;

إلى الشعب الذي تناسى تاريخه فأضاع حاضره ومستقبله؟؟ 959

2009-11-19 10:45:17

محمد راوح
الشيباني


ما ضر كثيرا من خطباء المساجد وفقهاء الكتاتيب لو
تخلوا قليلا عن نواقض الوضوء وغسل الميت وصلاة الجنازة وتحدثوا في خطبهم ووعظهم
للناس عن الكرامة والحرية وحب الوطن والذود عن حياضه من أطماع الأئمة وعبده الطاغوت
في فارس ..
أليس حب الوطن من الإيمان ؟؟ إن لم يكن
هو الإيمان ذاته بعد الله ..
إن الحياة أولى من الموت
ولولا الحياة أولا لما كانت هناك آخرة أساسا ..
فماذا لو توقف هؤلاء قليلا عما
ذكرت ووعضوا الناس عن الاستشهاد في سبيل الحرية والعزة والشموخ لكل الوطن وبالتالي
الجنة إن شاء الله ..
نريد فقهاء وعلماء ورؤساء أحزاب وحزبيين في التاريخ
والتربية الوطنية أولا ..
فقهاء قرأو ما حدث في الأمس البعيد والقريب لينقلوا
للأجيال كيف كانت الحياة في عهد بغاة الأئمة وكلهم بغاة وغاصبين بدون استثناء ،
الذين قدموا إلينا من خلف الحدود واستعبدوا ( شعب أبي مارد شرس ) كما وصفهم أبو
الأحرار الشهيد/ الزبيري يرحمه الله ..
نريد خطباء مساجد ورؤساء أحزاب سياسية
ومنظمات مدنية وجمعيات خيرية يفقهون تاريخ شعبهم العظيم أولا منذ معين وسبأ وحمير
مرورا بفجر الإسلام والخلافة الراشدة والفتوحات الإسلامية العظيمة وبطولات اليمنيين
فيها ومآثرهم ..
نريد خطباء يعرّفون المصلين من جيل الشباب اليوم ، بتاريخ
أجدادهم العظام في مقارعة الظلم والطغيان الذي أسسه وأرسى مداميكه الأئمة البغاة
وعاثوا بهذا الشعب فسادا في تاريخه وأرضه وعرضه لم يحدث في أي دولة من العالم
..
لقد قبروا هذا الشعب حيا وأهانوا كرامته وطمسوا تاريخه وجعلوه ذليلا حقيرا
أمام نفسه أولاء قبل أي شيء آخر وبقوا هم الأسياد والسادة وأهل اليمن جميعا العبيد
والخدم..
نريد استنفاراً شاملا ونفيرا مدويا لهذا الشعب يذكره بماضيه المضيء في
السيادة على أرضه والحرية في وطنه عندما أشاد السدود وتبادل التجارة والصناعة مع
العالم الخارجي كفاعل ومؤثر لا متأثراً ومدعوساً ومفعولا به كحاله اليوم .
فمن
غير المعقول انه قبل ثلاثة ألاف سنة استطاع بناء السد العظيم بنفسه وخبراته ثم بعد
تلك الفترة من الحضارة يستقدم شركة تركية لتعيد له بناء ما بناه الأجداد بخبرتهم في
غابر الزمن !! هذا الشعب إذا وجد القيادة الوطنية الواعية والقادرة التي تستطيع أن
تفجر فيه طاقاته المكنونة فانه قادر على الإبداع والعطاء والتفوق بشكل لا يصدق
..
وما أبنائنا وإخواننا اليمنيون المتفوقون في مهجرهم في شتى مجالات العلوم
والفنون إلا دليل ناصعا على عظمة أرومة هذا الشعب الكريم .
نريد أن تتضافر
الجهود وتتكامل من الفقيه في الكتاتيب إلى الدكتور في الجامعة لصنع اليمن
الجديد..
يمن الوحدة والعزة والكرامة والعلوم والاعتماد على الذات والقدرات
الوطنية وحسب لا يمن الاستجداء والتسول والمعونات والمساعدات والعيش بانتظار ما
سيجود به علينا الآخرين ..
إن التآمر على قسم التاريخ وإلغائه وإهانة متخرجيه
بعدم استيعابهم وتوظيفهم هو الجزء الأهم في سلسلة التآمر على هذا الشعب من قبل
أعدائه الذين يعيشون بين ظهرانينا اليوم من بقايا الأئمة البغاة وأحفادهم في كافة
المرافق الحكومية والإدارية العسكرية منها والمدنية..
فالتاريخ هو أرشيف الشعوب
للأجيال القادمة بها تعرف ماضيها وأعدائها لتطور حاضرها وتصنع مستقبلها ، لذلك
قالوا من لا تاريخ له فلا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له ، وهناك حالات شاذة
ظهرت فيها دول صارت في مراتب متقدمة تكنولوجيا وهي ليس لها أي تاريخ في الماضي ،
والجواب إن تلك الدول التي ظهرت بذلك الشكل هي مجرد فاترينات عرض لنظريات غربية
أمام دول الكتلة الشرقية سابقا ..
وبسبب موقعها الجغرافي المتقدم تم صناعتها
وجعلها بذلك الرقي التكنولوجي والبهرجة المدنية إغراء للشعوب في الجهة المقابلة
للالتحاق بمعسكرها .
ومثال ذلك الكوريتين ..
وكيف صنع الغرب كورية الجنوبية
لتكون فاترينة عرض متقدمة أمام شقيقتها الشيوعية البائسة..
وانظروا إلى (جنوب
إفريقيا) التي صنعها المستعمر كانت متقدمة صناعيا وكيف أصبحت الآن بعد أن انسحبت
رؤوس الأموال منها وأعيدت لأهلها الذين بدون تاريخ حضاري ولا يحزنون ..
وربما
قال آخر هناك أمريكا ليس لها تاريخ ومع ذلك تسيدت العالم اليوم والجواب إن من بنا
أمريكا هم المهاجرون الأوربيون بخلفياتهم الحضارية الرومانية ولم تولد بالصدفة ثم
هي قامت بإمكانات قارة وليس مجرد دولة وبخبرات مهاجرين جاؤوا إليها من مختلف بلدان
العالم مؤهلين سلفا من بلدانهم الأوربية ..
لكن النموذجين الصيني والهندي هما
الأبرز والأقرب للتدليل على فعل واثر التاريخ في الشعوب ..حيث استنهض الزعيمان
العظيمان غاندي ونهروا تاريخ شعبهما العظيم وبما كان عليه أجدادهم فشحذوا الهمم
وشمرت السواعد وهاهي اليوم الهند تخترق الفضاء ..
وقبلها الصين بزعيمها الوطني (
ماو تسي تونج ) الذي استنهض شعبه بالثورة الثقافية والمسيرة العظيمة فاستدعى
التاريخ وعرضه أمامهم وها هي اليوم الصين ثالث دولة تستعمر الفضاء.
وتصوروا انه
كان في مدينة ( شنغهاي ) وحدها وكان يطلق عليها مدينة الأفيون والدعارة أكثر من
أربعين مليون (مومس) ثم هي اليوم المدينة الصناعية والتجارية الأولى في الصين التي
أغرقت العالم بمنتجاتها ..
وهناك ايطاليا ذات العراقة التاريخية الرومانية تحاول
جاهدة اللحاق بركب الدول المتقدمة ومؤخرا تركيا وإيران جميعهن كان لاستدعاء التاريخ
دور واثر بجانب الأخذ بزمام العلم والمعرفة من قبل علمائها ومفكريها وعظمائها
فتفاعلت وتكاملت العوامل التاريخية في النفوس مع المدني والعلمي في الحاضر المعاش
فكان استيقاظ الشعوب من غفوتها والنهوض من كبوتها وعثرتها ..
لكن الاتكاء على
التاريخ وحده دون الأخذ بأسباب الحاضر وجعل العلم والعلم وحده هو الوسيلة والغاية
في ذات الوقت لن يعطي أي نتائج ايجابية فدور التاريخ هنا أشبه بالمعادل الموضوعي في
المعادلة وليس جوهر وأساس المعادلة كلها ، تماما كطالب ذكي ومتفوق منذ المرحلة
الابتدائية وهو يحصد المركز الأول وفي السنة الأخيرة من الثانوية التي ستحدد اتجاهه
نحو المستقبل تعرض لظروف قاهرة ومواقف خاذلة وصعوبات لم يقو على حملها فسقط ورسب في
الامتحان فصارت عقدة له في مواصلة الدراسة والتحصيل العلمي بعد ذلك فانكفأ على نفسه
محبطا ويائسا بسبب تلك الظروف الطارئة التي أدت به إلى الفشل ولم يكن الفشل هو
القاعدة الثابتة في حياته لذلك فهو يحتاج إلى من يقف بجانبه ويشحذ همته ويذكره
بنجاحاته وبماضيه المشرق ويقف إلى جانبه معنويا ليستعيد نشاطه وهمته ويجتاز
الامتحان النهائي بنفس الوتيرة التي كان عليها طوال سنيين دراسته الماضية.
هذا
الشعب اليوم محبط وفاقد البوصلة والقائد الفذ الذي يفجر طاقاته الخيرة الكامنة فيه
بديلا عن تفجير طاقات الشر والتخريب والعبث والاقتتال التي نشاهدها اليوم ..
هذا
الشعب صنع كثيرا من المعجزات الاقتصادية في منتصف السبعينيات عندما وجد قائدا فذا
استنهض همته وحدد له طريقه طريق العلم والنظام والقانون وفرض هيبة الدولة وسيادتها
ورد الاعتبار للذات اليمنية في الداخل قبل الخارج ..
لأن الخارج انعكاس طبيعي
للداخل ، فكانت المعجزة التي عشناها جميعا خيرا ورفاهية وتعليما متميزا وهيبة دولة
وقانون مطبق على الجميع دون استثناء ..
الفرصة لا زالت قائمة أمامنا وبدايتها
القضاء النهائي والمبرم على هذه العصابة الباغية المتمردة التي تريد إرجاعنا قرونا
إلى الوراء إلى عهد تقبيل الركب والأيادي وسيدي فلان والشريفة فلانة ..
وفي
حقيقتهم ليسوا سادة ولا شرفاء ..
مجرد أوغاد وعملاء وأذناب وأكثر إجراما وفجورا
وعنصرية ويهودة من الصهاينة ذاتهم ولكن على الطريقة الإسلامية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد