حسن بن حسينون
من المعروف أن الكفاءات الثقافية والعلمية والتخصص في مختلف المجالات والتجارب والخبرات العملية هي التي تبني الشعوب والأوطان، وقد قامت الثورة اليمنية في الشمال وفي الجنوب بهدف القضاء على الأمية والتخلف والفقر والمرض وعلى حكم الإمامة والإستعمار بهدف الانتقال إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي لن تتحقق إلا من خلال أناس لديهم كفاءات علمية وتجاربعملية .
انتصرت الثورة على الإمامة والاستعمار غير أنها واجهت مشاكل وصعوبات في مواجهة الموروث الثقافي المتخلف وقد دفعت ثمن ذلك غالياً منذ أربعة عقود ولا زالت وتأتي في مقدمة ذلك ثقافة المجتمع القبلي المتخلف الذي يصر على تصدر المؤسسات الديمقراطية وبالذات المؤسسة التشريعية مع العلم ومن خلال التجارب الانتخابية البرلمانية السابقة فإن من تم اختيارهم وانتخابهم على أساس قبلي مناطقي لم يقدموا شيئاً يذكر لخدمة وطنهم وشعبهم لأنهم عبارة عن وجاهات يفتقدون للكفاءة العلمية والتجارب العملية وأصبحوا بمثابة ضيوف شرف تحت قبة البرلمان طيلة فترة انتخابهم كأعضاء لمجلس النواب، ولقد شاهدناهم عبر الفضائية اليمنية إما وهم يغطون في نوم عميق جلوساً على كراسيهم وإما غائبين عن حضور الجلسات وهذا يدل على أن فاقد الشيء لا يعطي وقد أعطى الأولوية لراحته ومتابعة أعماله ومشروعاته الخاصة، وقد تميز بهذه الظاهرة مع الأسف ممثلو حزب المؤتمر الشعبي العام.
ولقد آن لهذا الحزب ومن خلال تجاربه البرلمانية السابقة أن يعيد النظر في اختيار ممثليه للانتخابات البرلمانية القادمة بحيث تتوفر لديهم جملة من الشروط والمواصفات أهمها قوة الشخصية والكفاءة الثقافية والعلمية ويترك جانباً الاعتماد على الوجاهات التي لا تستطيع أن تقدم شيئاً داخل قاعة البرلمان، والذين يمكن الاستفادة منهم في مواقع أخرى تتعامل مع عقول وأفكار مشابهة لعقولهم وأفكارهم ومكانتهم الاجتماعية.
فالتنافس الانتخابي للبرلمان القادم بحاجة إلى تقديم الأكفاء وكل حزب من الأحزاب الموجودة في الساحة اليمنية سوف يقدم أفضل ما لديهم من المرشحين بحيث تكون عناصر وطنية فاعلة لا عناصر لا هم لها سوى الحصول على المرتب والامتيازات الأخرى.