن ومع هذه ينطوي هذا الانتصار على مذاق
مر ولن تدوم مشاعر الانتصار طويلاً.
الأزمة اللامحدودة في سوق العمل في مدينة
دير بورن في ولاية ميتشجان الأمريكية يعمل من خلف عدد لا يحصى من شاشات الكمبيوتر
أثمن المهندسين لدى مؤسسة "فورد" هذه المؤسسة التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة
منتجي التعايش المنسجم بين الإنسان والآلة فها هو أحد مصممي هياكل السيارات يمر
بقلمه المربوط بالكمبيوتر على لوحة الرسم الإلكترومغناطيسية المنصوبة على مكتبه
وبخط سريع هنا وخط سريع هناك سرعان ما تظهر على شاشة ملامح تلك العربة التي ربما
ستكون في القريب موديل فورد الجديد الذي سيستقطب في صالات الغرض أنظار الزبائن
وعلى نحو مفاجئ يتعالى من مذياع لا يراه المرء إلا بصعوبة ينتصب إلى جانب الشاشة
صوت يقول: إن هذا نال إعجابي كثيراً".
ويمضي هذا الشخص المجهول يعلق على المخطط
قائلاً: ولكن أليس من الأفضل أن تغير المخطط على هذا النحو؟، وكما لو أن العمل يتم
من خلال يد شبح يتغير مخطط العربة على شاشة الكمبيوتر فتصبح العربة متكورة إلى حد
ما وتغدو في جوانبها أكثر حزوزاً ويقسم المشارك في الرسم في مدينة كولون مركز مؤسسة
فورد الرئيس في أوروبا وفي سياق جهودهم للمواءمة بين الأفكار والتصورات الأوروبية
والأمريكية واليابانية أيضاً يعمل المصممون في ألمانيا وفي Dearborn في بعض الأحيان
في آن واحد وفي أحيان أخرى بالتناوب أي حسب مقتضيات ورديات العمل ومن متناول أيديهم
هناك أجهزة كمبيوتر من صنع Graphics Silicon في كل مكان كما تشكل خمسة مراكز بحثية
منتشرة في قارات العالم أستوديو واحد شاملاً مختصاً بتصميم السيارات وبالقيام بفحوص
حاذقة ورائعة لما ستتركه الاصطدامات من آثار في العربة وباحتساب آثار الرياح في
توازيها وخلافاً لما كان سائداً لم تعد هذه الفحوص والأبحاث تميز بين الموديلات
المختلف حسب بلد الإنتاج بل صارت سارية المفعولة للموديل المصنع في كل مواقع
الإنتاج المختلفة.
ويشكل التصميم بواسطة الفيديو واستخدام الربط الالكتروني
المتخطي للمحيطات الأخرى التي كانت مؤسسة فورد قد طبقتها في السابق في سياق جهودها
لإعادة هيكلة المؤسسة فمنذ مطلع 1995 لم تعد كل شركة إقليمية تابعة تطور بنفسها
الموديلات التي تنتجها كما لم تعد هناك حاجة إلى أن يكون ثمة فريق عمل يصنع التصميم
وفريق عمل ثان يطوره وفريق عمل ثالث يقوم بالمواءمة بدلاً من هذا أتخذ رئيس مؤسسة
فورد ألكس تروتمان قراراً بدمج الشركات القديمة التابعة للمؤسسة إلى وحدتين كبيرتين
تشيعان حاجة الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وفي آسيا وأمريكا
اللاتينية أيضاً وبالتالي فما كان يبدو حتى زمن قريب بطيئاً معقداً أعني استخدام
التقنية الحديثة للمعلومات قد فتح البال على مصراعيه لأن تتحد وتتكامل أجزاء
المؤسسة عالمية الطابع وسواء تعلق الأمر بالتطور أو بالمشتريات أو بالتسويق استطاعت
مؤسسة فورد أن تحقق عبر وسائل الربط الإلكتروني الحديثة المثال على المستوى
العالمي وصار بوسعها تفادي الازدواجية في العمل حتى في أبعد فروعها وتتمثل حصيلة كل
هذه الجهود ب" السيارات المعولمة" التي وضعت مؤسسة فورد من خلالها معياراً عالمياً
يؤشر إلى الطريقة التي يروض بها إنتاج السيارات ليصل إلى أعلى جدارة ممكنة التحقيق
فالتغييرات تقصد تكاليف تصل إلى المليارات وتؤدي إلى احتمال أن تفقد آلاف كثيرة من
الإداريين والمهندسين والباعة ذوي الكفاءة والرواتب العالية فرص عملهم عمل إذا كان
المصممون لدى فورد قد احتاجوا إلى شهرين وإلى عشرين حلقة عمل دولية حتى ينتهوا من
تصميم الموديل المسمى مونديو هذا الموديل الذي كان قد بيع في كل أرجاء المعمورة فإن
خمسة عشر يوم عمل وثلاثة اجتماعات تداول كانت كافية لكي يعطي مجلس الإدارة الضوء
الأخضر للبدء بإنتاج الموديل الجديد المسمى تورو الأمر الذي يعني ارتفاعاً في
الجدارة قد زاد على المائة بالمائة.
إن ما وصفته المجلة الاقتصادية The
Economict ب"الثورة لدى فورد"، لم يتحقق بسبب ضغوط أفرزتها مشكلة مالية معينة
فالمؤسسة كانت قد جنت في عام 1994 أرباحاً تجاوزت ستة مليارات دولار، إن Trottman
وفريقه الإداري من قيادة المؤسسة حققوا فقط ما أتاحه لهم استخدام أحداث تكنولوجيا
في شبكة الربط الشمولية ولاشك في أن الجميع سيقتفون خطى هذا التطور وليس قطاع
السيارات فقط.
فبالنسبة لكل قطاع وكل مهنة هناك ثورة جذرية في عالم العمل ثورة
لن يسلم منها أحد إلا بصعوبة ولقد ضاعت سدى كل الجهود التي بذلها السياسيون
والاقتصاديون للعثور على بدائل لفرص العمل الضائعة في مؤسسة بناء السفن "فولكان"
ومصانع إنتاج الطائرات "آسا" أو في مصانع فولكس فاجن لإنتاج السيارات كما أنتشر
الخوف من ضياع فرصة العمل بين العاملين في المكاتب أيضاً وراح يلقي بظلاله حتى على
تلك القطاعات الاقتصادية التي كانت إلى حين من الزمن في منأى من مغبته، وأضحت
الأعمال التي كان المرء يرى فيها مهنة سيستمر العمر كله في تأديتها فرصاً
مؤقتة.