;

قناصة الأرباح تغتال قرار الحكومات للتحكم في السوق .."الحلقة الثامنة والعشرون" 753

2009-10-22 03:57:51

العولمة
بشگلها الراهن وقواعدها المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من
البلدان النامية والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى
العودة بالعالم إلى العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال
السيطرة على الموارد البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع
والملگية الفگرية، والتحگم بوسائل الاتصال
الدولة، واحتگار إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها
يمگن الولايات المتحدة الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم
أجمع.
. يتناول هذا الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من
مختلف أبعادها ومن منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من
تدهور مستوى المعيشة وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال
الخدمات، گما تتميز بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق
الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني
للثقافة والفنون والآداب بالگويت قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان "
وجهة نظر مختلف عما هو شائع من الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور
الآن بين المثقفين العرب.
تطرقنا في الحلقة الفائتة إلى أنه صار يتعين على كل من
يريد اقتراض نقد أو رأسمال أن يدخل في منافسة مع كل المقترضين في العالم، وبالتالي
فلم يعد مستوى النشاط الاقتصادي والمصرف المركزي الألماني هما اللذان يقرران مستوى
سعر الفائدة في سوق المال الألمانية بل القرار لما يراه جناة الأرباح الذين
يتصارعون على أفضل الشروط للاستثمار المالي.
وفي مساعيهم هذه يستخدم قناصة
الأرباح بسرعة الضوء عدة شبكات كمبيوتر تغطي العالم، إنها شبكات من عالم الخيال ،
الإلكتروني شبكات بلغت حداً من الشمولية بحيث صارت أكثر تعقيداً من الرياضيات التي
تقوم عليها صفقات البيع والشراء هذه فمن الدولار إلى الين ومن ثم إلى الفرنك
السويسري وبعد ذلك شراء الدولار والعودة إليه فهذا هو مجمل العمليات التي يقوم بها
المتاجرون بالعملات فقد صار بإمكانهم التنقل في دقائق معدودة من سوق إلى آخر ومن
زبون في نيويورك إلى زبون أخر في لندن أو هونغ كونغ عاقدين صفقات قيمتها مئات
الملايين من الدولارات وكذلك الحال بالنسبة إلى القائمين على مقدرات صناديق
الاستثمار.
غالباً ما يحركون في ساعات وجيزة مليارات زبائنهم من استثمار إلى آخر
ومن سوق إلى أخرى مختلفة كلية، فبمكالمة تلفونية أو بالضغط على زر الكمبيوتر يتحول
الاستثمار في سندات الدين الحكومي الأمريكي إلى استثمار في سندات دين بريطانية أو
في أسهم يابانية أو في سندات دين على الحكومة التركية مصدرة في "70" ألف من الأوراق
التجارية بكل حرية عبر الحدود الدولية ، إنها حقاً سوق خيالية تنطوي على فرص ومخاطر
لا حدود لها.
وللإحاطة بسيل المعلومات المتدفق يبذل المتعاملون بالعملات
والأوراق المالية جهوداً خارقة ويستخدمون أحدث التقنيات في مجال المعلومات ويعد
باتريك سلوج البالغ من العمر 29 عاماً واحداً من هؤلاء فهو يقضي كباقي زملائه
الأربعمائة عشر ساعات في اليوم من دون استراحة في صالة العمليات التجارية في مصرف
الاستثمار اللندني لإدارة العمليات المتعلقة بالفرنك السويسري.
ولا ينم مكان
عمله عن أهمية ما يقوم به فهو يجلس أمام مكتب بسيط يبدو للناظر كما لو كان رفا طوله
ثلاثة أمتار وفي صالة نصف معتمة تعالت فيها أصوات الأوامر والتوجيهات وتوجد خلف
طاولة المكتب الضيقة ثلاث شاشات كمبيوتر ومكبرات للصوت بيز ودانه عيان وسمعان
بأحدث الأرقام والمعلومات وفي الأعلى يميناً تنتصب الشاشة الملونة المربوطة بمؤسسة
رويتز المؤسسة الرائدة في سوق الإلكترونيات الخاصة بشؤون المال والتي كانت قد تطورت
من وكالة أنباء صغيرة نسبياً إلى مؤسسة تحتل الصدارة في الربط الإلكتروني للأسواق
