;

اليمن بين أزمة الحاكم والمشترك والوصاية الدولية 763

2009-10-25 03:45:12

واليمن
اليوم يوشك على الانهيار والوقوع أسير التدخلات الدولية وملامح الاستعمار الجديد
للقوى الدولية، ماذا نقول للحزب الحاكم وأحزاب المشترك؟ ماذا نقول لمكونات المجتمع؟
هل نرفع التهاني والتبريكات أو ندعو للاستعداد وإعلان حالة الاستنفار للطم والعويل؟
ماذا نقول للحاكم تجاه هذه الأحداث الكارثية ؟ هل هي انجازات ضمن برامج الحزب
الحاكم الانتخابي أم أنها أمنيات تحققت لأحزاب اللقاء المشترك التي لم تعد تفرق بين
انهيار حزب حاكم وإنهيار وطن؟.

أزمات الوطن والتعاطي معها سياسياً بات اليوم مسخرة ومثار سخرية للدول
الشقيقة قبل الصديقة. .
مواقف سياسية بات إليها أشقاؤنا العرب بأن عواقبها كارثية
وأن استمرار الحماقة المنزلقة في التمترس وراء استحقاقات الوفاق السياسي والحوار
الجاد دون جدية وفاعليه صادقة تدفع باليمن نحو خيارات كارثية وتضع اليمن أرضاً
وإنساناً رهينة استحقاق مصالح دولية تفرض الوصاية على اليمن سياسياً واقتصادياً
انطلاقاً من دوافع الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
لذلك نجد أن ما
ذهبت إليه افتتاحية صحيفة "الأهرام" في عددها الصادر يوم الخميس الماضي تحت عنوان
"إنقذوا اليمن لا يمثل من حيث الواقع تغيراً في الموقف المصري الداعم لوحدة اليمن
واستقراره" غير أن القراءة لتلك الافتتاحية بالرغم من تساؤلاتها سنجد إنها تعكس
تعبيراً لمدى الاستياء الذي باتت تشعر به جمهورية مصر ومعها منظومة دول الخليج لعدم
تعامل اليمن بجميع مكوناته السياسية تجاه التحديات التي تواجه من جميع جوانب الحياة
ولا يمكن أن يغيب علينا أن هذه الدول وبما تظهره من قلق على وحدة اليمن واستقرار
أمنها. .
إنها باتت تدرك اليوم أن منظومة العمل السياسي للحزب الحاكم والمعارضة
باتت تسيطر عليه فوضى خلاقة تمثل هي الأخرى إحدى التحديات التي تهدد وحدة اليمن
وأمنه واستقراره. .
شأنها شأن التهديدات الخارجية التي تتمثل في الدعم الإيراني
المقدم للمتمردين في محافظة صعدة أو تلك التي تقدم للفعاليات والتظاهرات الانفصالية
في الجنوب أو حتى تلك التحديات التي شاكلتها.
وهنا وإذا كانت الأزمة السياسية
التي تسيطر على الساحة السياسية في اليمن بين الحاكم والمشترك قد وصلت في خطورتها
حداً بات يهدد وحدة الوطن واستقراره.
فأن الأمر بات اليوم أكثر تعقيداً وباتت
الصورة للأشقاء والأصدقاء أكثر ضبابية وبات خيار فرضية التدخل الخارجي والدولي لغرض
الوصاية والذي أطلقت صحيفة الأهرام شرارة التحذير الأخير لليمن على مكونات العمل
السياسي في اليمن إدراكها والوقوف أمام ما بات يتجه نحو فرضه أمراً واقعاً على
اليمن من وصاية دولية بنوعٍ من المسؤولية الوطنية. .
وأن على الحزب الحاكم أن
يعي اليوم ونكرر أن يعي اليوم بأنه إذا ظل يتمسك بعدم التنازل لاستحقاقات الاصطفاف
الوطني لشركائه في الحياة السياسية وفي مقدمتهم التجمع اليمني للإصلاح والحزب
الاشتراكي فأنه اليوم يضع استحقاقاً يفرض علينا جميعاً التنازل عن اليمن ومشروع
الدولة اليمنية للوصاية الأجنبية.
كما أن المرحلة الراهنة توجب على القوى
السياسية أن تكون بمستوى وعي يمكنها من أولوياتها في أطر محددة يجب الوقوف أمامها
بمقتضى المسؤولية الوطنية والتي تحتم علينا مواجهة التحديات بجميع أشكالها
وتجاذباتها الداخلية والخارجية وبما يمكن أن يكون مسافة مشتركة تجتمع فيها جهود
الأشقاء والأصدقاء مع القوى الوطنية في الداخل لإنقاذ اليمن من مستنقع التدخل
الدولي والوصاية الاستعمارية الجديدة التي قد نجد أن الأشقاء قبل الأصدقاء سيرونها
أفضل الأمرين خاصة إذا كان الأمرَّ الآخر هو سقوط اليمن أسيراً للمطامع والسيطرة
الإيرانية التي بدت ملامحها تظهر اليوم من المهرة وحتى صعدة.
وأخيراً نؤكد أن
المسؤولية اليوم تفرض على الجميع التجرد والتحرر من أنانية التسلط والتحلي بالتجرد
الصادق النابع من المسؤولية الوطنية - إذ كانوا وما زالوا يعتبرون أنفسهم في مربع
الوطنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد