شكري عبدالغني الزعيتري
لأجل النظر في قضية اعتداء إسرائيل علي شعب اعزل وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين في غزة والذي بداء بحرب وغارات جوية ومن ثم اجتياح بري للجيش الإسرائيلي لغزة وأهلها. . ورغم أن الشعوب العربية لا تتوقع أن ينتج عن انعقاد قمة عربية طارئة بشان غزة أو بأي شأن عربي فيه مصلحة الأمة ويصل إلي مستوى طموحات الشعوب العربية ا. . لأنهم يأسوا لما لمسوه وكان يخرج به الزعماء العرب بعد انعقاد القمم السابقة. . والفشل الذريع والمخزي الذي يتبع كل اجتماع قمة (أولا) بصدور قرارات ضعيفة وهزيلة لا تكون عند آمال وطموحات الأمة العربية المأمولة من وراء انعقاد كل قمة عربية تعقد. (وثانيا ) عدم التنفيذ لعدم قدرة كل قمة وسكرتارية جامعة الدول العربية تنفيذ القرارات أو التوصيات التي تخرج بها كل قمة عربية عقدت رغم ضعفها وهزالتها. . الذي أوصل بالأمة العربية إلي مرحلة يأس وفقدان الثقة في كل قمة عربية يتم الإعداد لها وانعقادها. . وانعدام الأمل بأنه يمكن الخروج بقرارات أو توصيات قوية وفي صالح الأمة وصالح استقلال سياستها واقتصادها وأمنها وغير ذلك. . كما يتبع ذلك فقدان الأمل في تنفذ أي قرارات أو توصيات نتجت عن أي اجتماع قمة لرؤساء الدول العربية. . ونتسأل هنا : لماذا الفشل الدائم يلاحق جامعة الدول العربية. . . ؟ والجواب هنا طويل ومتفرع الجوانب. . ومختلفة الخصوصية لظروف كل نظام حكم ورجالة وقادته في كل دولة عربية. . ودرجة التبعية للأسياد من الغرب وأمريكا وإسرائيل. . . الخ. ولهذا رأيت لا مجال لسرد هذه الأسباب حتى لا أطيل علي القاري فيصاب بحالة نفسية لما وصلت إليه أنظمة عربية من تبيعية وعمالة للغرب والأمريكان وإسرائيل وعلي شعوبهم العربية هي اليوم في تبعية أعمق من الاستعمار الذي ولي ومتخفية وراء وطنيات وطن. . وقومية عروبة. . . وأممية إسلام. . والفارق بين استعمار الأمس انه كان ظاهرا. . . و تبعية اليوم أنها متخفية وهذا اكبر واشد وطأة وظلم للشعوب العربية والإسلامية. . . وسأكتفي فقط بالقول طبيعي أن تفشل القمم العربية المنعقدة لان أساس منبع فكرة إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945م هم الغرب. حيث أن صاحب فكرة إنشاء جامعة الدول العربية هو (( ايدن )) الانجليزي وكان الهدف تجميع الدول العربية في تنظيم واحد حتى يسهل الإمساك بزمامه وتوجيهه الوجهة التي يريد المحتل الأجنبي في تلك الفترة. وعند مراجعة التاريخ نجد انه في ظل جامعة الدول العربية تم اغتصاب فلسطين. . وأقام اليهود دولتهم علي الأرض المحتلة. . واعترفت معظم الدول التي تتواجد فيها للعدو اليهودي الذي اغتصب فلسطين بأنه صاحب فلسطين. . وفي ظلها اغتصبت المسجد الاقصي وبيت المقدس. . وامتدت حدود الدولة اليهودية. . وفك الحصار من حولها. . وأصبح الطريق مفتوحا أمام بني يهود لتحقيق المزيد من الأهداف علي حساب العالم العربي. . ما كان فكرة إنشاء جامعة الدول العربية إلا امتصاص لرغبة الشعوب في تحقيق الوحدة العربية (جغرافيا وسياسيا واقتصاديا ). . فتم إنشاء الجامعة لتكون تنظيم جامع لسياسات تتفرق كثيرا. . وقليلا ما تجتمع وتتفق. . . وها هو مرور الزمان وتعدد انعقاد القمم يثبت وفي كل اجتماع قمة عربية أن الهدف لصاحب الفكرة من إنشاء الجامعة (( ايدن )) الانجليزي يتحقق وباعلي كفاءة. . إذ ينتج الفشل بل مزيد من عدم الاتفاق في كل قمة عربية. . وفي أحسن الأحوال كان سابقا (الاستنكار والشجب والتنديد ) تجاه أي اعتداء لدولة وشعب عربي. واليوم وتجاه الحرب الإسرائيلية الظالمة علي غزة وأهلها وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين. . تراجع إلي الوراء كثير من الزعماء (الرؤساء) العرب عن درجة الوتيرة للمواجهة للعدو الإسرائيلي و لما كان سابقا (الاستنكار والشجب والتنديد ) حتى هذا لم نسمع به وخاصة لدى (دول الاعتلال العربية ) والتي تسمي نفسها وسماها الغرب وأمريكا وإسرائيل بدول (الاعتدال ) رغم مرور (21) يوما علي الحرب الغاشمة علي غزة وأهلها. . . إذ انه في الأسبوع الماضي تم الاختلاف وعدم الاتفاق علي قمة عربية واحدة تعقد وتكون جامعة. . فظهرت الدعوة إلي انعقاد اربع قمم ( الأولي قمة الدوحة والتي عقدت يوم الجمعة الماضية بتاريخ 16/1/2009م وتخلف عنها إثناء عشر رئيس دولة عربية وحضرها عشره و ورؤساء دول. وأثناء الترتيب لهذه القمة ظهرت الدعوة لقمة خليجية ثانية والتي انعقدت في الرياض الاربعاء14/ 1/2009م والتي تزامنت مع الدعوة لقمة الدوحة. . والدعوة لانعقاد قمة ثالثة في شرم الشيخ بمصر يوم الاثنين. . والدعوة لانعقاد قمة رابعة في الكويت يوم الاثنين 12 / 1/2009م ). . فبدلا أن تكون جامعة الدول العربية وتتقدم في جمع الشمل و الكلمة وتوحيد الصفوف العربية. . يظهر اليوم وكلما تقدم الزمن وتعدد انعقاد القمم للرؤساء العرب التراجع أكثر حتى عن ما ضعف من قول (الاستنكار والشجب والتنديد ). . وهكذا وصل الحال بأهل القمم اليوم بعدم الاتفاق علي قمة واحد وظهرت أربع قمم فكيف هكذا حال من التردي نتوقع أن ينتج عنه حلول ومعالجات لمشاكل وظلم يلحق بالأمة العربية.