;

السياسة الإيرانية وأثرها على الأمن القومي العربي والإسلامي 735

2009-10-24 04:07:32

فؤاد قنة


إن الهاجس الأمني يشكل صعوبة وتحدياً للدول بل لكل
منطقة من المناطق من العالم ولا سيما إذا كانت هناك دولة قوية ولديها مقومات بشرية
وثروة معدنية وقوة عسكرية رادعة تمتلك سلاح نووي وسلاح متقدم فإن تأثيرها على الدول
المجاورة لها ولا سيما إذا كانت ضعيفة ولا تمتلك جيشاً قوياً وجبهتها الداخلية
مفتتة وولائها لغير بلدها فإنها تتأثر سلبياً على جميع النواحي السياسية

والاجتماعية والاقتصادية والأمنية
وعسكرياً وتكون تحت رحمة الدولة القوية تملي عليها سياستها بدون شرط أو قيد ولا
تستطيع مقاومة سياستها للأسباب آنفة الذكر ، وتجعل الدول المحيطة بها في قلق كبير ،
وتحت رحمتها ، كما نرى سياسة إيران الحالية تجاه العالم العربي وعلى وجه الخصوص دول
الخليج العربي كونها دويلات ، وقلة القوة البشرية، وعدم وجود جيش قوي رادع تجاه
أطماع إيران التوسعية في الدول المحيطة بها ، كون أطماع إيران لا تنتهي بحدود وتسعى
بجميع السبل والطرق والوسائل المرغبة والمرهبة إلى التهام الدول المحيطة بها كمرحلة
أولى تليها مرحلة أخرى هي ابتلاع باقي الدول العربية المجاورة للخليج العربي تليها
المرحلة الثالثة التهام باقي الدول العربية تليها المرحلة الرابعة ضم الدول
الإسلامية لتكون تحت الهلال الشيعي ، كون إيران في منطقة إستراتيجية عسكرياً
وأمنياً وبحرياً وفي منطقة احتكاك دولي ، وكل ذلك يؤهلها أن تلعب دوراً حساساً
يتماشى مع سياستها.
وكذا إن إيران كانت دولة عظمى ومحورية لعبت دوراً في هذه
الدولة فضلاً عن ذلك أنها قائمة على مبدأ دين فهي تسعى للسيطرة الكاملة على هذه
الدول ، كما أنها تمتلك ترسانة سلاح نووي وتسعى لنشر التشيع في العالم
العربي.
ومما سهل لها ذلك وجود أيادٍ لها في بعض الدول العربية والإسلامية وهي
الأقليات الشيعية المرتبطة بإيران ارتباطاً وثيقاً فهي تنفذ سياسة إيران أو تسعى
لتطبيقها في هذه البلدان ، أو على الأقل إرباك الأنظمة في هذه الدول محاولة بذلك
إعادة النفوذ الفارسي المجوسي والإنفراد بالهيمنة على العالم العربي والإسلامي ،
ولذا فإن العالم العربي والإسلامي يتأثر بالسياسات الإيرانية من ما ينعكس سلباً على
هذه الدولة ويؤدي ذلك إلى فصل الأمن العربي والإسلامي عن الأمن الإقليمي والدولي،
وتكون بذلك الدول منعزلة عالمياً ، ولذا فإن إيران تسعى جاهدة لتفتيت الوحدة
العربية على وجه الخصوص كون هذا المشروع سيوقف طموحات التوسع الفارسي في العالم
العربي والإسلامي، وتحاول إيجاد إطار ونظام يجعلها دولة محورية ومؤثرة لهذه الدول
ولكن الهاجس الأمني والمرعب جعل الدول التي دعت إلى التحالف مع إيران تشعر بالخوف
بان هذا الحلف والإطار ما هو إلا بداية لانهيار الأنظمة وتكون في صالح إيران ، ولذا
رفض هذا الإطار المسمى الإطار الإسلامي لما يمثله من خوف مرعب من السياسة الإيرانية
، وكذا إن تاريخاً إيران كان تاريخاً أسوداً واستعمارياً ، ولذا تسعى إيران لعزل
الدول العربية على وجه الخصوص وعلى وجه العموم العالم الإسلامي، ولكي نحكم القبضة
على هذه الدول كون هذه في الدول في منطقة إستراتيجية وتتحكم بالطاقة العالمية من
النفط وكذا تتحكم على الممرات البحرية كمضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس وجبل
طارق ولعلم الإيرانيين أن من يتحكم بهذه المنطقة يتحكم على العالم وهذه الدول هي
الواصل بين بحر الخليج والمحيط الهندي إذ أن التجارة العالمية تمر من هذه المنطقة
حوالي 620% من النفط كما أن أغلب الدول المصنعة والكبرى تستورد النفط من هذه
المنطقة ، اليابان تستورد 90% وتستورد الدول الأوروبية 70% وكذا الولايات المتحدة
الأمريكية 22%.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد