كروان عبد الهادي الشرجبي
أمر محمود أن تتمتع أي منطقة بوجود مستشفى - خاص وخاصة أن يكون هذا المستشفى صديقاً للبيئة نظيف الشكل والمضمون فيه أطباء يتمتعون بالكفاءة والإنسانية ويعامل فيه البشر بلا تمييز هذا أمر مهم للبشر لأن فيه مصلحتهم وصحتهم.
فنلاحظ أن أغلب المتشفيات الخاصة أو العامة على السواء تفتقر إلى المعالم الطبيعية الجميلة فيجدها كلها قاحلة لا يوجد بها زرعً إضافة إلى أنها تقام في الأماكن الأشد ازدحاماً بالسيارات . فإذا نظرت من نوافذ المستشفى لا ترى شجرة واحدة ، بل جمهرة السيارات وإذا أرادوا أن يشم المريض الهواء ، شم رائحة الديزل أو الدخان.
والأكثر استغراباً أن تجد أطباء يدخنون في أروقة المستشفى.
ولك أن تتخيل أن المريض يعاني هذا كله في مستشفى فالمعروف في كل أنحاء العالم العربي والغربي أن المستشفيات فيها ما يشبه الحدائق الصغيرة التي من خلالها يستطيع من هو مصاب بمرض القلب أن يمشي في حديقتها وأن أراد أن يفتح نوافذ غرفته يرى شيئاً جميلاً كالأشجار والورود وربما يسمع في الصباح زغردة عصافير . بدلاً من أصوات السيارات.
ولكن نحن هنا في اليمن لا أدري قد نكون ضد البيئة أو ظروفنا هي التي ضدها . أبحث معي في منطقة المنصورة أو الشيخ عثمان. ففي عبدالعزيز عبدالولي يوجد لدينا لوحات مكتوب عليها حدائق عفواً إنشاء حدائق ومع ذلك لم تر تلك الحدائق النور هناك أيضاً الحديقة التي بجانب المركز الصحي في المنصورة حديقة لم تر النور علماً أنها كانت موجودة وفي مديرية الشيخ عثمان كانت توجد حديقة أمام مسجد "النور" ولكنها أبيدت واقتلعت من جذورها وأصبحت موقفاً للسيارات، وكانتا ضد البيئة.
فإذا كنا لا نهتم بالأشجار والتشجير في العاصمة فكيف يكون الحال في المستشفيات ؟ فهي على غرار أختها " عدن" التي تحارب الأشجار والتشجير. <