جمعه إبراهيم منصور
تصدر كل عام وزارة الخارجية الأميركية تقريرا شبه إعلان سنويا تتعرض فيه حسب اجتهادها وأغراضها للدول التي تصفها بأن حقوق الإنسان منتهكة في بعض أنظمتها وهذه حقيقة في بعضها، ولكن بأي حق تمارس أميركا تصنيف الدول والأنظمة؟ وبأي معيار تقيس به هذه المخالفة؟ ومن هو الذي يقوم بالتقييم والتصنيف حتى يمكن قبول حكمه بحيث يكون قدوة؟..
وفي هذا السياق أود أن أذكر أميركا وتحديدا الرئيس باراك أوباما ووزارة خارجيته بالمواقف التالية:
1. رغم أن أوباما رفع شعار التغيير في حملته الانتخابية فقد تبنت وزارة خارجيته التقرير المعد من بوش وديك تشيني ورايس وهذا يؤكد أنه لا تغيير في سياسته؛ فهو شعار عبارة عن فقاعات صابون.
2. هل تعذيب السود في أميركا من طرف الشرطة البيضاء، والذي تكرر أكثر من مرة- وبعضهم تم تعذيبه حتى الموت حسبما ورد في التلفزيون- يدخل في حقوق الإنسان أو أنه حق للأبيض عن الأسود؟
3. ما تم في سجن أبو غريب بالعراق بواسطة الجنود والضباط الأميركان من تعذيب بكافة الوسائل حتى اللاأخلاقية، هل هذا لا يعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان!؟
4. ما تم ويتم بسجن غوانتنامو بكوبا وما يمارسه الجنود والمحققون بحق المعتقلين بأساليب مختلفة تمس الإنسانية والآدمية بما فيها إهانة الأديان والكتب السماوية، هل هذا انتهاك لحقوق الإنسان أم ذلك مباح للأجهزة الأميركية؟
5. ما تمارسه أميركا في السجون السرية التي أقامتها بأوروبا وما باشرته المخابرات الأميركية من تعذيب وخطف، هل هذا انتهاك للحقوق الإنسانية أم أن ذلك من حقوق أميركا في ممارسة الوصاية والقهر والتعذيب بالعالم؟.