محققة بذلك ربحاً يزيد على مليار مارك في العام وتربط رويترز عبر ما لديها في مناطق
ميناء لندن من خطوط هاتف وقنوات تبث عبر الأقمار الصناعية وحاسوب متطور بعشرين
ألفاً من بيوت المال وبكل بورصات العالم المهمة.
وتظهر على الشاشة في وقت واحد
آخر ثلاثة عروض للفرنك السويسري وآخر طلبات عليه وكذلك آخر أعلى وأدنى سعر صرف
بجميع العملات وآخر الأنباء من عالم العملات وفي الوقت نفسه بمستطاع أن يتصل بمن
يشاء من المشاركين في الطرف الآخر ويعقد صفقة معه ومع هذا لا يعتمد على هذه الشاشة
فقط إذ يتعين عليه أن ينتبه في الوقت ذاته إلى ما يبلغه به الوسيطان عبر مكبرات
الصوت فهذان سمساران مستقلان من ناحية أخرى يقوم من جانبه وباستمرار بتقديم عروض
شراء مرة بوساطة الهاتف ومرة من خلال الضغط على زر الكمبيوتر وإذا وافق أحد الوسطاء
على العرض ورغب في الشراء لحساب أحد زبائنه فإنه سرعان ما يتم الاتصال
هاتفياً.
التنافس مع السمسرة الالكترونية وهكذا يتنافس ههنا بنو البشر المضاربون
مع نظم الوساطة والسمسرة الإلكترونية التابعة لرويترز والمؤسسة المنافسة التابعة
لأحد الاتحادات المصرفية فالنظم الالكترونية العائدة لهذه المؤسسة تتقبل هي الأخرى
أيضاً كل عرض وتبثه عبر شاشات الكمبيوتر فوراً، ومن دون الإفصاح عن هوية مقدمة
وبهذه الطريقة وعلى نحو فوري وعلى الخط يتعرف عبر شاشات مؤسسة إلى يبارة وفي أي وقت
يشاء على أعلى سعر شراء وأدنى سعر بيع للفرنك السويسري مقابل الدولار أو المارك
يعرض في هذه الشبكة أيضاً وبما أن الأرقام الواقعة خلف ألفا صلة فقط هي المهمة ولما
كانت هذه الأرقام فقط هي التي تتغير من دون انقطاع لذا فإنها تبدو على الشاشة ملونة
بلون أسود وعلى أرضية صفراء وبحجم أكبر من حجم الأرقام الأخرى وعندما يضغط على زر
الشراء فإن الحاسوب يبوح عندئذ بهوية مقدم العرض يربط بينهما بصورة آلية.
وكان
قد قال في هذا اليوم الذي صادف أن كان أحد أيام الخميس من شهر يناير من عام 1996
"إن السوق غير مستقرة أبداً " اليوم فقد طالع قبل أن يباشر عمله في هذا اليوم
النشرة اليومية التي يصدرها القسم الاقتصادي في مؤسسته ولاحظ أن اجتماع مجلس إدارة
المصرف المركزي الألماني يمكن أن يتمخض عن أمور غاية في الأهمية فإذا خوض المصرف
الألماني أسعار الفائدة القيادية من جديد فإن هذه يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار
صرف الدولار والفرنك السويسري إلا أن احتمال اتخاذ الألمان لمثل هذه الخطوة يبقى
مجرد تخمين من ناحية بسبب ما في ذمة الحكومة من دين هائل ومن ناحية أخرى لأن
المتعاملين بالعملات على ثقة من أن ما يخشاه القائمون على إدارة المصرف المركزي
الألماني هو التضخم ولذا فقد رجح الخبير الاقتصادي في المؤسسة إحجام الصرف عن تخفيض
سعر الفائدة وأيد هذا التخمين وتنبأ بمارك أقوى.
خسارة متوقعة ومن هنا فإنه راح
بعد نصف ساعة يختبر السوق ويشتري "70 ماركاً" لقاء "575 فرنكاً" سويسرياً لدى
المصرف السويسري وبوساطة قلم إلكتروني راح يسجل الصفقة في شبكة المعلومات الداخلية
شراء "70" مليون مارك ألماني بسعر يساوي "0. 81575" للمارك الواحد بعد فترة وجيزة
أخبره الكمبيوتر أن سعر الصرف قد أنخفض بمقدار واحد بالمائة من الرابن الأمر الذي
يعني أن قد خسر إلى حين 7 آلاف فرنك إلا أن المصرف المركزي الألماني لم يخيب
ظنه في هذا اليوم فقد ظلت أسعار الفائدة الألمانية على كل ما كانت عليه وأرتفع
المارك ارتفاعاً حقق في ثوان معدودة ربحاً يعادل ضعفي الخسارة ولأنه يفضل الحيطة
والحذر فقد باع فورا ما أشترى من ماركان واسترخى دقيقة قل أن يواصل عمله.
ويسمى
مهنته المدمرة للأعصاب بالمقامرة المدروسة التي تتبع قواعد صارمة وعلى مستوى عال
ولا يرى من نفسه سوى محارب صغير في خضم هذه السوق المتلاطمة الأمواج، ويؤكد على أنه
ليس في وسع أكبر المشاركين في اللعبة، حتى إن كان من قبيل سيتي بنك في نيويورك
"التأثير بمفرده في أسعار الصرف وذلك "لعظمة هذا السوق"

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد