عبدالباسط الشميري
"57" دولة إسلامية تمتلك "57" جيشاً مدرباً ومسلحاً بأحدث أنواع الأسلحة من طيران ودبابات وصواريخ وبوارج وسفن حربية وصواريخ بعيدة المدى وأخرى صواريخ ذكية وغبية ألا تقوى كل تلك الدول على فعل شيء لمواجهة الغطرسة والإرهاب الصهيوني المنظم الذي نراه في غزة؟ لماذا؟ هذا ما لم يجب عليه أحد من قادة هذه الدول مجتمعة!
والكارثة التي لم يفطن إليها ساسة الدول الإسلامية حتى اللحظة أن قديماً كانت الحروب تجري ولا يدري عنها إلا قليل من البشر ووسائل الإعلام كانت تنقل الخبر وكما يريد الزعيم المفدى وكل ما يريد قوله للجماهير يكون في الخطاب الإعلامي، أما اليوم فقد تغير الحال والحروب غدت عبر الفضائيات وكأننا نشاهد مباراة في كرة القدم تجري بين فريق وآخر، وإن كانت المباراة التي تجري في غزة اليوم هي من جانب واحد وكما نرى أو هي بمثابة بروفة للجيش الصهيوني استعداداً للقاهرة والرياض والخرطوم وصنعاء وطرابلس ودمشق وعمان والرباط والجزائر وتونس وما خفي كان أعظم!
نعم هذه حقيقة كما كانت بغداد البوابة الرئيسية للمغول غزة اليوم هي البوابة الرئيسية للعبور إلى عمان، وأعجبتني نباهة الملك عبدالله الثاني لكن بعد ماذا؟ بعد خراب مالطا خرج ليقول لنا إن هناك مؤامرة ويخشى ما بعد غزة، إن ما بعد غزة ليس عمان فقط، بل ما بعد عمان، واعذروني أيها العرب كوني استخدمت مصطلح السيد حسن نصر الله وأكثر ما أخشى أن تفرزني الفرازة مع زمرة حزب نصر الله فلا أطل بعد ذلك لا بلح الشام ولا عنب اليمن وإن كنت أظن وبعض الظن إثم أن البلح والعنب صار طعمهما مراً ومراً جداً هذه الأيام وكيف لا تكون المرارة والدم في شوارع غزة يسيل كالأنهار وصراخ الأطفال والنسوة ولا معتصم .. إننا أمام حالة استثنائية نسأل الله أن لا يطيلها علينا ويفرج عن إخواننا إنه سميع مجيب الدعاء، اللهم نصرك الذي وعدت ووعدك الحق ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان.<
abast @ maktoob.com
