عصام المطري
ما إن تقلد الأستاذ/ محمد علي الشامي مقاليد الأمور في الأداة المدرسية لدار الأيتام حتى عجت الدار بالتجديد والتغيير، وسارع الطلاب إلى الاستجابة الفعلية لأوامر التجديد والتغيير، وانقضت الأيام الدراسية والدار تحقق الإبداع والتألق في جميع نواحي العملية التعليمية والتربوية، وحري بنا هنا أن نشيد اليوم بالدار، فأنا أسكن بجوار هذه الدار، وقد كنا نتضايق في الإدارة المدرسية السابقة من إزعاج طلاب الدار الدائم خاصة ليلاً حيث كانوا يقومون بالقفز من على السور الخلفي محدثين ضجيجاً وإزعاجاً يتركنا في قلق دائم، أما اليوم فلم نعهد تلك السلوكيات بفضل المدير الجديد طبعاً بعد فضل الله عز وجل تبارك وتعالى.
* ونشد على أيدي المدير النشط مطالبين بالمزيد من التجديد والتغيير على أن يعتمد على معلمين أكفاء لديهم المقدرة الفائقة في التعاطي والتعامل مع هذه الشريحة شريحة الأيتام، وأن ينبري مخاطباً الجميع عن مهالك الممارسات الخاطئة والسلوك الشاذ الشامل، وفي نفس الوقت يقوم بتعويض الأيتام الحنان الذي افتقدوه بموت الأب أو الأم أو كليهما معاً، محفزاً الجميع على التنافس الشريف في التحصيل العلمي، ومركزاً على النشاط المدرسي المتعدد والمتنوع، فالنشاط المدرسي يعين على هضم المنهاج والمقرر الدراسي وهو ذلك النشاط الممنهج الذي يخدم المادة العلمية والتحصيل العلمي.
* ويحسن بنا الإشارة هنا إلى أن الأخ/ محمد علي الشامي مدير مدرسة دار الأيتام الجديد قد أبدع وتألق إلى حد الآن ومطلوب منه المزيد من التألق والإبداع، فالدار عبارة عن خلايا نحل نشطه تنفذ التوجيهات الإدارية وتوجيهات الأخوة المدرسين وهم يبدون تفاعلاً واسع النطاق مع مجمل القرارات التعليمية والتربوية التي تخص الدار كما أخبرني الأخ/ محمد صالح العيسي الذي استحثني على الكتابة عن هذه الدار الطيبة التي تخرج الرجال الأفذاذ، وتواصل مسيرة البناء والإعمار والتنمية بكل شموخ وإباء تاركةً الملعب خالياً أمام من أغوتهم الأوهام والأباطيل والأراجيف والوساوس والظنون.
* ولئن كانت دار الأيتام من الأهمية بمكان فإن ذلك يستدعي لفتة كريمة من معالي الأخ/ وزير التربية والتعليم الدكتور/ عبدالسلام الجوفي في إطار الحرص على دعم هذه الدار معنوياً ومادياً، فدار الأيتام تواجه العديد من العوائق والمثبطات التي قد تثنيها عن ممارسة مهامها كنقطة إشعاع وتنوير في المنطقة، وعلى قيادة التربية بمنطقة السبعين ومكتب التربية بالأمانة سرعة دعم هذه الدار وتقديم المعونات المالية لها من أجل الاضطلاع بدورها على أكمل وجه حيث تواجه الدار نضوباً كبيراً في الجانب المالي وتعاني من شحة الإمكانات وقلة المقدرات المالية الأمر الذي يعكر صفوها ويجعلها تتخلى بعض الشيء عن أهم نشاطات.
* ومن هذا المنبر الحر الشامخ أستطيع أن أهمس في أذن الأخ الأستاذ/ محمد علي الشامي بأن يركز على الأخلاق الفاضلة، وأن يتغمد الأيتام بالتربية، وأن يجعل التربية مقدمة على التعليم، فلا تعليم بدون تربية، ولا بد من تربية النشء والشباب على الأخلاق الفاضلة، وعلى الأخلاق الإسلامية الحميدة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية في البلاد كأن يلزم الطلاب جميعهم بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في مسجد الدار، وأن تقيم الطلاب على أساس التزامهم بالصلاة ويقسمهم إلى جماعات متعددة ليتسنى له متابعتهم عن كثب ويلزم نفسه بالجلوس معهم في الدار خارج أوقات الدوام الرسمي.
* إننا على ثقة ويقين بأن المدير الجديد سيتمكن من تربية أبنائنا الأيتام تربية إسلامية فاضلة وسوف يتخرج منهم حفظة القرآن الكريم والمبدعين في كل مجال من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة، وأملنا بعد الله عز وجل معقود على الأخ المدير الجديد الذي يجب أن يولي قضية التربية اهتماماً بالغاً ذلك أن التربية الإسلامية الفاضلة هي المرجوة من عملية التعليم برمته، فلا تعليم بدون تربية ولا لفصل التعليم عن التربية لأن ذلك مخالف للشرائع وللقوانين الدينية والكونية، فلا بد من إقران التعليم بالتربية وبذل الجهد المضني في عملية التربية من أجل إنشاء جيل وطني وإسلامي حر قادر على العطاء والله من وراء القصد.