;

زيف الحضارة 889

2009-02-19 05:17:35

عصام المطري

لم تتمكن حضارة الغرب من إسعاد العالم الإنساني الكبير مثلما فعلته الحضارة الإسلامية التي كانت حضارة روح ومادة حيث زاوجت بين الروح والمادة وأسعدت البشرية جمعاء فأرست مداميك المساواة الاجتماعية ورعت حقوق الإنسان والآدمية المعذبة إلى ذلك، فقد نشرت العدل الغائب الذي نبحث عنه اليوم في عالمنا الكبير، واستطاعت أن ترسي مداميكه وأن تجسده على أرض الواقع العملي المعيشي ذلك لأنها ارتبطت بالدين الإسلامي الحنيف الخاتم، فاحتواها الدين ووجهها حيث الوجهة الصحيحة، فلذلك تمكنت من إسعاد البشرية جمعاء إسعاداً كبيراً.

* أما الحضارة الأوروبية فقد تركت الدين المحرف جانباً ومضت في تشييد حضارة لا دينية حتى في الشرق الأوروبي، وفي الاتحاد السوفيتي سابقاً لم تكن الحضارة حضارة دين وقيم ومثل، فالمرأة في عام 1987م في روسيا إذا تزوجت واتضح أنها عذراء فإنها تكون مطية للتوبيخ والإزدراء لأنها لم تمارس الزنا من فترة لذا فإنها متخلفة وبفعل انتشار الزنا بصوره مريعة للغاية فإن مليون حالة إجهاض تقع سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية هذا مع انتشار وسائل منع الحمل، ويشمل هذا آلاف الفتيات دون سن الرابعة عشرة، وفي أوروبا عدا أسبانيا والبرتغال مليون حالة إجهاض سنوياً، وفي أسبانيا والبرتغال مليون حالة اجهاض سنوياً ذلك أن أسبانيا تعد أكبر بلد سياحي في العالم هذا فضلاً عن أن الدين الكاثولوكي عندهم يحرم استخدام حبوب منع الحمل وأميركا اللاتينية تحظى بثلاثة ملايين حالة إجهاض، والإجهاض هنا ليس القصد منه الإجهاض التلقائي أو الطبي وإنما الإجهاض الجنائي، ونشرت صحيفة "الشرق الأوسط" في 29/5/1980م أن "75%" من الأزواج يخونون زوجاتهم في أوروبا ونسبة أقل من الزوجات يخن أزواجهن، ولقاء انتشار الخيانة الزوجية تقول الإحصائيات الحديثة إن هنالك حالة طلاق بين كل حالتين زواج في بريطانيا، هذا وقد ذكرت مجلة "المدينة" أو صحيفة "المدينة" في عددها الصادر 27/5/1400ه وأن هيئة الصحة العالمية تقدر عدد حالات الإجهاض الجنائي في العالم بخمسة عشر مليون طفل في كل عام، وفي تحقيقات ممتازة نشرتها الديلي قبل عام 1970م تدل على أن ما يقارب من "80%" من الرهبان والراهبات ورجال الكنيسة يمارسون الزنا، وأن ما يقرب من "40%" منهم يمارسون الشذوذ الجنسي "اللواط"، وقد أباحت كثير من الكنائس الغربية الزنا كما أن بعضها قد أباح اللواط، وفي بعض الكنائس في الولايات المتحدة الأميركية عقد قران الرجل على الرجل على يد القسيس، وقد نشرت مذكرات ما جرى للعاهرات في فرنسا فجاء فيها أسماء ثلاثة بابوات واحد عشر كردينال.

* إنها أزمة الحضارة المادية، فهذه الأمراض التناسلية تفتك بأوروبا فتكاً ولا يقدموا لنا الحماية من خطر تلك الأمراض التي يسربونها مع السواح أو من خلال أبنائنا لاطلاب المبتعثين للدراسة أو المهاجرين للأعمال، إنها طاقة الحضارة الأوروبية التي لم تحاول إسعاد الإنسان بل ظلمته ومارست عليه نوعاً من الضغوط النفسية، فإلى أين ستقود هذه الحضارة العالم؟! وكيف بنا أن نحمي أنفسنا من هذه الحضارة القاتلة التي لا بد من مواجهتها بالدين الإسلامي الحنيف، وهذا واجب كل إنسان مسلم لم يدفع بقيام الحضارة الإسلامية العربية التي ستعمل على إسعاد هذه البشرية المعذبة، وسوف تعمل على رقي النوع البشري المظلوم، فذلك هو حقيقة تلك الحضارة الزائفة، فلقد تمكن الإسلام من تشييد أعظم حضارة رفعتها البشرية وكانت حضارة قيم وحضارة مادة في مختلف العلوم ومن يقرأ كتاب المستشرقة الألمانية زيغريد هونكا "شمس العرب تسطع على الغرب" سوف يتبين له الكثير والكثير عن مآثر الأمة الإسلامية والعربية في التأثير على حضارة الغرب، فهي بضاعتنا تلك الحضارة المادية إلا أن الأخلاق ليست بأخلاقنا، فهم نشروا الرذيلة والمجون والعهر والدعارة.

* فبالله عليكم أننا ننشد التقدم الذي أحرزوه وحققوه وكان وبالاً على الإنسانية المعذبة، فأي تقدم هذا الذي نريد؟ إننا نريد تقدماً مرتبطاً بالدين الإسلامي الحنيف، وأي تقدم بعيد عن ملة الإسلام فنحن لا نريده، نريد الدين الإسلامي الحنيف تنظم هذا التقدم والتطور الإنساني الكبير، نريد الدين الإسلامي الحنيف أن يمضي بنا شاقاً عباب البحار حتى يوصلنا إلى الحضارة الساحقة التي وصلوا إليها أجدادنا، فكانت حضارة عظيمة لم يستعبدوا العالم بها مثلما تعمل الولايات المتحدة الأميركية وإنما اسعدوا العالم بالتكافل والتضامن الاجتماعي، وبالعدل والمساواة والرحمة والشفقة والإحسان إلى الضعيف ومساعدة المحتاج والذود عن المظلوم، والترفع عن الصغائر وعن كل شيء يثير الحساسيات ثم حسب الرغبة في الانتقام فهكذا يعيش الناس في أمن وسلام وطمأنينة، فأين أميركا اليوم التي داست على العالم، إنها عبارة عن مجتمع فاسد أخلاقياً وذهبت به الحضارة في مهب الريح بما أنه عالم بلا دين إنه عالم بلا حشمة وبلا شرف وبلا كرامة وبلا عزة، إنه عالم المجون والعهر والدعارة واللواط والتمتع الجنسي بالقاذورات والزنا الفاحش الذي حرمه الدين الإسلامي الحنيف حافظاً على الأنساب وعلى الإنسان من الأمراض.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد