إسماعيل صالح السلامي
بعد 18 شهراً من الحصار لتعقبها هجمات مدمرة لا تنقطع بمقاتلات "إف16" و"الأباتشي" والقنابل والصورايخ وقذائف الدبابات حتى أنها لا تمر ساعة إلا وتزداد حصيلة الموت والألم حتى كتابة هذا السطور سقط أكثر من 1000 شهيد فلسطيني وأصيب أكثر من "4" آلاف، لم يسلم مبنى البرلمان ولا المساجد والوزارات والمدارس والجامعات ولا حتى سيارات الإسعاف من هجمة " إسرائيل" الشرسة حتى أن مشافي غزة التي أنهكتها طول الحصار والمعاناة ما عادت قادرة على استيعاب هذا السيل الدافق من الأجساد المحطمة، وما عاد لديها حتى الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء، الأطفال يعيشون أزمة نفسية في بيوتهم بانتظار الغارة التالية ويتوجسون من صاروخ يوشك أن يهدم الدار فوق رؤوسهم . الناس يقفون ساعات أمام المخابز للحصول على الخبز والنساء يجمعن عيدان الحطب لإبريق من الشاي ...إلخ. كل ذلك يقابله الصمت العربي الرسمي الذي يشبه صمت الحجارة وغياب أي تحرك رسمي لإنهاء ذلك العدوان يؤكد ذلك الصمت العربي الرسمي بانهم ليسوا راضين في الحرب على غزة فقط بل إنهم مشاركون في الحرب أما الموقف الرسمي المصري الذي لم يلتزم الصمت ولا يزال كما هو ، يطالب "الطرفين بضبط النفس" ويجاهر بالقول" نحن قلنا لحماس بإيقاف الصواريخ وقلنا لإسرائيل بوقف ردود الفعل. وكأنه يصف إسرائيل بالدفاع عن نفسها والحصار والاحتلال والمجازر واللاجئين وقصف المساجد...إلخ كل هذا ردة فعل؟
وانطلاقاً من هذه الرؤية نتساءل ما سبب الصمت العربي الرسمي أمام ما يحدث في غزة؟ وماذا يمكن للعرب أن يعملوه؟ سنجد أن سبب ذلك هو أن الصهيونية قد خلقت تضارباً في المصالح بين الدول العربية الأمر الذي جعل الكل يفكر بطريقة لحفظ مصالحة. بعيداً عن المصلحة العامة والقومية والإسلامية فأصبح العرب والمسلمون ليس لهم أية كرامة لا شخصية ولا معتقد ولا دين .
اضافة إلى ذلك جيوش الاستعماري عندما خرجت من الوطن العربي بعد الحرب العالمية الثانية قسمت الوطن إلى دويلات صغيرة ضعيفة وعينت عليها حكاماً تابعين لسياسة المستعمر يستعبدون الأمة العربية لمصلحة المستعمر واستبدلت الاستعمار الاقتصادي بدلاً من الاستعمار العسكري وأصبح الوطن العربي الآن يعاني من استعمار اقتصادي خفي يحافظ على وجوده الحكام العرب (ذيول الاستعمار) ولن تحرر الأمة العربية ولن تتحد إلا إذا أدركت أن حكامها أعداء لها والله من وراء القصد.<