;

وحدة اليمن الأرض والشعب والهوية والمقدرات أولاً 714

2009-09-21 08:57:15

محمد شريف الجيوسي

تنذر مقدمات الصراع الراهن في اليمن بنتائج وتداعيات خطيرة ، تستدعي أكثر من التروي والحكمة والنظر بعين استراتيجية بغض النظر عن كل المبررات التي يمكن ان يسوقها هذا الطرف أو ذاك ، سواء من داخل اليمن او خارجه .

إن وحدة شطري اليمن المعمّدة بالدم كانت الإنجاز العربي الاستراتيجي الوحيد في تسعينات القرن الماضي . وما لم يفهمه البعض في اليمن أن الوحدة الاندماجية التي قبلوا بها هي غير الوحدة الاتحادية لمكونات تظل تتمتع بالمناصفة في الحكم والإدارة والثروة ، وعندما لا يعجب أطراف الوحدة الوضع الجديد بعد مرور الفترة الانتقالية ، يعملوا على فك عراها ، أو يلجأوا إلى التمرد ، وبيْع أنفسهم إلى الخارج بغض النظر عمن يكون .

وفي صعدة حيث الزيدية الحوثية ، ورغم ان توجهاتهم واهدافهم البعيدة والقريبة ، ليست واضحة ، إلا أنه من حيث المبدأ ، ومهما تكن المطالب محقة على افتراض أنها كذلك ، إلا أن عليهم كما على بعض الجنوبيين الذين يسعّرون نار الاختلاف ، أن يدركوا أن معالجة الاختلاف مهما تكن تفاصيله ومبرراته : مع النظام السياسي في بلد غير محتل هو غيره مع الدولة التي تحتل الأرض والنظام المحلي القائم بوجود الاحتلال .

ومن هنا فإيصال الأمور إلى حد استخدام السلاح أو التلويح باستخدامه ضد النظام السياسي الوطني ، هو تصرف خاطئ وغير مقبول ، ويشكل خطراً حقيقيا على وحدة البلد واستقراره السياسي وامنه القومي وطاقاته في التنمية والإصلاح والتطور بعامة.وعلى القوى موضوع الاختلاف أن تجد والنظام السياسي معاً ، الآليات والوسائل والأساليب الملائمة للحوار ، وصولاً إلى تكريس الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً وهوية ومقدرات .. وكذلك تكريس العدل ومساواة المتساوين بالحقوق والواجبات والثروة والأمن والاستقرار والتنمية والحرية ، مع ملاحظة أن كل ذلك ينبغي أن يخدم الوحدة الوطنية بشروطها الأربعة ، آنفة الذكر .

إن الوضع العربي والعالمي الراهن اكثر من سيء للمطالبة بتفاصيل صغيرة وكبيرة أحادية أو فئوية او اقليمية أو مذهبية ، على نحو ما حدث ويحدث في الجنوب وفي صعدة ، بخاصة أن تجارب مريرة شهدناها أو ما نزال في أفغانستان والعراق والسودان وفلسطين والصومال ولبنان والجزائر ، جرت دماء وانقسامات وهجرات وويلات وضغوط وتدخلات أجنبية وفرضت أجندات ليست في صالح أحد حكاماً ومحكومين ظالمين ومظلومين ، قوى حاكمة وأخرى معارضة .

وفي تقديرنا فإن المعارضات السياسية السلمية التي لا تقوم على أسس مذهبية أو طائفية أو إثنية أو إقليمية أو جهوية ، وتضم بين ظهرانيها من كل مكونات المجتمع ، هي معارضات مطلوبة ومقبولة وضرورية على أن لا تكون مطالبها مطالبات تعبر عن مصالح واحدة من تلك المكونات دون غيرها من النسيح الاجتماعي للبلد المعني ، ما لم تكن المطالبات محل قبول ودعم الفئات الأخرى.

إن الحفاظ على وحدة اليمن هدف ينبغي أن تحرص عليه كل الأطراف ، المعارضة والموالية للنظام السياسي الراهن . بغض النظر حتى مع وجود بعض الظلم والثغرات واحتكار الحكم والسقطات والإضرار بالمصالح المحلية ، إذ بذلك يبقى إنجاز الوحدة قائما ، ومع مرور الوقت وبالنضالات الشعبية السلمية ووعي الناس وإدراكات أطراف في النظام راغبة في الإصلاح ، سيتكرس التجديد والتطوير ولإصلاح ، ولا يتاح للأجنبي فرصةالإمساك بالبلاد وكسر رقاب العباد.<

نقلا عن الدستور الاردنية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد